الالتهابات و الالم المزمن و كيفية علاجها

الالتهابات هي مرحلة من مراحل علاج المرض التي لا يمكن بدونها الوصول إلى الشفاء. لكن عدم اكتمال الشفاء و استمرار تهيج الانسجة تحول هذا الالتهاب إلى حالة مزمنة يصعب معها الحياة. حيث أن الالتهابات المزمنة أو التقراحات تعذب المصاب فيها. و هي سبب الوفاة في 60٪ من حالات الوفاة.

لذلك في مقالتنا اليوم سنقوم بالحديث عن ماهو الالتهاب وكيفية علاجه بسرعة في المنزل من خلال وصفات عشبية طبيعية ونمط الحياة بعيدا عن الادوية و العلاجات.

ما هي الالتهابات

الالتهاب هو مصطلح عما يلخص عملية دفاع الجسم عن نفسه تجاه التوتر باختلاف أنواعه. إذ يمكن أن يكون رد فعل للاصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو تسمم كيميائي. أو حتى اصابة فيزيائية مثل التعرض لحادث و الاصابة.

يقوم جهاز المناعة بإرسال الاجسام المضادة و السيتوكانيز إلى مكان الاصابة. و التي تقوم بدورها بتحفيز المزيد من العمليات المسببة للالتهاب و التورم و الشعور بالألم.

هذا التورم الطريقة التي من خلالها يتم منح الاولوية للجسم لإرسال المغذيات و الفيتامينات و منع الحركة في المنطقة المصابة. و ذلك لتسريع عملية الحماية و الشفاء و إعادة المنطقة المصابة إلى سابق عهدها.

الفرق بين الألم الحاد والالم المزمن

الألم الحاد

الألم الحاد هو التهاب حاد نتيجة أصابة الجسم المباشرة. مثل أن تجرح نفسك بسكين أو أن تتناول القمح لمريض ارتشاح أمعاء. لعلاج المنطقة المصابة يرسل جهاز المناعة خلايا الدم البيضاء و خلايا تسبب الالتهاب الموضعي للمكان و الشعور بالالم.

يشعر المريض في هذه الحالة بالألم الشديد و انتفاخ المنطقة بالسوائل والحرارة وتهيج الجلد في منطقة الاصابة.

الألم المزمن

الألم المزمن هو التهاب مزمن يستمر الجسم بإرسال الخلايا المسببة للالتهابات على الدوام دون وجود مسبب واضح. أو مثل ما يحدث لمرضى الأمراض المناعية التي يستمر فيها خلايا الاجسام المضادة بالهجوم على عضو أو مجموعة أعضاء. مما يسبب هبوط الغدة الدرقية و الهاشيموتو أو الآم المفاصل المرتبطة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. كما يمكن أن يشعر من يعاني بهذه التهابات بما يلي:

  • ألم البطن المستمر على شكل هجمات
  • أو آلم في الصدر
  • الاعياء و التعب
  • أو الحمى وارتفاع الحرارة
  • ألم المفاصل
  • أو تقرحات الفم
  • الطفح الجلدي

ما هي مسببات الألم والألتهابات؟

أسباب الالتهابات المزمنة و المستمرة متنوعة مثل التعرض لإصابة قوية لا يزول اثرها. كما التعرض الدائم لمسببات الحساسية في البيئة المحيطة و الطعام الذي يتحسس منه الانسان. أضف إلى ذلك زيادة الوزن وتراكم خلايا الدهون التي تفرز مركبات ترفع الالتهابات.

و ما يزيد من شدة الالم و يبطئ و يمنع تلاشي ضعف جهاز المناعة الناتج عن ارتفاع السكر في الدم و نقص فيتامين د والزنك.

الالتهابات

علاج الألم المزمن و علاج الالتهابات بدون أدوية

طرد الالتهابات من الجسم هي الطريقة الوحيدة للتخلص من الآلام المتراكمة في جسمك. وعدم البدء في تغيير نمط حياتك الغذائي و الصحي ثمنه الالتزام بالمسكنات و الكورتيزون لدى البعض إلى الأبد.

