الصداع يُعد من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي تؤثر على جودة حياتنا اليومية. وغالبًا ما يهاجمنا في أكثر الأوقات إزعاجًا. إذا كنت تبحث عن حل سريع للتخلص من الصداع بدون اللجوء إلى الأدوية. فأنت في المكان الصحيح! في هذا المقال، سنتعرف على وصفات منزلية بسيطة وفعّالة يمكنك استخدامها لعلاج الصداع في ثوانٍ، ومنحك راحة سريعة خلال خمس دقائق فقط. اكتشف كيف يمكن لأدوات وأطعمة متوفرة في منزلك أن تكون الحل السحري لتخفيف الألم واستعادة نشاطك بكل سهولة. تابع القراءة لتتعرف على أسرار التخلص من الصداع بطريقة طبيعية وآمنة!
أسباب وجع الرأس المستمر
وجع الرأس المستمر يمكن أن يكون ناتجًا عن مجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر على الجسم والعقل. من الأسباب الشائعة لهذا النوع من الصداع التوتر والإجهاد المزمن، حيث يؤدي الإجهاد المستمر إلى شد العضلات المحيطة بالرأس والعنق، مما يسبب ألمًا متواصلًا. كذلك، قد يكون الصداع المستمر نتيجة لحالات طبية مثل ارتفاع ضغط الدم، التهاب الجيوب الأنفية المزمن، أو فقر الدم، حيث يؤثر نقص الأكسجين أو الالتهابات على تدفق الدم إلى الدماغ. كما أن العوامل البيئية مثل قلة النوم، الجفاف، أو الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في ظهور الصداع. في بعض الحالات، قد يكون الصداع المستمر مؤشرًا على مشاكل أكثر خطورة مثل اضطرابات الجهاز العصبي أو الأورام، مما يتطلب استشارة طبية عاجلة. فهم السبب الأساسي لهذا النوع من الصداع هو الخطوة الأولى نحو العلاج والتخفيف من الألم.
- التوتر والإجهاد.
- قلة النوم أو اضطراباته.
- الجفاف.
- سوء التغذية أو تخطي الوجبات.
- مشاكل النظر أو إجهاد العين.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- مشاكل الدورة الدموية.
- الصداع النصفي (الشقيقة).
- اضطرابات الهرمونات.
- أسباب طبية أخرى (مثل الأورام، الأدوية، أو التهابات الجهاز العصبي).
كيف أتخلص من الصداع في ثواني؟
مهما اختلفت أماكن الصداع وأسبابه وأنواعه، فهنالك العديد من الخطوات التي تسهم في علاج الصداع المتكرر عند النساء والرجال. وعند اتخاذ الاجراءات والتدابير الصحيحة فيمكن علاج الصداع في ثواني أو دقائق معدودة. لذلك سوف نقوم بتفصيل خطوات متعددة وطرق منزلية للتخلص من الصداع و الشقيقة في المنزل وبدون علاجات أو أدوية.
أولا: تقليل التوتر و الإجهاد والنوم باكرا وبعمق
كثرة التفكير تسبب الصداع و كذلك الإجهاد المستمر. إذ يسبب تقلص الأوعية الدموية وتوتر العضلات، مما يؤدي إلى الصداع التوتري. كما يمكن أن يؤدي التوتر أيضًا إلى تفاقم الصداع النصفي بسبب إطلاق الهرمونات مثل الكورتيزول. إذ يودي ارتفاع الكورتيزول إلى احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الانسولين. لذلك تعد تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتنفس العميق، و الصلاة وقراءة القرآن وتمارين اليوغا فعالة في تقليل حدة التوتر. مما يخفف الضغط على الجهاز العصبي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب محاولة تخصيص وقت للراحة الذهنية وتقليل المهام اليومية المرهقة. مما يساهم في تقليل تكرار وشدة الصداع. كما يفضل ممارسة الأنشطة الممتعة مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى تعيد التوازن النفسي وتحسن تدفق الدم إلى الدماغ.
