ارتجاع المريء هو من أمراض العصر الشائعة بسبب كثرة التوترة الناتج من نمط الحياة و الغذاء الخاطئ. حيث بين الاستبيان المنشور في منصاتنا على التواصل الاجتماعي معاناة 38% من البالغين من ارتداد أحماض المعدة إلى المريء.
كما بين الاستبيان أن 10% فقط هم من تمكنوا من الشفاء بحمية قليلة النشويات. يخطئ 10% من الناس بإهمال حموضة المعدة على العموم. مما يزيد الفرصة للإصابة بالتهابات المريء الذي يفضي إلى تحول الخلايا المشوهة إلى سرطانات في المريء بنهاية المطاف.
لذلك سنقوم اليوم بنقاش كل ما يتعلق بحموضة المعدة و أسبابها و أعراضها و كيفية علاجها بدون دواء. كما ونتطرق لأهم الاعشاب و المشروبات التي تساعد على راحة الأعراض و زيادة سرعة الشفاء.
ما هو ارتجاع المريء
ارتجاع المريء بالانجليزي يطلق عليه ال GERD و هو عندما يصل حمض المعدة إلى المريء مما يسبب آلام الصدر المرتبطة بالتهاب المريء. يعد ارتجاع المريء هو حالة مزعجة تؤرق الشخص و تسبب له عدم الارتياح.
من المفترض أن لا يتم عودة حمض المعدة إلى المريء بسبب وجود بوابة بين المريء و المعدة و التي يحفز فتحها نقص أحماض المعدة. و بالتالي فإن تناولك لأدوية تخفيض أحماض المعدة لن تحل المشكلة نظرًا لكون المشكلة ناتجة عن نقص الحمض من الأساس.
اعراض ارتجاع المريء و انخفاض حمض المعدة
حتى تتمكن من معرفة هل أنت مصاب أم لا فيمكن تلخيص أعراض ارتجاع المريء كما يلي:
- ارتجاع المريء و آلام الصدر قد تشبه اعراض الدبحة الصدرية وتزداد مع الاستلقاء على السرير.
- الغثيان وفقدان الرغبة في تناول اللحوم.
- السعال.
- التجشؤ و الذي يدل على انخفاض حمض المعدة.
- آلام الحلق.
- بحة في الصوت و التهاب الأوتار الصوتية.
- النفخة و الغازات و القولون العصبي.
- ضيق النفس.
- آلام في البلع.
- ازياد الحساسية من الطعام و حساسية الجهاز التنفسي.
أسباب ارتجاع المريء
لكي تستطيع معرفة أنك تعاني من ارتجاع المريء يجب الانتباه إلى الاعراض التالية:
- انخفاض احماض المعدة.
- تناول أدوية الحساسية و الادوية المثبطة لاحماض المعدة.
- زيادة الوزن و الكبد الدهني.
- كما يؤدي شرب المشروبات الغازية مع الاكل إلى الاصابة.
- تناول الخبز و الجلوتين.
- كثرة تناول الطعام خلال النهار باستمرار.
- تناول الطعام و الشراب قبل النوم مباشرة.
- كثرة الحزن و التوتر.
- شرب المشروبات الكحولية.
- عمليات التكميم و قص المعدة.
- الاصابة بجرثومة المعدة.
- خمول الغدة الدرقية.
علاج ارتجاع المريء نهائيًا في المنزل
حتى تتمكن من علاج الارتداد المريئي يجب عليك تغيير نمط حياتك الغذائي و الصحي. و ذلك للسماح بعودة جهازك الهضمي إلى العمل و القيام بدوره كما يجب.
أولا: ايقاف جميع منتجات القمح و الخبز لعلاج ارتجاع المريء
تناول الخبز و منتجات القمح من أهم أسباب مشاكل الجهاز الهضمي مثل النفخة و الغازات و القولون العصبي. كما يؤدي إلى المعاناة من متلازمة ارتجاع المريء. عند ايقاف الخبز يقل تعرض جدران المعدة لبروتين الجلوتين المحفز للحساسية و الذي يسبب زيادة افراز احماض المعدة.
يؤدي تناول الخبز إلى فتح الشهية و بالتالي تناول المزيد من الخبز من جهة و تناول المزيد من الطعام من جهة اخرى بحيث يقل تركيز احماض المعدة و يزداد الضغط داخل المعدة بسبب انتفاخ الياف الخبز. كل هذه العوامل تسبب عسر الهضم في المعدة و زيادة انتاج الغازات التي تقوم بدفع محتوى المعدة القليل من الاحماض إلى المريء.
