علاج الاكتئاب ورفع هرمونات السعادة في البيت

سوء المزاج وعدم الرغبة في ممارسة النشاطات اليومية أحد أعراض الاكتئاب

هل تعاني من القلق و الاكتئاب و الخوف؟ هل فقدت رغبتك في الذهاب إلى العمل أو حتى القيام من السرير؟ متى كانت آخر مرة تنام فيها بعمق ؟ ركز معي و عد للاهتمام بنفسك إلى أن نجيبك على سؤالك المهم. هل أنت مصاب بالاكتئاب؟ وما هو علاج الاكتئاب؟.

كثير من الناس سوف يتهمونك بالمبالغة و اللامبالاة أو حتى الرغبة بلفت الانتباه. وبعضهم الآخر اختصر جميع مشاكلك بالبعد عن الله.

في مقالتنا لليوم سنفهم ما هو الاكتئاب و ما هي أعراضه؟ و نتعرف على أسبابه بالإضافة إلى معرفة كيفية علاجه. و نجيب على بعض الاسئلة مثل: هل يمكن علاج الاكتئاب بالصلاة و القرآن؟ أو ما هي مدة علاجه و شفاؤه؟

ما هو الاكتئاب؟

الاكتئاب هو من أكثر أنواع الامراض النفسية شيوعا عبر العالم و الذي يقترن بالاصابة احيانا مع القلق و الرهاب. الاكتئاب قد يكون بسيط و لمدة محدودة أو ممكن أن يكون شديد و مزمن لفترات طويلة من الزمن. بعض الناس تصاب فيه مرة واحدة بينما البعض الآخر مرات عديدة.

الاكتئاب هو أحد أمراض العصر. فهو اضطراب في وظائف الدماغ بسبب عادات غذائية و انماط حياة خاطئة جعلت هذا الدماغ المعجزة عاجز عن القيام بمهامه. و تحول هذا الاضطراب إلى الاكتئاب المزمن الخطير و قد يجر صاحبه إلى حد الانتحار.

ينتشر مرض الاكتئاب عند النساء أكثر من ما هو عند الرجال حيث تبلغ نسبة المصابين من السيدات ضعف ما هو عليه عند الرجال.

ما هي اعراض مرض الاكتئاب؟

يعاني معظم الناس من الحزن أو الوحدة أو الاكتئاب في بعض الأحيان. فهو رد فعل طبيعي لخسارة عزيز أو نتيجة تحديات الحياة أو فقدان الثقة بالنفس. و لكن عندما تتراكم هذه المشاعر وتزداد، و تتحول إلى مشاكل و أعراض جسدية. بالاضافة إلى استمرار هذه الاعراض لفترات طويلة من الزمن. عندها يجب علاج الاكتئاب لتتمكن من العودة إلى حياتك الطبيعية و العيش بنشاط.

و تشمل هذه اعراض والقلق والخوف و الاكتئاب ما يلي:

  • فقدان الامل بالحياة و فقدان الثقة بالنفس
  • الصداع صباحا
  • فقدان الرغبة في القيام بالنشاطات اليوم
  • اضطراب نبضات القلب و تسارعه
  • زيادة الارهاق و اضطرابات النوم
  • فقدان الاهتمام بما هو حولك
  • القلق و الخوف و الهلع
  • الانزعاج عند الرجال
  • فقدان الشهية أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام
  • اضطراب المشاعر
  • فقدان الرغبة في الحياة و الميول الانتحارية
  • فقدان الرغبة الجنسية
  • زيادة أو فقدان الوزن بدون قصد
الصداع وفقدان الرغبة في القيام بالنشاطات اليومية أحد أعراض الاكتئاب

ما هو سبب مرض الاكتئاب؟

هرمونات السعادة ضرورية لعمل الدماغ و الجهاز العصبي فهي نواقل عصبية أساسية لنقل السيالات العصبية. و تعطل هذه الهرمونات سيؤدي مباشرة إلى الشعور بالاكتئاب.

هرمونات السعادة هي السيراتونين و الدوبامين و الجابا. الهرمون الاول هو السيراتونين و هو هرمون المكافأة في الدماغ و هو المسؤول عن انتاج هرمون النوم الميلاتونين. رغم أن السيراتونين اساسي للجهاز العصبي لكن -90% منه يصنع بواسطة البكتيريا النافعة في القولون. بينما الدوبامين يصنع في الدماغ و هو مهم لدوره في المساعدة على التغلب على الاجهاد كونه يتحول إلى الادرينالين في الغدتين الكظريتين كما أنه يعطي شعور بالمكافأة و يشعرك بالأهمية ويزيد من ثقتك بنفسك. أما هرمون الجابا الدماغي فهو ناقل عصبي يعمل على اعتراض الرسائل العصبية في الجهاز العصبي المركزي و ايقافها مما يعطي هدوء للشخص و يمنع مبالغة النشاط العصبي كما يحدث في الصرع. نقص انتاج هرمونات السعادة هي أهم ما يسبب الاكتئاب

أولا: انخفاض الفيتامين دال وتأثيره في علاج الاكتئاب

يعد الفيتامين دال من الفيتامينات الذائبة بالدهون و المسؤولة عن جهاز المناعة و عملية النمو و الاستشفاء. بالاضافة إلى دوره الهام في المساهمة كمعامل مساعد لاتمام العمليات البيوكيميائية.

