ما هي حمية مريض السكري قليلة النشويات؟

ما هي حمية مريض السكري؟

اولاً: ما هي حمية الكيتو؟

حمية الكيتو هي الحمية الأكثر إثارة للجدل. حيث انتشرت حول العالم بشكل كبيرً جدا أكثر من أي نوع من الحميات السابقة. وقد اشترك بهذه الحمية الملايين حول العالم من جميع الاطياف والأعمار. حيث تجد من مشتركيها من هو في سن المراهقة كما تجد الشباب والمسنين. كما شارك فيها الرياضيون والأفراد والجماعات اللذين تبنوا هذه الحمية وعملوا على تنظيم ومساعدة ودعم الملتزمين بها من خلال الصفحات والمجموعات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحوا يلهمون المجموعات المتّبعة للحميات قليلة النشويات، لكي يحصلوا على صحة أفضل وحياة أفضل.

ازداد البحث عن هذه الحمية في الآونة الأخيرة. فمنذ عام 2018-2016 تضاعف البحث عنها في محركات بحث الجوجل بنسبة ،%850 .حيث حركت هذه الحمية التجارة والمشاريع الصغيرة والكبيرة لتصل مساهمتها بالأقتصاد العالمي إلى15 بليون دولار سنويا.

كما تندرج حمية الكيتو ضمن عائلة الحميات قليلة النشويات.والتي انتشرت مع تطور الفهم لمرض السكري في نهاية القرن التاسع عشر وتحديدا في فرنسا. حيث أوصى الصيدلاني بوتشردات بتقليل السكر والبروتين وإبدالهما بالدهون لمرضى السكري. بينما بدأ التطبيق العملي لهذه الحمية بالمستشفيات مع بداية عام 1900 لعلاج مرضى السكري النوع الأول والثاني. بالتزامن مع استخدامها لعلاج مرضى السكري طــور الأطـبـاء هـذه الحمية لتتناسب مع عـلاج الأطفال المصابين بمرض الصرع. حيث أن الأطفال لا يحتملون الصيام الطويل مثل الكبار فهم بحاجة للمغذيات الألساسية للنمو. ولا زالت هذه الحمية متّبعة لعلاج الأطفال المصابين بالصرع حتى يومنا هذا.

كما أن حمية الكيتو هي حمية تعتمد بشكل أساسي على الدهون. فعند تناول الدهون بكميات كبيرة وإيقاف النشويات يتحول الجسم إلى حرق الدهون بشكل أساسي لتزويد خاليا الجسم المختلفة بالطاقة.مما يساعد المتبعين لهذه الحمية على خسارة الوزن بشكل سريع جدا.ً تمثل نسبة الدهون من حيث السعرات %70 من مجمل السعرات المتناولة يوميا أثناء الحمية وهي مصدر الطاقة الأساسي الازمة لتشغيل الجسم بينما توفر كل من البروتينات والنشويات ما تبقى من السعرات، فتوفر البروتينات نسبة(15 – %20 )من السعرات الحرارية في الجسم. بينما تمثل السكريات والنشويات نسبة (5 – %10) من السعرات المستهلكة في الجسم يومي الجسم.

قليلة النشويات

ثانيا: ما هي الحالة الكيتونية الغذائية؟

يمكن تعريف الحالة الكيتونية الغذائية على أنها قطع متعمد الاستهلاك النشويات في الحمية. تهدف إلـى زيــادة معدل إنتاج الاجسام الكيتونية مما يؤثر على استقرار قراءات السكر في الدم.ويقلل إفـراز هرمون الانسولين الأمـر الـذي ينعكس إيجابا على تقليل مقاومة الانسولين في الجسم.

وفقا لوصف الدكتور فولك (Volek )والدكتور فيني (Phinney)،تحتوي الحمية الكيتونية الجيدة على 5-10% نشويات من السعرات الحرارية، بحيث أن لا تزيد عن 50غم في اليوم الواحد. بالإضافة إلى احتوائها على كمية كافية من البروتين من (1 – 1.5)غم لكل كيلو غرام من وزن الشخص في اليوم.بينما تحتوي على القدر الكافي من الدهون التي توصل الشخص إلــى شعور الـرضـا والشبع أثـنـاء تـنـاول الوجبة وتمنحه فترة زمنية طويلة من الشبع بين الوجبات. وتتراوح نسبة الدهون في حمية الكيتو ما بين (60– %75)من السعرات الحرارية.

