توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر ومواصلتها حتى بعد إدخال الأطعمة الصلبة حتى سن السنة على الأقل. ومن المعروف أن حليب الثدي هو الغذاء المناسب للطفل منذ ولادته إذ يحتوي على التوازن الصحيح للعناصر الغذائية التي يحتاجها طفلك. بدءًا من اللبا الغني بالدهون والأجسام المضادة الذي ينتجه جسمك مباشرة بعد الولادة.
من أهم الفوائد المعروفة عن الرضاعة الطبيعية لطفلك هي حمايته من الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة أو الإصابة بالحساسية والربو . وأيضًا ستكون قدرتهم على اجتياز اختبارات الذكاء أكبر من غيرهم. كما يمكن أن تساعدك الرضاعة الطبيعية في تقليل كمية نزيف ما بعد الولادة التي تواجهينها بعد الولادة عند بدء الرضاعة الطبيعية على الفور. ويمكن أن تقلل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وسرطان الثدي والمبيض في المستقبل.
في هذا المقال سنتحدث عن أهم هذه الفوائد لك ولطفلك بالتفصيل.
أهم فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
هنالك العديد من الفوائد التي سيحصل عليها طفلك عند الاعتماد على الرضاعة الطبيعية منك إليك أهم هذه الفوائد:
تزود الرضاعة الطبيعية الطفل بأهم الأجسام المضادة التي يحتاجها
يمنح الحليب الأول لطفلك الغلوبولين المناعي وهي جزيئات معقدة تساعد على تعزيز قوة جهاز المناعة لديه. هذا يعني أن جسمك سينتج أجسامًا مضادة بناءًا على ما تتلامسين معه أو تتعرضين له. بمعنى آخر يمكن أن يؤدي تعرضك لمسببات الأمراض المختلفة مثل الفيروسات والبكتيريا إلى زيادة قوة جهاز المناعة لديك. وهذا بدوره سيؤدي إلى إنتاج أجسامًا مضادة سيحصل عليها طفلك من خلال حليبك والتي قد تساعد في حمايته تماما كما هو الحال في الرحم. يحمي الرحم طفلك من الإصابة بالمرض عن طريق تشكيل طبقة واقية في أنف الطفل وحلقه وجهازه الهضمي. وجدت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين لا يعتمدون على الرضاعة الطبيعية في تغذيتهم هم أكثر عرضةً للإصابة بالمشاكل الصحية في وقت لاحق مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والعدوى.
تحمي طفلك من الإصابة بعدة أمراض
من أهم الأمراض الي تحمي الرضاعة الطبيعية طفلك من الإصابة بها ما يلي:
- التهابات الأذن الوسطى: قد تحمي الرضاعة لأطول وقت ممكن من إصابة طفلك بالتهابات الأذن الوسطى والحنجرة والجيوب الأنفية بعد مرحلة الرضاعة.
- التهابات الجهاز التنفسي: يمكن أن تحمي الرضاعة الطبيعية من العديد من الأمراض الحادة في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.
- نزلات البرد والالتهابات: قد يكون الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لمدة 6 أشهر أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد الخطيرة والتهابات الأذن أو الحلق.
- التهابات الأمعاء: ترتبط الرضاعة بانخفاض الإصابة بالتهابات الأمعاء.
- تلف الأنسجة المعوية: ترتبط تغذية الأطفال الخدج بحليب الثدي بانخفاض معدل الإصابة بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر.
- متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS): ترتبط الرضاعة الطبيعية بانخفاض خطر الإصابة ب SIDS .
- أمراض الحساسية: ترتبط الرضاعة الطبيعية بانخفاض خطر الإصابة بالربو والتهاب الجلد والأكزيما.
- أمراض الأمعاء: قد يكون الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل عرضة للإصابة بمرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
- مرض السكري: ترتبط الرِضاعة الطبيعية بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول والثاني.
توفر الرضاعة الطبيعية دفعة هرمونية للطفل للشعور بالسعادة
تساعد الرضاعة الطبيعية طفلك من خلال إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يعرف باسم هرمون الحب على الشعور بالراحة والسعادة. إذ يساعد على تهدئتهم وجعلهم أكثر اجتماعية ويوفر لهم الشعور بالأمان. ولا يقتصر الأمر على الرضاعة الطبيعية فقط إذ يمكن أيضًا إطلاق الأوكسيتوسين عن طريق ملامسة طفلك لجلدك عن قيامه بعملية الرضاعة.