حتى تتمكن من التخلص و تقليل الالتهاب يمكن تطبيق ما يلي:

أولا: استهلاك فيتامين د

يعتبر الفيتامين د من أقوى المضادات الطبيعية للإلتهابات في الجسم. حيث يؤدي استهلاكها إلى تقليل تهيج جهاز المناعة المحفز بإفرازات خلايا الدهون لمن يعاني من السمنة. إذ بينت الدراسات التأثير المباشر لاستهلاك الفيتامين دال عى تقليل CRP و الصفائح الدموي. بالإضافة إلى دور الفيتامين ب إلى تقليل كميات الاجسام المضادة T cell or regular cells.

هل نقص فيتامين د يسبب ألم في الظهر؟ هل نقص فيتامين د يسبب ألم في الساقين؟

ترتبط وظائف الألياف العضلية في الجسم مع الفيتامين دال. و نظراً لذلك فإن نقصه قد يفاقم و أو يسبب ألم العضلات و ألم العظام. كما بينت الدراسات العلاقة الوطيدة بين شدة الم الظهر للمرضى اللذين يعانون من ألم اسفل الظهر و نقص فيتامين دال.

ذلك إن كنت تعاني من الم الساقين و الم الظهر قم باستهلاك 5000 وحدة دولية من الفيتامين دال يوميا. حتى تتمكن من زيادة تركيز فيتامين دال في الدم.

ثانيا: الفيتامين سي

الفيتامين سي حاله كحال الفيتامين دال من حيث قدته على تقليل الالتهابات و دعم وظائف جهاز المناعة. كما أن الفيتامين سي مضاد أكسدة قوي يقلل الالتهاب من خلال معادلة الشوادر الحرة. و التي تسبب اجهادات الاكسدة في خلايا الجسم وبالتالي الالم و الالتهاب.

الفيتامين سي فعال جدا في تخفيض قيمة حمض اليوريك. و بالتالي يقلل من تراكم بلورات حمض اليوريك في مفاصل القدم و الركبة. مما يخفض التهابات في المفاصل عند مرضى النقرس و التهابات المفاصل المزمنة.

يمكن استهلاك 1000 ملغم من الفيتامين سي إلى 2000 ملغم يوميا للتقليل الالتهاب و تخفيف الآلام. كما يمكن الحصول على الفيتامين دال من الخضار و الفواكه على العموم مثل الفلفل الحلو و الليمون والافوكادو و البرتقال و الفراولة.

لالتهاب المفاصل والنقرس، 300 وحدة دولية.

ثالثا: الفيتامين E

الفيتامين E و الموجود كمضاد أكسدة رئيسي في كل البذور و الزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون و زيت جوز الهند و الدهون الحيوانية. فهو مضاد أكسدة قوي جدا يمنع تزنخ هذه الزيوت و تلفها.

كما أن استهلاك الفيتامين ه يقلل من الالتهابات التي تسبب الالام و هشاشة العظام و أمراض القلب و الشرايين. و ذلك من خلال تقليل تأكسد الدهون في الجسم و تخفيض تكون الاكسجين المختزل. بالإضافة إلى تقليل مركبات السيتوكانين التي تنشر الالتهابات داخل الدورة الدموي و ترفع من CRP.

قم باستهلاك الفيتامين ه من مصادر الطبيعية مثل زيت الزيتون و البروكلي و الكيوي و اللوز و بذور دوار الشمس. كما يبلغ احتياج الانسان الطبيعي لفيتامين ه 15 وحدة دولية يوميا و التي يمكن أن تأتي مما يلي:

  • 7 ملاعق زيت زيتون
  • أو 60غم من بذور دوار الشمس
  • 5 أكواب من السبانخ المطبوخة
  • أو ثلاثة حبات من الافوكادو
  • 60 غم من اللوز

رغم فوائد الفيتامين ه إلا أن الجرعات العالية منه على شكل مكملات مثل 400 وحدة دولية تشكل خطر على صحة الانسان. حيث أنها تزيد من مخاطر الاصابة بأمراض القلب و السرطانات. كما يجب على من يستهلك مميعات الدم ويعاني من نقص الفيتامين k استشارة الطبيب قبل استخدام المكملات.