المصدر الرئيسي للفيتامين دال هو أشعة الشمس التي تحفز بدء عملية تصنيع الفيتامين دال بالجلد. كما أن الفيتامين دال هو المسؤول عن تصنيع الناقل العصبي و هرمون السعادة السيراتونين من الحمض الاميني التريبتوفان. بالإضافة إلى دورة في دعم تصنيع هرمون السعادة و الناقل العصبي الدوبامين من الحمض الاميني الثايروسين.

نقص الاشعاع الشمسي و التعرض للشمس شتاءًا يسبب نقص الفيتامين دال. و ذلك ما يسبب اكتئاب الشتاء. حيث بينت الدراسات أن الاشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يعانون أيضا من هبوط منسوب الفيتامين دال في الدم.

كما أن جزء من اكتئاب السيدات بعد الولادة عائد إلى النقص الحاد في فيتامين دال في تلك الفترة. و الذي يمتد من أيام و أسابيع إلى عدة شهور بعد الولادة.

ثانيا: مشاكل في الجهاز الهضمي و نقص البكتيريا النافعة

صحة القولون و البكتيريا النافعة أساسية للصحة النفسية. فهي المسؤولة عن عملية الهضم و توفير الاحماض الدهنية القصيرة التي توفر الطاقة لعضلات القولون. كما هي التي تقوم بصناعة 80-90% من هرمون السيراتونين الضروري لنقل السيالات العصبية في الجهاز العصبي. بالاضافة إلى دور السيراتونين في زيادة الشعور بالسعادة و الفرح مع استخدام الدماغ له كمادة خام لصناعة هرمون النوم الميلاتونين.

تعداد البكتيريا النافعة التي تتعايش مع جسم الانسان يفوق عدد خلايا الانسان. لذلك يجب الاعتناء بها لكي تستطيع التكاثر و البقاء بصحة و نشاط لتقوم بوظائفها لتدعم صحتك.

بعض الادوية و الانماط الحياتية و الغذائية السيئة تؤثر سلبا على صحة و تعداد و تنوع البكتيريا النافعة و بالتالي تسبب لك الاكتئاب في نهاية المطاف. فكل من حبوب منع الحمل و المضادات الحيوية بالاضافة إلى التوتر الشديد و التدخين و قلة النوم مع السهر تسبب موت و نقصان تنوع و تعداد البكتيريا النافعة.

كما أن قلة النشاط و الرياضة تسبب خمول البكتيريا التي يزداد افرازها لهرمون السعادة عند ممارسة الرياضة.

كما أن البكتيريا تفرز اشارات عصبية من خلال مركبات السيتوكينز. التي تصل الى الجهاز العصبي من خلال الvagus nerve. و من خلال هذا التواصل يمكن للدماغ معرف حالة القولون الصحية. اذا يتم ارسال السيتوكينز عند تناول المضادات الحيوية أو الالياف أو في حال وجود مادة سامة تسبب العدوى و الالتهاب.

كما تشير الدراسات أن الالتهاب في الجهاز الهضمي و تحديدًا القولون قد يسبب التهاب الاعصاب و بالتالي الاكتئاب.

زيادة البكتيريا النافعة أحد طرق العلاج

ثالثا: مرض السيبو و ارتشاح الامعاء وتأثيرهم في علاج الاكتئاب

أظهرت الدراسات أن وجود ميكروبات ضارة في الأمعاء الدقيقة يمكن أن يكون سببًا للقلق أو الاكتئاب. تشير الأبحاث إلى أن سلالات معينة من البكتيريا تؤدي إلى الصحة العقلية السيئة عند وجودها بأعداد كبيرة. كما يمكن أن يؤدي وجودها القناة الهضمية الملتهبة إلى dysbiosis في القناة الهضمية وهو (عدم التوازن بين البكتيريا الجيدة والسيئة) مما يسبب زيادة القلق و الهلع و الاكتئاب.

كما أن وجود اختلال في توازن البكتيريا و تنوعها قد يؤدي إلى ضعف و تضرر جدران الامعاء. مما يسبب الاصابة بارتشاح الامعاء. عند الاصابة بارتشاح الامعاء يتعرض الجهاز الهضمي إلى الالتهاب و الذي قد ينتقل إلى كل الجسم. مما يزيد من فرصة الاصابة بأمراض المناعة المختلفة و المتنوعة مثل: السكري نوع الاول و الصدفية و الهاشيموتو و الذئبة الحمراء و الامراض العصبية و الاكتئاب و الهلع و الخوف.