وقد بحثت إحدى الدراسات في تأثيرات العلاج باليوغا على 60 شخصًا يعانون من الصداع النصفي المزمن. وقد انخفضت وتيرة الصداع وشدته بشكل أكبر لدى أولئك الذين تلقوا العلاج باليوغا والرعاية التقليدية مقارنة بأولئك الذين تلقوا الرعاية التقليدية وحدها. (2)
لكن يجب أن تعرف أنّه لا يمكن تقليل التوتر لمن لا ينام. إذ يؤدي النوم الخفيف وغير الكافي إلى اختلالات في هرمونات الجسم. مما يؤثر سلبا تمدد وتقلص الأوعية الدموية الطبيعي في الدماغ مسببا الصداع. كما تأتي أهمية النوم العميق نظرا لدوره في تعزيز تجديد خلايا الدماغ وتنظيم هرمونات الإجهاد المختلفة. و حتي تتمكن من تحسين جودة النوم قم بتحديد وقت نوم منتظم واستخدام أساليب الاسترخاء مثل إطفاء الإضاءة والشاشات. مما يساعد في تقليل الصداع الناتج عن الأرق.
في الواقع، أظهرت الأبحاث أن ضعف جودة النوم والأرق يرتبطان بزيادة وتيرة الصداع وشدته (3). ومع ذلك، فقد ثبت أيضًا أن الحصول على قسط كبير من النوم يؤدي إلى حدوث الصداع. لذلك، فإن الحصول على القدر المناسب من الراحة أمر مهم لأولئك الذين يبحثون عن الوقاية الطبيعية من الصداع (4).
ثانيا: زيادة استهلاك الفيتامين ب2
فيتامين B2 (ريبوفلافين) يلعب دورًا مهمًا في إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم. بما في ذلك خلايا الدماغ. كما يعد الفيتامين ب أساسيا في تخليق النواقل العصبية ومساعدة الاعصاب على التعافي والوقاية من التلف. أما نقص هذا الفيتامين مرتبط بزيادة تكرار الصداع النصفي. كما ويعد استهلاك الفيتامين ب اثناء الاجهاد المستمر أحد الطرق غير المباشرة المسبب للصداع لمن يعاني من الاجهاد و التوتر.
يعد الفيتامين ب2 (الريبوفلافين) تحديدا مهم جدا في الوقاية من الصداع خاصة الصداع النصفي. إذ يُعزز هذا الفيتامين إنتاج الطاقة داخل الخلايا عن طريق دعم عمل الإنزيمات المسؤولة عن عملية التنفس الخلوي في الميتوكوندريا. نظرًا لأن خلل الميتوكوندريا يُعتبر أحد العوامل المرتبطة بالصداع النصفي. فإن توفير مستويات كافية من فيتامين ب2 يُساعد على تحسين وظيفة هذه العضيات وتقليل احتمالية حدوث الصداع النصفي.(5)
بالإضافة إلى ذلك، يساهم فيتامين ب2 في تصنيع مضاد الأكسدة القوي الجلوتاثيون. الذي يُعد خط الدفاع الأول للجسم ضد الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي. الجلوتاثيون يعتمد على فيتامين ب2 كمساعد إنزيمي (cofactor) في تحويل الجلوتاثيون المؤكسد إلى شكله الفعّال (المختزل). هذا التفاعل يقلل من الضرر التأكسدي في الخلايا، بما في ذلك خلايا الدماغ. كما يُسهم في حماية الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات التي قد تكون محفزًا للصداع. بالتالي، يُعد تناول مصادر غنية بفيتامين ب2 مثل الألبان، والبيض، والخضروات الورقية جزءًا هامًا من استراتيجية الوقاية من الصداع وتحسين الصحة العامة للدماغ.