فيتامين ه

رابعا: مشروبات تزيل الالتهابات

هنالك العديد من المشروبات التي يمكن أن تحضرها في المنزل لتقليل الالتهابات. و التي يمكن خلط مكونات مختلفة فعالة في قدرتها على تخفيض الالتهابات. مثل:

مشروب البقدونس الاخضر مع الليمون و الزنجبيل

  • كوب من البقدونس
  • كوب من السبانخ
  • ليمونة
  • خيارة
  • معلقة شاي من الزنجبيل

مشروب الليمون مع الكركم

معلقة من كركم الفعال بتخفيض الالتهاب في الجسم مع الليمون الغني بالفيتامين سي.

هل شرب الماء بكثرة يقضي على الالتهابات؟

رغم أهمية الماء و شربه يوميا من خلال المشروبات و المأكولات المختلفة. إلا أن المبالغة في شرب الماء تؤدي إلى تخفيض تركيز الصوديوم في الدم. مما يدخل الشخص في حالة الهيبونتريميا التي تقلل من قدرة الماء للدخول إلى الخلايا و تزيد من الالتهاب و الالم. بالاضافة إلى احتباس السوائل بين الانسجة خارج الدورة الدموية. و بالتالي يعرقل عملية نقل المغذيات والاجسام المناعية إلي مكان الالتهاب. كما يعيق نقل السموم و مخلفات الخلايا بعيدا عن الالتهاب للتخلص منها.

خامسا: تقليل النشويات و الصيام المتقطع

يعد السكر من أهم مصادر حبس السوائل في الجسم. كما يعرف قدرة السكر على زيادة شدة الالتهاب و حدة الالم. لذلك لكي تعالج الالم يجب تقليل و تقنين استهلاك النشويات من خلال ممارسة حمية قليلة النشويات مثل رجيم الكيتو.

كما يجب أن يترافق الصيام المتقطع مع التزامك بحمية الكيتو نظراً لدور الصيام المتقطع بإدخال الجسم في حالة الاوتوفاجي. و التي يقوم فيها الجسم بالتخلص من الخلايا الميتة واجزائها المتعطلة. كما يتم خلال الصيام المتقطع تخلص الجسم من السوائل و الفضلات المتراكمة في الجسم و الدم و الخلايا.

سادسا: إيقاف الاطعمة المحفزة للالتهابات

تختلف الاطعمة المسببة للالتهابات من شخص إلى الثاني. و ذلك اعتمادا على حالة امعائه الصحية. فمن يعاني من التقرحات أو ارتشاح الامعاء يعاني من زيادة الوجع و الالتهاب عند تناول اي مصدر لبروتين يدعى الليكتين. حيث أن بروتين الليكتين موجود بالطماطم و الباذنجان و الفلفل الحلو و الحار و غيرها.

لذلك لمعرفة الاطعمة الصالحة لك يجب أن تقوم بدراسة تأثير الطعام على جسمك بعد قطع الاطعمة التي تسبب الالتهابات عند معظم الناس. وهي:

  • الخبز و القمح
  • الحليب و الالبان
  • الزيوت النباتية المصنعة و المهدرجة و المتحولة
  • الكحول
  • سكر المائدة
  • المأكولات السريعة و الجاهزة

ثم بعد ذلك تبدأ بمقارنة صحة جسمك قبل او بعد تناول اصناف الاطعمة المختلفة. و بالتي قد تسبب الالتهاب

  • أولا: خضار الظل مثل : الطماطم و الباذنجان و البطاطا والفلفل الحلو والخيار
  • ثانيا: السبانخ و السفرجل و اللوز و الفاصوياء الغنية بالاكزاليت
  • ثالثا: قوليات مثل العدس و الفول و الفاصوليا البيضاء و الحمراء
  • رابعا: صويا و الذرة

سابعا: خسارة الوزن

زيادة الوزن من الاسباب الرئيسية لمعاناته في الاوجاع و الالام و قلة القدة على الحركة و النوم. فخلايا الدهون المتراكمة وتحديدا في منطقة البطن تؤدي إلى إفراز مركبات السيتوكين المحفزة للالتهابات. كما أن انتفاخ البطن بالسوائل عند مرضى الكبد الدهني يؤدي إلى تراكم السوائل و احتباسها في القدمين مسببة الألم لك و الانزعاج.