بينت الدراسات أن التعرض لارتجاع المريء قل بشكل ملحوظ عند الناس الذين يعالجون من مرض السيلياك و الذين يقومون بإيقاف الخبز و الجلوتن. كما انه كما نلاحظ من خلال متابعة المرضى في عيادتنا Samara Nutritional Solutions زوال الارتداد المريئي خلال اسبوع واحد فقط و ذلك من خلال ايقاف تناول الخبز و منتجات الجلوتن.
ثانيا : زيادة تركيز حموضة المعدة
نقصان حمض المعدة يزيد من مدة بقاء الطعام في المعدة و بالتالي زيادة الضغط داخل المعدة مسببًا لارتداد السوائل خلال بوابة المريء السفلية مع المعدة.
كما يؤدي نقص تركيز حمض المعدة إلى نقص افراز المرارة لصفراء المرارة. و اللذان يعدان أساسيان لتحفيز صمام المريء السفلي على الاغلاق بإحكام.
لكي تزيد من كفاءة عملية الهضم ولكي تتخلص من ارتجاع المريء يجب أن تمتنع عن استهلاك أدوية مضادات الحموضة مثل هيدروكسيد المغنيسيوم أو مثبطات مضخات البروتين في المعدة بالاضافة إلى استهلاك خل التفاح و الليمون قبيل و مع الوجبات. في بعض الحالات القليلة التي يكون فيها تركيز حمض المعدة قليلًا جدًا يمكن استخدام أملاح حمض الهيدروكلوريك لرفع حموضة المعدة.
ثالثا: تناول الخضار الغنية في البوتاسيوم و الصوديوم
لكي تستطيع المعدة افراز حمض المعدة يجب الحرص على استهلاك مصادر الكلور و الموجود في ملح الطعام. بالاضافة إلى ضرورة وجود البوتاسيوم في وجباتك لكي تساعد في افراز حمض المعدة و الضروري لعمل مضخات البروتونات في جدران المعدة.
رابعا: مضغ الطعام جيدا أو حتى مضغ اللبان
عملية المضغ تعد محفز لعمليات إفراز اللعاب و كل انزيمات و أحماض المعدة و الأمعاء. و ذلك لكي يتم تجهيز الجهاز الهضمي لهضم الطعام و ما يحتويه من بروتينات و دهون و كربوهيدرات.
حيث يؤدي هضم الطعام أو حتى اللبان الخالي من السكر لمدة 30 دقيقة إلى زيادة افراز أحماض المعدة 49 الطبيعي اثناء الصيام. إذ بينت دراسة على 15 شخص تم قياس تركيز افراز حمض الهيدروليك في المعدة خلال 15 دقيقة اثناء الصيام ليكون 0.8meq/15l بينما ترفع بعد مضغ اللبان أو العلكة إلى 39meq/l .
زيادة افراز حمض المعدة و ارتفاع تركيز حموضة المعدة يسبب إغلاق بوابة المعدة التي يحفزها ارتفاع الحموضة على الاغلاق. بالاضافة إلى أن اللعاب القاعدي يعادل حموضة أحماض المعدة في المريء. مما يسبب تقليل التهاب و تهيج المريء.
خامسا: إيقاف الادوية و كبسولات ارتجاع المرئ التي تقلل من حمض المعدة
لا يمكن ايقاف ارتجاع المريء في حالة تناول أدوية وعلاجات تمنع افراز أو تقلل من تركيز حمض المعدة. فاستهلاك ادوية معادلة حموضة المعدة ترفع الPH لأحماض المعدة مما يسبب سوء الهضم و امتصاص الطعام بالاضافة عدم إغلاق صمام المريء السفلي.
كما أن استهلاك الادوية المثبطة لافراز حمض المعدة تقلل افراز حمض المعدة الضروري لحماية جدران المعدة من جرثومة المعدة. و بالتالي زيادة فرصة اصابتك بحرقة المعدة بالاضافة إلى الارتداد المريئي.