ثالثا: قطع الخبز والجلوتين والبعد عن السموم لعلاج الصداع
يعد قطع استهلاك الخبز و الاطعمة السامة من أولويات رحلة الشفاء والصحة. و ذلك من أجل إيقاف الصداع . إذ يعد الخبز من الاطعمة التي تسبب التحسس في الجهاز الهضمي و الجيوب خصوصا لمن يعاني من الحساسية القمح والسيلياك. (1) كما يؤدي تناوله إلى ارتفاع الهيستامين في الجسم الذي يعتبر من محفزات نوبات الصداع. بالإضافة إى ذلك يقلل الخبز من امتصاص الحديد لدى السيدات مما يساعد في تفاقم الصداع المرتبط بفقر الحديد المعتمد على عوز الحديد. أما لمن يعاني الصداع المرتبط في ضغط الدم، فإن الخبز يرفع السكر في الدم ويزيد من احتباس السوائل وإيقافه يخفف ارتفاع الضغط وشدة وتكرار الصداع.
كما يجب البعد عن تناول اللحوم المصنعة الغنية بالمواد الحافظة مثل النترات و نيترات وملح جلوتاميت الصوديوم الصيني المعزز للنكهة. إذ يؤدي النترات ونيترات إلى تحفيز الالتهابات منخفظة الشدة التي قد تسبب الصداع. قد تكون آلية إثارة الصداع ناتجة عن تحفيز هذه المواد للجسم لإطلاق أكسيد النيتريك أو مواد أخرى موسعة للأوعية الدموية. مما يتسبب في تمدد الأوعية الدموية. مما يجعل الاشخاص المصابين بالصداع العنقودي والشقيقة هم الأكثر عرضة للصداع عند تناول هذه المواد. (7)
أما الملح الصيني فهو مادة معززة للنكهة تستخدم على نطاق واسع في الأطعمة. وكثيراً ما تستخدم لتتبيل الأطعمة المعلبة والوجبات الجاهزة للأكل. قد تكون آلية إثارة الصداع ناتجة عن تحفيز إطلاق بعض النواقل العصبية أو تحفيز الخلايا البطانية للأوعية الدموية لإطلاق أكسيد النيتريك. الذي يسبب توسع الأوعية الدموية، مما يؤدي في النهاية إلى الصداع.
كيف أعرف أن الصداع طبيعي؟ كيف أميز الصداع؟
لا يوجد صداع طبيعي. فكل صداع له مسبب يؤثر على الدماغ فيسبب ألم الرأس. و حتى تتخلص منه يجب علاج السبب الاساسي المحفر لبدء نوبة الصداع. لكن هناك أنواع أساسية للصداع تختلف في مسبباتها وشدتها وتكرارها.
- فالصداع التوتري هو صداع: يولد شعور بضغط أو شد حول الرأس، مثل رباط ضيق يلتف حول الجبهة أو الرأس. عادة ما يكون الألم متوسط الشدة ويشمل كلا الجانبين من الرأس. و يكون نتيجة التوتر النفسي و القلق و السهر والاجهاد. أو قد يكون بسبب الشد العضلي في الرقبة أو الكتفين باستمرار. لذلك إما أن يكون نادر أو مستمر بناءا على المسبب الأساسي وشدته.
- أما الصداع النصفي و الشقيقة: فهو يكون على شكل ألم شديد، غالبًا على جانب واحد من الرأس. كما يمكن أن يكون مصحوبًا بالغثيان، والحساسية تجاه الضوء أو الصوت. و أحيانًا مع وجود “هالة” قبل بداية الألم (مثل رؤية أضواء أو خطوط متعرجة). وهو مرتبط بشكل أساسي بالتغيرات الهرمونية و سوء التغذية و العوامل البيئية و الوراثية. لذلك فهو قليل الحدوث بحيث يحدث مرة في الشهر إلى عدة مرات في الاسبوع وذلك في الحالات المعقدة.