يوفر حليب الأم العناصر الغذائية المثالية للطفل
يجب عليك أن تأكل كل شيء في موسمه إذ يحصل طفلك منك على طعامه مصممًا بشكل مثالي لجميع الفصول. إذ يكون حليب الثدي مائيًا أكثر في الصيف وأكثر سمكًا وأعلى في الدهون خلال الأشهر الباردة. وللرضاعة الطبيعية جميع أنواع الفوائد التي قد تؤثر على نمو الجهاز العصبي للطفل والجهاز المناعي وحمايته من مشاكل الجهاز الهضمي وأكثر من ذلك بكثير.
يحتوي حليب الأم على كل ما يحتاجه الطفل خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة بجميع النسب الصحيحة. و يتغير تركيب الحليب وفقًا لاحتياجات الطفل المتغيرة خاصة خلال الشهر الأول من عمره. خلال الأيام الأولى بعد الولادة ينتج ثدييك سائلًا سميكًا ومصفرًا يسمى اللبا. يحتوي على نسبة عالية من البروتين والسكر ومليء بالمركبات المفيدة. لا يمكن الحصول عليه من الحليب الاصطناعي. يعد اللبا الحليب الأول المثالي الذي يساعد الجهاز الهضمي غير الناضج لحديثي الولادة على التطور. وبعد الأيام القليلة الأولى يبدأ الثديان في إنتاج كميات أكبر من الحليب مع نمو معدة الطفل.
الشيء الوحيد الذي قد يكون مفقودًا من إمدادات الحليب السحرية للطفل هو فيتامين د. لذلك عادةً ما يوصى بإعطاء قطرات من فيتامين د للطفل.
حليب الثدي يساعد على حصول الطفل على وزنه الصحي
تعزز الرضاعة الطبيعية زيادة الوزن الصحية وتساعد على منع السمنة في مرحلة الطفولة. أظهرت إحدى الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لمدة تزيد عن 4 أشهر كان لها أثر في انخفاض كبير في فرص إصابة الطفل بزيادة الوزن والسمنة. قد يكون هذا بسبب تطور بكتيريا الأمعاء المختلفة. إذ إن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لديهم كميات أعلى من بكتيريا الأمعاء المفيدة والتي قد تؤثر على تخزين الدهون في أجسامهم. ويحتوي حليب الثدي على كمية أعلى من اللبتين الموجود في الحليب الاصطناعي. يعد اللبتين الهرمون الرئيسي لتنظيم الشهية وتخزين الدهون.
قد تجعل الرِضاعة الطبيعية الأطفال أكثر ذكاءًا
قد تساعد الرضاعة الطبيعية طفلك على اجتياز اختبارات الذكاء بسهولة. تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يكون هناك اختلاف في نمو الدماغ بين الأطفال الذين يرضعون من الثدي والأطفال الذين يرضعون حليبا صناعيًا. قد يكون هذا الاختلاف بسبب العلاقة الحميمة الجسدية واللمس والاتصال بالعين المرتبطة بالرضاعة الطبيعية بالإضافة إلى المحتوى الغذائي للحليب الطبيعي. وتشير هذه الدراسات إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لديهم درجات ذكاء أعلى وأقل عرضة للإصابة بصعوبات التعلم مع تقدمهم في السن.
أهم فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
تقلل الرِضاعة الطبيعية من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة
ستعاني ما يصل إلى 1 من كل 7 أمهات من اكتئاب ما بعد الولادة والذي يمكن أن يأتي مع أعراض شديدة وموهنة. ولكن قد تقلل الرضاعة الطبيعية من فرص إصابتك باكتئاب ما بعد الولادة. وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2012 انخفاض احتمال الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة عندما استمرت الرضاعة الطبيعية لأكثر من 4 أشهر.
الرِضاعة الطبيعية لطفلك قد تعطيك دفعة في احترام وحب الذات
إذا كان صعود وهبوط نفسيتك الناجم عن هرمونات ما بعد الولادة وجدول نومك غير المنتظم وغير الكافي يؤثر على مزاجك فهذا أمر طبيعي. يجب عليك أن تجعلي هذه المشاعر دافعًا لحمل طفلك بالقرب منك وإرضاعه. إذ يلاحظ الخبراء في كليفلاند كلينك أنه يمكن لهذا الأمر أن يعزز من ثقتك بنفسك عندما ترين طفلك ينمو ويتطور مع ما تقدمينه له. كما أنك عندما تقومين بإرضاع طفلك تحصلين أيضا على دفعة من الأوكسيتوسين الذي يقلل من التوتر ويحفز المشاعر الإيجابية.
الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالسرطان
النتائج على هذا الأمر موجودة وهي تدعم الأبحاث السابقة. قد ينخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنحو 20 في المائة إذا قمت بإرضاع طفلك لمدة عام أو أكثر وذلك وفقا لمراجعة الدراسات لعام 2015. في هذه الدراسة وجد أنه انخفض خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة 37 في المائة لدى الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن لأكثر من عام. أما بالنسبة لطفلك فقد تقلل الرضاعة الطبيعية أيضًا من خطر إصابته بسرطان الطفولة.
تقلل الرِضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
قد تقلل الرِضاعة الطبيعية من خطر إصابتك بالسكري من النوع الثاني بنسبة 32 بالمئة. ويوجد العديد من الأبحاث الجارية حاليًا تدرس العلاقة بين الرِضاعة الطبيعية ونمو الرضع الذين تكون أمهاتهن مصابات بسكري الحمل. ونحن نعيش في عالم يمكن أن يزيد خطر الإصابة بمرض السكري بسبب عدم ممارسة الرياضة والسمنة والاكتئاب. لذلك إن مجرد احتضانك لطفلك وإرضاعه يمكن أن يقلل من المخاطر لكليكما.
يمكن أن تشجعك الرضاعة الطبيعية على اتخاذ خيارات غذائية صحية
مع زيادة مستويات التعب لديك وتوقك إلى تناول طعام لذيذ فإن فكرة أن طفلك يعتمد عليك للحصول على مغذيات جيدة وصحية له قد تساعدك على اختيار خيارات طعام أفضل. إذ يتم توجيه جميع العناصر الغذائية إلى حليب الثدي أولًا. لذلك فإن تناولك للأطعمة الصحية سيضمن لك أيضًا الحصول على التغذية المناسبة والطاقة الكافية لرعاية طفلك بشكل أفضل.
قد تساعدك عملية الرضاعة على إنقاص الوزن
تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية التي يحرقها جسمك عادةَ. وبعد 3 أشهر من الرضاعة من المحتمل أن تزداد عملية حرق الدهون في جسمك مقارنة بالأمهات غير المرضعات.
تقوم الرِضاعة الطبيعية بمساعدة الرحم على الانقباض
ينمو الرحم أثناء الحمل بشكل كبير ويتغير حجمه من حجم الكمثرى إلى ملء كامل مساحة البطن تقريبًا. ولكن بعد الولادة يمر الرحم بعملية تسمى الارتداد مما يساعده على العودة إلى حجمه السابق. يساعد هرمون الأوكسيتوسين الذي يزداد طوال فترة الحمل في تحسين هذه العملية. ويفرز جسمك كميات كبيرة من الأوكسيتوسين أثناء المخاض للمساعدة في ولادة الطفل وتقليل النزيف. ويساعدك أيضًا على الارتباط بطفلك الجديد. كما يزداد إفراز هذا الهرمون أثناء عملية الرِضاعة الطبيعية. يساعد في هذه الحالة على انقباضات الرحم وتقليل النزيف مما يساعد الرحم على العودة إلى حجمه السابق. كما أظهرت بعض الدراسات أيضًا أن الأمهات اللواتي يرضعن رِضاعة طبيعية بشكل عام يفقدن كميات أقل من الدماء بعد الولادة يكون ارتداد الرحم لديهن أسرع من غيرهن.
الرضاعة الطبيعية قد تمنع الحيض
استمرار الرِضاعة الطبيعية يوقف الإباضة والحيض. وقد يكون إيقاف دورات الحيض في الواقع طريقة الطبيعة لضمان المباعدة بين عمليات الحمل. لذلك يمكنك اعتبار هذا التغيير ميزة إضافية. بينما تستمتعين بوقتك الثمين مع مولودك الجديد فإن التفكير في تعرضك للحمل في هذه الفترة لا يدعو للقلق.
المصادر
An Exclusively Human Milk Diet Reduces Necrotizing Enterocolitis – PMC (nih.gov)
Breastfeeding and Risk of Infections at 6 Years – PMC (nih.gov)