أدوية الحساسية المختلفة تعتمد على تقليل الهيستامين الضروري لكي يتم تحفيز حمض المعدة على الافراز. قم بتجنب مسببات الحساسية حتى ترفع المناعة بدلًا من الاصرار على تناول مالا تستطيع تحمله. وذلك لكي تتجنب استخدام الادوية المثبطة للهيستامين.
سادسا: تقليل التوتر و الاجهاد
يحبب تقليل التوتر والاجهاد كي يتم السيطرة على فتح و إغلاق بوابات المعدة من خلال الجهاز العصبي اللاإرادي.لأن زيادة التوتر و الاجهاد تؤدي إلى خلل في توقيت فتح و إغلاق بوابات المعدة و المريء. حتى تقلل التوتر و الاجهاد:
- النوم الجيد و بعمق باكرًا.
- كما يجب المشي يوميًا بانتظام.
- التعرض لاشعة الشمس.
- كما يفضل استهلاك الفيتامين دال لرفع تركيزه في الدم.
- تقليل شرب القهوة و الشاي و المشروبات الغازية.
يعمل الفيتامين دال على مساعدتك في التخلص من حموضة المعدة من خلال مساعدة الكالسيوم لتحفيز اغلاق جدار المعدة من جهة. كما يؤدي إلى تقليل تركيز الكورتيزول في الجسم و تقليل التوتر من جهة أخرى.
سابعا: ايقاف الاطعمة المعرقلة لافراز حمض المعدة من خلال حمية الكيتو
حتى يتمكن جهازك الهضمي من افراز انزيماته و عصارته الهاضمة بانتظام يجب ايقاف معرقلات الجهاز الهضمي بشكل عام. فهي تسبب عرقلة عمل بوابات الجهاز المعدة و المريء و كذلك تعرقل افراز حمض المعدة بشكل خاص. لذلك يجب إيقاف الاكل الممنوع لمرضى ارتجاع المرئ و هو :
- الجلوتين وهو بروتين الخبز الاكثر قدرة على تدمير جدران الامعاء و المعدة و تقليل و تشتيت قدرة المعدة على هضم البروتين.
- كما يجب ايقاف الحبوب لأنها تشكل تحدي على الجهاز الهضمي و جهاز الغدد الصماء للتعامل مع كميات السكر الموجودة فيهاظ.
- قطع السكريات المصنعة بشكل عام.
- الزيوت المصنعة و المهدرج و الغنية بالاوميغا 6.
كما أن تناول الحميات قليلة النشويات تقلل من توفر السكريات و التي تدعم نمو البكتيريا الضارة المنتجة للغازات. هذه الغازات ترفع الضغط داخل الجهاز الهضمي مسببة ارتداد حمض المعدة إلى المريء. لذلك فإن أكثر من 20% من مصابي ارتجاع المريء يتم شفاؤهم بمجرد الدخول في حمية الكيتو.
ثامنا: الصيام المتقطع
يعد الصيام المتقطع من أفضل الطرق لمساعدة الجهاز الهضمي على إعادة التوازن له بعد سنوات من سوء التغذية المرتبط بكميات مبالغ فيها من الطعام و السكريات و السموم.
- عند الالتزام بالصيام المتقطع يزداد نشاط الجهاز الهضمي لإخراج السموم من داخله و تنشط الحركة الدودية للأمعاء.
- كما يساعد اغشية و خلايا بطانة المريء و المعدة و الامعاء على اخذ قسط من الراحة من الافرازات الهاضمة مما يسرع عملات الاستشفاء لها.
- انخفاض قيم السكر في الدم يزيد من توفر البوتاسيوم في الجسم لدعم عملية افراز المعدة لحمض المعدة.
تاسعا: عدم شرب الماء مع أو خلال ساعة من تناول الوجبات
التركيز على عدم شرب الماء أو الحليب أو المشروبات الغازية مع أو خلال الوجبات. إذ يؤدي شرب السوائل على تقليل تركيز حمض المعدة في الوقت الذي تكون فيه بأمس الحاجة إلى ارتفاع تركيزه.
شرب كميات كبيرة من الماء و السوائل يرفع الضغط في المعدة مما يضغط على بوابة المعدة. و التي يؤدي هبوط تركيز حمض المعدة إلى تحفيزها على الانبساط. لتفتح المجال إلى سوائل المعدة بالصعود إلى المريء مسببة ارتجاع المريء.