- بينما يعتبر الصداع العنقودي: هو أكثر أنواع الصداع ألما وخطورة. لذلك يدعى هذا الصداع الانتحاري نتيجة للالم الشديد الذي قد يدفع المريض لايذاء نفسه. و لكن رغم أن الاسباب غير مفهومة إلا أن بعض المكملات والممارسات قد تساعد على الوقاية منه وإيقاف العلاجات. وقد يحدث بشكل دوري، غالبًا في مجموعات أو حلقات قد تستمر من أسابيع إلى شهور.
إذا كان الصداع شديدًا ومفاجئًا أو مصحوبًا بأعراض عصبية مثل تغيرات في الرؤية أو التنميل، أو استمر لفترة طويلة وتزايدت شدته، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب. أيضًا، إذا كان الصداع يتبع إصابة في الرأس أو كان مصحوبًا بتقيؤ مستمر بدون سبب واضح، يجب مراجعة الطبيب. علاوة على ذلك، إذا بدأ الصداع لأول مرة بعد سن الأربعين، فيجب أن يتم تقييمه بعناية.
رابعا: تخفيض ضغط الدم والتخلص من احتباس السوائل
يعد ارتفاع ضغط الدم من أهم اسباب الصداع الواضحة نظرا لارتباط موجات الصداع و شدته مع ارتفاع ضغط الدم. حيث يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى ضغطًا زائدًا على الأوعية الدموية في الرأس. مما يؤدي إلى الصداع من الضغط. ونظرا لارتباط الصداع بارتفاع ضغط الدم لا يوجد طريقة فعالة للتخلص من هذا الصداع أفضل من أدوية ضغط الدم والحميات والمكملات المدرة للبول. و التي تخفف من صداع الضغط من خلال تخفيف الضغط على الاوعية الدموية الموجودة في الدماغ التي تسبب بتوسعها الصداع. وحتى تفرق بين الضغط والصداع يمكنك التعرف على الآتي وهو أنه عادة ما يكون الصداع المرتبط بضغط الدم ذو ألم خفيف إلى معتدل مع وجود شعور بالتوتر و الشد في العضلات أحيانا(8).
و حتى تتمكن من تخفيض ضغط الدم يجب تقليل مقاومة الانسولين من خلال تقليل النشويات والسكريات وممارسة عادة الصيام المتقطع. كما يساعد في تخفيض ضغط الدم الابتعاد عن تناول الاطعمة المصنعة الغنية بأملاح جلوتاميت الصوديوم الذي يرفع من احتباس السوائل ومقاومة الانسولين ويزيد ضغط الدم. بينما تساعد ممارسة رياضة التحمل على فتح الشرايين وزيادة سهولة تدفق الدورة الدموية وتقليل التوتر مما يسهم في تخفيض الصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم والصداع التوتري.
كما يمكن المساعدة على التخلص من احتباس السوائل من خلال تناول مصادر غنية بالبوتاسيوم الذي يساعد على إدرار البول. مثل الخضار الورقية كالبقدونس والهندباء والخس و الملفوف التي تعد أيضا من مصادر المغنيسيوم المنظم لانقباض عضلات الاوعية الدموية الملساء.
خامسا: مشروبات ومضادات أكسدة لتخفيف و علاج الصداع (صداع الضغط والصداع التوتري)
مشروبات الزنجبيل والكركم بالإضافة إلى الفيتامينات D وE، تُعد من العوامل الطبيعية الفعّالة في المساعدة على تخفيض ضغط الدم والحد من الصداع. الزنجبيل يحتوي على مركبات مضادة للالتهابات مثل الجينجيرول. التي تُسهم في تحسين الدورة الدموية وتوسيع الأوعية الدموية. مما يساعد في تقليل الضغط داخل الأوعية الدموية. كما يُعد الكركم غنيًا بمادة الكركومين التي تعمل كمضاد أكسدة قوي، وتُساهم في تقليل الالتهابات وتحسين صحة الأوعية الدموية. مع الاستمرار في تناول مشروبات تحتوي على الزنجبيل والكركم، يمكن أن يُلاحظ انخفاض في مستويات الضغط المرتفع، مما يُقلل من فرص حدوث الصداع المرتبط بتوتر الأوعية الدموية.