رابعا: السهر و نقص النوم والاجهاد

كما بينت الدراسات على فئران التجارب و على البشر أن نشاط البكتيريا النافعة يعتمد بشكل واضح على الساعة البيولوجية. و قد يكون لتعطيل ساعة جسمك من خلال قلة النوم ، والعمل بنظام الورديات ليلا ، وتناول الطعام في وقت متأخر من الليل آثارًا ضارة على بكتيريا الأمعاء.

بالإضافة إلى أن الاجهاد و التوتر يتلف صحة البكتيريا النافعة. إذ أن أي أحداث مرهقة يمر بها الفرد تقلل تنوع ونوعية البكتيريا المستوطنة للقناة الهضمية. يؤدي التعرض للالتهاب المتكرر والشديد والمزمن إلى تفاقم الحالة العقلية والجسدية. عندما يتعرض المريض إلى الالتهاب والاكتئاب، فمن الضروري طلب المساعدة الفورية من أصحاب الاختصاص لحل هذه المشكلتين.

لذلك لا يمكن علاج الاكتئاب بدون النوم و تخفيض التوتر و الاجهاد.

السهر ونقص النوم أحد أسباب الاكتئاب

خامسا: اضطراب الهرمونات وتأثيرها على علاج الاكتئاب

يؤدي اختلال النظام الهرموني عند السيدات إلى الاكتئاب. فعادة ما تتغير مشاعر الانسات و السيدات خلال فترة ما قبل الدورة الشهرية و بعد الولادة بالإضافة إلى فترة ما بعد سن الأمل.

يؤدي كل من زيادة هرمون الاستروجين أو هبوطه أو حتى تذبذبه إلى تغيير و تعكير مزاج السيدات. فزيادة الاستروجين عند من يعانين من تكيس المبايض تسبب الاكتئاب و انخفاضه عند السيدات بعد الولادة او حتى عند سن الامل يسبب الاكتئاب أيضا.

تسود في الوقت الحاضر متلازمة تكيس المبايض بين الإناث في مرحلة المراهقة. حيث يمكن أن تؤثر على الحيض فتوقف تكرارها أو تزيد من فترة تكرارها من أيام إلى أشهر عديدة بالاضافة إلى نمو الشعر الزائد في الوجه و ظهور حب الشباب و زيادة الوزن. زيادة نسبة الاصابة بتكيس المبايض مؤخرًا بين النساء لتصل النسبة إلى 10% من النساء في سن الإنجاب. بينما تعاني حوالي 40 ٪ من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من الاكتئاب, و خاصة الفتيات الصغيرات.

يؤدي استهلاك حبوب منع الحمل إلى رفع الاستروجين في الجسم و التأثير السلبي على الجهاز العصبي أيضا. مما يسبب الاكتئاب و زيادة الوزن و متلازمة تكيس المبايض.

للاستروجين تأثير واسع على الجسم و الدماغ. فهو يؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي من خلال مجموعة من الاليات المعقدة العضوية و النفسية. فهو يؤثر على انتاج النواقل العصبية بشكل مباشر في كل من اللوزة الدماغية (amygdala) و تحت المهاد hippocampus و الفص الجبهي (hippocampus). و هذه المناطق الدماغية مهمة جدا في السيطرة على المشاعر و التعلم.

يمكن أن يؤثر الاستروجين على المعالجة العاطفية من خلال عوامل نفسية عصبية. فهو يعزز تنظيم العاطفة ودقة التعرف على تعابير الوجه. كما يمكن أن يؤثر الإستروجين أيضًا على الإثارة العاطفية ويغير شدة الاستجابة العاطفية.

سادسا: اضطراب سكر الدم بين الانخفاض و الارتفاع و ارتفاع الانسولين

يشترك الاكتئاب والسكري في بعض الأعراض. حيث يمكن أن يحدث الشعور بالتعب والنوم كثيرًا وصعوبة التركيز عندما يكون لديك أي من الحالتين. لذلك قد يجعل ذلك من الصعب معرفة ما إذا كانت أعراضك ناتجة عن الاكتئاب أو مرض السكري أو كليهما.

مرض السكري كارثة على الجسم فهو يسبب تلف الاعصاب و الجهاز العصبي. و ذلك بسبب مقاومة الانسولين التي تمنع السكر و المغذيات من دخول الخلايا العصبية و يؤدي إلى تلفها. ارتفاع السكر الدائم يسبب ادرار البول ليلا مما يؤدي إلى كثرة الاستيقاظ و بالتالي الدخول في مشكلة اضطرابات النوم و التوتر.