التهاب الكبد بسبب تراكم الدهون داخله يرفع من مقاوم الانسولين و التي تمنع وصول الطاقة إلى الخلايا للعلاج و تحديدا الاعصاب مسببة التهابها و موتها ع الوقت. و بالتالي الشعور و الاحساس بالخدران و التنميل.

أضف إلى ذلك أن الوزن الزائد يضغط على المفاصل و الذي يؤدي مع الزمن على احتكاكها معا. مما يسبب التهابها و شعورك بالام عند المشي و تحريكها.

لذلك قم بخسارة الوزن من خلال فقدان الدهون. حتى تتمكن من فقدان الوزن يجب الالتزام بممارسة حمية الكيتو و الحميات قليلة النشويات و الصيام المتقطع و بالاضافة إلى رفع سرعة حرق الدهون بالرياضة.

ثامنا: علاج الالتهابات بالاعشاب

هناك العديد من الاعشاب الفعالة من الطبيعة لتقليل الالتهابات. فالثوم يقضي على الالتهابات بسبب وجود المادة الفعالة diallyl disulfide التي تعد مضاد طبيعي للالتهابات تقلل من فعالية و تأثير السيتوكينز. إذا كنت تعاني من الم في المفاصل و العضلات قم بفرك مكان الاصابة و الألم بزيت الثوم.

الكركم و الزنجبيل هم من نفس العائلة من البهارات الطبية المقللة للالتهابات و الموسعة للشرايين و مضيعة للدم. لذلك احرص إلى اضافتها لمشروبات و مأكولاتك المختلفة

نبتة القراص من النباتات الفعالة في تقليل الام و التهابات المفاصل المزمنة. وذلك من خلال تثبيط حدة التهيج و الالم. فدهن مرهم من نبات القراص يخفف الالم. كذلك ينص باستخدام مكملات وحبوب نبات القراص كعلاج لامراض الالتهابات المزمنة.

احذر بالطبع عند استخدام نبات القراص في حال كنت تستخدم ادوية و علاجات. نظرا لعدة نبات القراص عل دعم وظائف الكبد في تفعيل و تعطيل الادوية المختلفة.

النعنع و الزعتر من الاعشاب البرية التي تمتاز بقدرتها على تطهير الأمعاء و قتل البكتيريا. بالاضافة إلى قدرتها على تسكين الالم و تهيج التقرحات داخل الجهاز الهضمي. إذا كنت تعاني من ألام البطن و الأمعاء فقم باستخدام النعنع و الزعتر مع القرنفل لتسرع من شفائها و تقليل ألمها.

تاسعا: تقليل التوتر و الاجهاد

يؤدي التوتر المستمر إلى تحفيز الغدتين الكوريتين على إفراز الكورتيزول. و الذي يؤدي استمرار زيادة افرازه اختلال وظائف الجسم المناعية. و بالتالي قدرة الجسم على تحفيز الالتهاب و مكافحته وتثبيطه.

حيث أن 75٪ إلى 90٪ من امراض الانسان مرتبطة بوجود التوتر الذي يحفز افراز السيتوكينز و الانترلوكن المسببين للالتهابات و ارتفاع بروتين الالتهاب CRP.

استمرار التوتر و الالتهاب في الجسم خطير فهو يعزز الفرصة للاصابة في السرطانات المختلفة التي تصيب المكان الملتهب. كما و تسبب اغلاق الشرايين التي تعاني من الالتهاب لتسبب بذلك امراض القلب.

قم بالتخلص من التوتر من خلال ممارسة المشي و الرياضة و التعرض لاشعة الشمس و النوم الجيد ليلا دون سهر. و تذكر دوما أن كل ماسبق لن يكون ذا جدوى إن لم يكن النوم جيدا و مستقرا.

المصادر

Vitamin D Effects on Selected Anti-Inflammatory and Pro-Inflammatory Markers of Obesity-Related Chronic Inflammation

Assessment of Relationship between Vitamin D Deficiency and Pain Severity in Patients with Low Back Pain: A Retrospective, Observational Study

Vitamin C and Immune Function

The Safety of Vitamin E Supplements

Vitamin E, oxidative stress, and inflammation

Water Toxicity

Phytalgic, a food supplement, vs placebo in patients with osteoarthritis of the knee or hip: a randomised double-blind placebo-controlled clinical trial

Inflammation: The Common Pathway of Stress-Related Diseases

scroll to top