من جهة أخرى، فيتامين D وفيتامين E لهما دور مهم في دعم صحة الأوعية الدموية وتنظيم مستويات الضغط. فيتامين D يُحسن استجابة الجسم للأنسولين ويقلل من احتباس السوائل. مما يساهم في تقليل ضغط الدم المرتفع. بينما فيتامين E، الذي يعمل كمضاد أكسدة، يساعد في تقليل تلف الأنسجة والأوعية الدموية الناجم عن الجذور الحرة. مما يُحسن مرونة الأوعية ويُقلل من الصداع الناتج عن اضطرابات الدورة الدموية. و يمكن الحصول على هذه الفيتامينات من خلال تناول مكملات الفيتامين دال بجرعة 5000 وحدة دولية يومية. أو من خلال استهلاك زيت كبد الحوت الغني بفيتامينA . كما يمكن شرب شاي الأعشاب المضاف إليه الكركم والزنجبيل. مما يساهم في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية وتنظيم مستويات الضغط. (9)
يتميز شاي الاعشاب بقدرته على تهدئة الأعصاب ومكافحة الصداع. وذلك من خلال قدرتها على ترطيب الجسم. و بالتالي الوقاية من الجفاف والذي يعتبر من أسباب الصداع. ويمكن اشرب هذه الأعشاب يوميا لكي تقي نفسك من الصداع:
- شاي النعناع و الريحان
- كما يمكن شرب اليانسون أو الأقحوان
- الميرامية
- كما يعالج الصداع البابونج
- اللافندر الذي يهدئ الاعصاب ويخفض القلق
القرنفل لعلاج الصداع
القرنفل من الأعشاب الطبيعية المعروفة بخصائصها العلاجية، ويُعتبر خيارًا فعّالًا لتخفيف الصداع بفضل مكوناته الغنية بالمركبات النشطة مثل الأوجينول، وهو مركب يتميز بخصائصه المسكنة والمضادة للالتهابات. هذه الخصائص تساعد في تهدئة الألم المرتبط بالصداع، سواء كان صداعًا توتريًا أو ناتجًا عن التهابات الجيوب الأنفية.
يمكن استخدام القرنفل لتخفيف الصداع بطرق مختلفة، مثل استنشاق بخاره بعد غليه بالماء، مما يساعد في استرخاء العضلات وتخفيف التوتر، أو طحنه ومزجه بزيت جوز الهند وتطبيقه على الجبهة لتقليل الألم الموضعي. كما أن شرب شاي القرنفل يمكن أن يساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتحسين الدورة الدموية، مما يخفف من الصداع المرتبط بالإجهاد أو التعب.
سادسا: علاج الصداع بتناول المغنيسيوم والصوديوم (صداع الجفاف والصداع العنقودي وصداع الشد العضلي في الكتف و الرقبة)
دور المغنيسيوم في علاج الصداع
المغنيسيوم يعتبر من المعادن الأساسية التي تلعب دورًا محوريًا في علاج أنواع مختلفة من الصداع. العديد من الدراسات تشير إلى أن المغنيسيوم يساعد في تقليل وتخفيف الصداع العنقودي، الذي يعتبر من أكثر أنواع الصداع شدة، من خلال تأثيره على الأوعية الدموية والأعصاب في الدماغ. المغنيسيوم يعمل على استرخاء الأوعية الدموية، مما يقلل من الضغط داخل الأوعية، وهو أمر مهم خاصة في علاج الصداع المرتبط بارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، المغنيسيوم يسهم في الحد من الصداع المرتبط بالشد العضلي (الصداع التوتري) عن طريق تحسين وظائف العضلات وتقليل التوتر العضلي. كما يساعد المغنيسيوم في علاج الصداع الناتج عن صعوبة النوم، حيث يُحسن من نوعية النوم ويقلل من الأرق الذي يعد أحد العوامل المحفزة للصداع. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، مما يعزز أهمية تناول مصادر غنية بالمغنيسيوم مثل الخضروات الورقية، والمكسرات، والحبوب الكاملة لعلاج والوقاية من الصداع.(10)