يؤدي نقص الفيتامينات ب على العموم و الفيتامين ب6 تحديدًا نتيجة الاصابة بالسكري إلى إعاقة صناعة هرمون السعادة جابا. و هذا ما يزيد من الاكتئاب. بالاضافة إلى تأثير تذبذب السكر باستمرار السلبي على وظائف الدماغ مما قد يسبب الصداع و الاكتئاب.

كما أن تدهور الحالة الصحية باستمرار و انتظار المجهول مع ارتفاع قراءات السكر باستمرار يسبب الاحباط و الاكتئاب.

لذلك لا يمكن علاج الاكتئاب دون علاج السكري و مقاومة الانسولين و تنظيم قراءات السكر في الدم.

ما هو علاج الاكتئاب طبيعيًا؟

  • ممارسة الرياضة بشكل يومي لأنها تزيد من هرمون السعادة وتساعد على التخلص من الإجهادات والتوتر.
  • استهلاك مصادر غنية بالمغنيسيوم لأنه يزيد من بناء BDNF المسؤول عن تجدد الخلايا العصبية كما أنه يساعد على الاسترخاء.
  • .استهلاك البكتيريا النافعة عن طريق حبوب أو عن طرق تناول المخللات.
  • تناول مصادر الخضار الغنية بالألياف للمساعدة في تنوع البكتيريا في القولون.
  • التعرض لأشعة الشمس وهي المصدر الرئيسي لفيتامين دال وبالتالي بناء هرمونات السعادة في الجسم.
  • النوم مبكرًا للتخلص من التوتر والإجهاد.
  • ايقاف تناول السكريات لأنها تغذي البكتيريا الضارة.
  • الامتناع عن الاعتماد على مصادر الجلوتن مثل الخبز لأنه يدمر جدران الأمعاء ويمنع امتصاص المغنيسيوم والحديد وغيرها من المغذيات وبالتالي يمنع شفاءك من الاكتئاب.
  • البدء بحمية قليلة الكربوهيدرات مثل حمية الكيتو.
  • استهلاك البي كومبلكس أو خميرة البيرة مع فيتامين بي 12 للمساعدة في استشفاء الأعصاب.
  • الصيام المتقطع يساعد في بناء BDNF.
  • عدم تحفيز الجهاز العصبي وذلك من خلال إيقاف تناول القهوة أو تقليل كميتها بحيث لا تتجاوز كوبين إلى ثلاثة في اليوم.
  • تناول الشوكولاتة الداكنة والتمر لأنهم غنيين بالزنك بالتالي يقوموا بتنظيم الهرمونات.
  • إيقاف أدوية الاكتئاب من خلال استشارة الطبيب لتجنب الأعراض الانسحابية.
  • تناول المكملات التي تقلل التوتر مثل الأشواغندا.
ممارسة المشي أحد طرق العلاج

علاج الاكتئاب بالصلاة والعبادة ؟

التقرب من الله بالصلاة والعبادة بطبيعته يقلل من التوتر ويشعر الإنسان بالراحة. لذلك يساعد على التخلص من الاكتئاب ولكن يجب عليك إضافة لهذا علاج السبب الرئيسي لاكتئابك للوصول إلى نتيجة مرضية ومضمونة.

كم يستغرق علاج الاكتئاب الحاد؟

مدة العلاج تعتمد على سبب المشكلة بالأساس. فمثلًا لو كان سبب المشكلة السيبو فلن يتم علاج الاكتئاب إلا بشفاءك من السيبو وهكذا. أما إذا كان سبب المشكلة هو التوتر يجب عليك تقليل التعرض لمسببات التوتر وممارسة الرياضة وتحسين النوم.

اختبار الاكتئاب مجاني

هل تعاني من الاكتئاب يمكنك الآن إجراء اختبار الاكتئاب الذي وفرته وزارة الصحة السعودية من خلال الرابط التالي:

اختبار الاكتئاب مع النتيجة

المصادر

The effect of prayer on depression and anxiety: maintenance of positive influence one year after prayer intervention

What is depression?

A Hypothesis of Gender Differences in Self-Reporting Symptom of Depression: Implications to Solve Under-Diagnosis and Under-Treatment of Depression in Males

Vitamin D and Depression: Where is all the Sunshine?

Is Vitamin D Status Associated with Depression, Anxiety and Sleep Quality in Pregnancy: A Systematic Review

Vitamin D3: A Role in Dopamine Circuit Regulation, Diet-Induced Obesity, and Drug Consumption

Tryptophan Metabolism: A Link Between the Gut Microbiota and Brain

Transkingdom Control of Microbiota Diurnal Oscillations Promotes Metabolic Homeostasis

Depression as a side effect of the contraceptive pill

scroll to top