عاشرا: خسارة الوزن و علاج الكبد الدهني
تؤدي زيادة الوزن و تراكم الدهون في منطقة البطن إلى زيادة الضغط على المعدة و الامعاء. ارتفاع الضغط هذا يسبب ارتداد حمض المعدة المستمر خلال النوم و الاستلقاء و الجلوس.
تؤدي إصابة الشخص بالكبد الدهني إلى احتباس السوائل خلف الكبد في منطقة البطن. مما يؤدي إلى الضغط على المعدة و إجبارها على إعادة السوائل إلى المريء من خلال بوابة المريء السفلية. كما تتأثر بوابة المريء السفلية مع افراز المرارة لاملاح المراة التي تضطرب بشكل ملحوظ مع امراض الكبد و الكبد الدهني. حيث يعاني أكثر من 83% من مصابي أمراض الكبد من ارتجاع المريء.
متى يكون الم المريء خطير؟ متى يتحول ارتجاع المرئ الى سرطان؟
- سوء هضم و امتصاص البروتين و الحديد.
- تساقط الشعر و تكسر الاظافر.
- ارتشاح الامعاء.
- ازدياد الالتهابات في الجسم بسبب وصول البروتينات غير المهضومة جيدا إلى الدورة الدموية.
- الاصابة بجرثومة المعدة.
- الاصابة بالسيبو و فرط نمو البكتيريا.
- فقر الدم المرتبط بعوز الحديد.
- ضيق النفس و انخفاض مستوى الطاقة.
- نقص القدرة على امتصاص الزنك و المغنيسيوم و البوتاسيوم و الكالسيوم.
- نقص الفيتامين ب12 و فقر الدم الخبيث.
- ازدياد حساسية الطعام و حساسية الجهاز التنفسي.
- الاصابة بالامراض المناعية مثل مرض لوبيس و الهاشيموتو و السكري النوع الاول.
- هشاشة العظام.
- قرحة المعدة.
- التهاب و تشوه خلايا بطانة المريء.
- الاصابة بسرطان المريء.
كيف ينام مريض ارتجاع المرئ؟
بينت الدراسات أن النوم على الجانب و تحديدًا الجانب الايمن يقلل من الضغط على المعدة مما يقلل من ارتجاع المريء. خصوصا لدى مرضى الكبد الدهني و الذين يعانون من تضخم الكبد الذي يزيد من وزن الكبد و بالتالي الضغط على المعدة.
لا تتناول الطعام و الشراب قبل النوم لمدة تتراوح من ساعتين إلى 3 ساعات. بالاضافة إلى ضرورة النوم باكرا لتقليل التوتر و الاجهاد الذي يعد من أهم اسباب انخفاض افراز احماض المعدة و خلل آلية فتح و إغلاق بوابة المريء السفلى.
مشروبات لعلاج ارتجاع المرئ
المشروب الوحيد الذي من الممكن أن يساعدك في إيقاف ارتجاع المريء هو عصير الليمون مع خل التفاح لقدرته على رفع حموضة المعدة و بالتالي عودة الجهاز الهضمي إلى الاتزان. لكن يمكن أن تساعد بعض الاعشاب على تقليل الالتهاب و التهيج في كل من المريء و المعدة و الامعاء و هي:
- الثوم: يحفز خلايا المعدة المفرزة لحمض الهيدروكلوريك على الافراز و بالتالي يساعدك على حل المشكلة من الاساس. بالاضافة إلى دوره في قتل البكتيريا الضارة و جرثومة المعدة التي تسبب قرحة المعدة.
- اليانسون: من الاعشاب المميزة في تقليل الالتهابات داخل جدران المعدة و الامعاء. بالاضافة إلى تحفيزه لجدران الامعاء على افراز المادة المخاطية التي تحمي جدران الجهاز الهضمي الداخلية و تساعد على استشفائها.
- عرق السوس: يساعد على افراز الطبقة المخاطية المغلفة لجدران المعدة و المريء.
- الملفوف.
- الزنجبيل.
- القرنفل.
المصادر
Effect of chewing gum on gastric acid secretion
Lower esophageal sphincter pressure as an index of gastroesophageal acid reflux
Management of GERD, Obesity and PCOS Leading to Successful
Conception Using the ‘Integrated Approach’
Pathophysiology of gastroesophageal reflux disease
Gastroesophageal reflux disease (GERD)
Histamine H1 and H2 effects on gastric acid and pepsin, heart rate and blood pressure in humans