أضف إلى ما سبق فإن المغنيسيوم فعال جدا في علاج أشد أنواع الصداع وهو الصداع العنقودي. حيث وجدت دراسة شملت 22 مريضًا يعانون من الصداع العنقودي والذين عولجوا بكبريتات المغنيسيوم 1 جرام أن 41٪ من المرضى أفادوا بـتحسن حالتهم مع توقف كامل للنوبات أو الراحة لأكثر من 3 أيام) بعد العلاج.(11)
دور الصوديوم في علاج الصداع
يُعتبر الصوديوم من العناصر الضرورية للحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، ويُسهم في تنظيم ضغط الدم. لذلك يعد نقص الصوديوم في الجسم أحد الأسباب الرئيسية لحدوث الصداع. الذي غالبًا ما يرتبط بالجفاف، خاصة في حالات فقدان السوائل بسبب النشاط البدني المكثف أو قلة تناول السوائل. نقص الصوديوم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حجم الدم. مما يسبب الصداع بسبب قلة تدفق الدم إلى الدماغ. لذا، يساعد الصوديوم في علاج الصداع المرتبط بالجفاف أو نقصه عن طريق إعادة توازن السوائل في الجسم. مما يؤدي إلى استعادة حجم الدم الطبيعي وبالتالي تحسين الدورة الدموية. كما ينصح الأشخاص الذين يعانون من جفاف أو فقدان مفرط للسوائل بتناول مشروبات تحتوي على الصوديوم والماء لتجنب الإصابة بالصداع الناتج عن نقصه. بينما يعتبر تناول الصوديوم الزائد غير مفيد ويزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم. فإن تناول كميات معتدلة من الصوديوم في الحالات التي تتطلب تعويضًا عن فقدان السوائل يعتبر مفيدًا في منع حدوث الصداع.
يمكن تعويض نقص الاملاح والمساعدة في زيادة قدرة الجسم على الحفاظ على السوائل من خلال شرب الماء مع الملح. و ذلك من خلال زيادة تناول الماء إلى 2-3 لتر/يوم وتناول الملح (كلوريد الصوديوم) حتى 15 جرام يوميًا.
هل شرب الماء يخفف الصداع؟ هل الليمون يخفف الصداع؟
نعم، شرب الماء يمكن أن يخفف الصداع، خاصة إذا كان ناتجًا عن الجفاف. الجفاف هو أحد الأسباب الشائعة للصداع. حيث يؤدي نقص السوائل إلى انخفاض حجم الدم وبالتالي إلى تقليل تدفق الأوكسجين إلى الدماغ. مما يسبب الصداع. شرب كميات كافية من الماء يعيد توازن السوائل في الجسم ويحسن الدورة الدموية. مما يساعد في تخفيف الصداع بشكل ملحوظ. يُنصح بشرب الماء على مدار اليوم لتجنب الجفاف الذي قد يؤدي إلى الصداع. في حال كان الشخص يعاني من الصداع المرتبط بالجفاف، فإن شرب كوب من الماء يمكن أن يؤدي إلى تحسن سريع.
أما الليمون، فهو قد يساعد في تخفيف الصداع بطرق متعددة. يحتوي الليمون على فيتامين C، الذي يُعتبر مضادًا للأكسدة. مما يساعد في تقليل الالتهابات وتحسين صحة الأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الليمون من الأطعمة القلوية التي يمكن أن تُوازن مستويات الحموضة في الجسم. وهو ما قد يساعد في تقليل الصداع المرتبط بالتسمم الداخلي أو زيادة الحموضة في الجسم. من جهة أخرى، الليمون يُعزز من ترطيب الجسم عند إضافته إلى الماء. مما يساعد أيضًا في الحد من الصداع الناتج عن الجفاف. كما يمكن أن يساعد استنشاق رائحة الليمون أو شرب عصيره مع الماء في تهدئة الأعصاب وتقليل توتر العضلات، وهو أحد العوامل التي تساهم في حدوث الصداع التوتري.
سابعا: زيادة استهلاك الخضار الصليبية للنساء ومحاربة فقر الدم والانيميا
أهمية تناول الخضار الصليبية في تنظيم الهرمونات وعلاج الصداع عند النساء
يؤدي هبوط الاستروجين في آخر الدورة الشهرية إلى صداع و شقيقة الدورة الشهرية. و هذا يعود لتأثير انخفاض الاستروجين على زيادة حساسية الدماغ للألم من خلال التأثير على الناقل العصبي المسؤل للسعادة السيراتونين. بينما لا يؤدي انخفاض البروجيستيرون المفاجيء في الرحم على نزول الدورة فحسب. بل يؤدي إلى إنخفاض انتاج الناقل العصبي المهدئ للسيالات العصبية جابا. و بالتالي يزيد من التوتر الذي يسبب بدء شعور السيدات اللواتي يعانين من ضغوط الحياة بالصداع التوتري. ناهيك أن تأثير الهرمونات النسائية على العضلات الملساء تؤثر على عضلات الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ أيضا مما يسهل اصابة السيدات ممن يعانين من تكيس المبايض واضطراب الهرمونات بالصداع المرتبط بالاوعية الدموية.(12)
الخضار الصليبية، مثل البروكلي، والملفوف، والكرنب، واللفت، تُعد من المصادر الغنية بالعناصر الغذائية التي تساعد في تنظيم الهرمونات لدى النساء. هذه الخضروات تحتوي على مركبات غلوكوزينولات التي تتحول في الجسم إلى إندولات وإيزوثيوسيانات. و التي تلعب دورًا في تحفيز إزالة الاستروجين الزائد من الجسم. وجود مستويات غير متوازنة من الاستروجين يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية بما في ذلك الصداع الهرموني. الذي غالبًا ما يحدث خلال فترات معينة من الدورة الشهرية أو في فترات انقطاع الطمث. لذلك، تساعد الخضروات الصليبية في تقليل هذا الاستروجين الزائد. مما يساهم في تخفيف الأعراض المرتبطة بالصداع الهرموني لدى النساء. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه الخضروات على الألياف والفيتامينات والمعادن التي تدعم صحة الجهاز المناعي وتقلل من الالتهابات. مما قد يساعد أيضًا في تخفيف بعض أنواع الصداع مثل الصداع النصفي والصداع التوتري.
أهمية تناول الحديد مع الفيتامين C في علاج فقر الدم والصداع
يعد فقر الدم من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حدوث الصداع، خاصة في الحالات التي تنخفض فيها مستويات الهيموغلوبين في الدم بسبب نقص الحديد. الحديد ضروري لإنتاج كريات الدم الحمراء التي تحمل الأوكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. وعندما يكون هناك نقص في الحديد، يقل تدفق الأوكسجين إلى الدماغ. مما يؤدي إلى الشعور بالصداع والتعب. يُعد الفيتامين C من المكملات الهامة في علاج نقص الحديد لأنه يساعد في تحسين امتصاص الحديد من الأطعمة النباتية، مما يعزز قدرة الجسم على تكوين كريات الدم الحمراء بشكل فعال. تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، والكبد، والخضار الورقية الداكنة مع الأطعمة الغنية بالفيتامين C مثل البرتقال والفلفل الأحمر يمكن أن يساعد في تحسين مستويات الحديد في الجسم وبالتالي تقليل الصداع المرتبط بفقر الدم.(13)
ثامنا: التخلص من دهون الكبد ومساج المرارة
دور الكبد الدهني في الصداع
الكبد الدهني يُعتبر من الحالات التي تؤثر على وظائف الكبد. وهو مسؤول عن إزالة السموم وتصنيع العناصر الغذائية الأساسية في الجسم. عندما يتراكم الدهون في الكبد، تقل كفاءته في أداء وظائفه. مما يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم وزيادة الالتهابات. هذا الخلل يمكن أن يسبب صداعًا نتيجة للضغط الناجم عن تراكم السموم وتأثيرها على الجهاز العصبي. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الكبد الدهني إلى اختلال توازن السكر والأنسولين في الدم. مما قد يسبب الصداع الناتج عن انخفاض أو ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر. علاج الكبد الدهني من خلال تحسين النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني، وتناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات الورقية، يمكن أن يقلل من الصداع بشكل كبير.
تأثير عصب فيجس وعلاج الصداع بمساج المرارة
عصب فيجس هو العصب الرئيسي في الجهاز العصبي اللاإرادي وله دور كبير في تنظيم وظائف الجهاز الهضمي. بما في ذلك الكبد والمرارة. عندما يحدث تشنج في عصب فيجس، يمكن أن يؤثر ذلك على وظيفة المرارة ويؤدي إلى تراكم العصارة الصفراوية. مما يزيد من الضغط على الكبد ويسبب الصداع. يُعتبر تدليك منطقة المرارة (على الجانب الأيمن العلوي من البطن) من الطرق الفعّالة لتحفيز تدفق العصارة الصفراوية وتخفيف الضغط على الكبد والجهاز العصبي. بالإضافة إلى ذلك، التخلص من الدهون في الكبد من خلال تناول أطعمة غنية بالمغنيسيوم ومضادات الأكسدة، وتقليل تناول الدهون المشبعة والسكريات، يمكن أن يحسن من وظيفة الكبد ويقلل من الصداع المرتبط بهذه المشكلة.
تاسعا: فحص النظر وعلاج التهابات الأسنان والبعد عن شاشات الهاتف
دور فحص النظر في علاج الصداع
مشاكل النظر مثل قصر النظر أو طول النظر غير المصحح يمكن أن تكون سببًا رئيسيًا للصداع. خاصة الصداع الذي يظهر عند القراءة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة. عندما تكون الرؤية غير واضحة، تبذل العين جهدًا إضافيًا للتركيز. مما يسبب إجهاد العضلات المحيطة بالعين ويؤدي إلى الشعور بالصداع. فحص النظر الدوري يساعد في اكتشاف هذه المشكلات مبكرًا وتصحيحها باستخدام النظارات أو العدسات المناسبة، مما يقلل من إجهاد العين والصداع المرتبط بها.
علاج التهابات الأسنان والبعد عن شاشات الهاتف
التهابات الأسنان، مثل الخراج أو مشاكل اللثة، قد تسبب صداعًا نتيجة للألم الشديد أو بسبب انتشار الالتهاب إلى أعصاب الوجه. علاج هذه الالتهابات باستخدام المضادات الحيوية أو التدخل الطبي يساهم بشكل كبير في تخفيف الصداع. من جهة أخرى، الاستخدام المفرط لشاشات الهاتف يؤدي إلى إجهاد العين والرقبة نتيجة الوضعية غير الصحيحة والتعرض للضوء الأزرق. مما يزيد من احتمال الإصابة بالصداع. تقليل وقت الشاشة، واستخدام الوضع الليلي في الهواتف، وأخذ فترات راحة منتظمة يساهم في الحد من الصداع الناتج عن هذه العوامل.(14)
لتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
المصادر
(1) Should We Rule out Celiac Disease in Recurrent Headache Disorders? A Review of the Literature
(3) Sleep disturbances in tension-type headache and migraine
(4) Migraine and Sleep—An Unexplained Association?
(6) A study of oxidative stress in migraine with special reference to prophylactic therapy
(8) Secondary headaches attributed to arterial hypertension
(9) The Role of Vitamin D in Primary Headache–from Potential Mechanism to Treatment
(12) Menstrual migraine is caused by estrogen withdrawal: revisiting the evidence
(13) Association between iron deficiency anemia and chronic daily headache: A case-control study