عند دخول الجسم في الحالة الكيتونية الغذائية يرتفع تركيز الأجسام الكيتونية في الدم لتستقر بين 0.5 – 3.0ملمول/لتر.وهي تختلف عن حالة ارتفاع الحمض الكيتوني ( ketoacidosis ) والتي تتميز بارتفاع األجسام الكيتونية فيها من (5 – 10)أضعاف ما يمكن الوصول إليه في الحالة الكيتونية الغذائية المرضية التي تصيب مرضى السكري النوع الأول.

ثالثًا: التحول الى حرق الدهون

عند إيقاف تناول النشويات إلى أقل من 50 غم في اليوم. يبدأ الكبد بإنتاج الجلوكوز من خلال تحليل الجلايكوجين الموجود داخله بعد ثلاث إلى أربع ساعات من الصيام. وتستمر هذه العملية بطرح الجلوكوز في الدم لمدة 24 ساعة إلى36 ساعة، والتي تصل أوجها بعد 6 ساعات من الصيام ثم تتناقص مع نقص المخزون لدى الكبد.الامر الذي يدفع الكبد إلى زيادة اعتماده على تصنيع السكر من الدهون والبروتينات في عملية تسمى الجاليكو-نيو-جينيسيز (Gluconeoneogensis ) والتي تصل أوجها في اليوم الخامس. والــذي يبدأ عندما التحول إلى الحالة
الكيتونية والاعتماد على الكيتونات بدال من الجلوكوز لتقليل الاعتمادية على الجلوكوز وتخفيض إهدار الكتلة العضلية أثناء صناعة السكر.

لا يعني دخولك في الحالة الكيتونية قدرتك على استخدام الأجسام الكيتونية بكفاءة كمصدر للطاقة. فالجسم يحتاج إلى تكيفات على المستوى الخلوي ليتمكن من استغلال مصدر الطاقة الجديد.ويطلق على هذه التكيفات اسم التكيف الكيتوني(adaptation – Keto).

قليلة النشويات

رابعًا: التكيف الكيتوني

يحتاج التكيف الكيتوني إلى الالتزام بقطع النشويات لفترة طـويـلـة. لضمان البقاء في الحمية الكيتونية إلى أن تنتهي عملية التكيف وصناعة الميتوكندريا الجديدة إلى إنتاج الطاقة.

كما ان الـوقـت الـــازم لعملية التكيف غير واضـح بــدقــة. فـهـو يـــتـــراوح بـيـن أسـبـوعـيـن إلـى ثلاثة أسابيع فمن التجربة الشخصية مع الرياضيين يحتاج الرياضي إلـى 3 أسابيع ليصل إلى مرحلة التكيف الكيتوني في حال كان يمارس الرياضة منذ بداية حميته. وقد تصل إلى أكثر من 6 أسابيع عند من يعاني من مقاومة الانسولين. فعملية التكيف تعتمد على سرعة الأيــض عند الشخص. ومدة صيامه ونشاطه وعمره ونوعية النوم لديه، بالإضافة إلى كمية النشويات التي يستهلكها في نهاره.

وبناء على دراســات تأثير الصيام الطويل على تركيز الكيتونات والأحـمـاض الدهنية في الدم للصائمين لمدة طويلة نجد تسارع فـي إنـتـاج الأحــمــاض الدهنية والأجـسـام الكيتونية خـلال أربـعـة أيــام الأولــى حيث تصل كمية الأحماض الدهنية في الدم إلى قيمها القصوى في اليوم الخامس. بينما تستمر الأجـسـام الكيتونية بـالأرتـفـاع إلى اليوم 14 قبل أن تبدأ سرعة تراكم الكيتونات بالإنخفاض وتستقر عند اليوم 17 أو 18 من بدء الصيام المستمر. هذا الإنخفاض هو دليل على زيادة قدرة الجسم على حرق الأجـسـام الكيتونية ووصـولـه إلـى التكيف الكيتوني.

أهم ما يميز الوصول إلى مرحلة التكيف الكيتوني. هو توفير الكيتونات لتغذية الدماغ الكبير الذي يستهلك بحدود 650 سعرة حرارية يوميا. ويصبح الدماغ معتمداً على الكيتونات بنسبة %80 وبينما يبقى %20 من الدماغ معتمدا على الجلوكوز الذائب في الـدورة الدموية والـذي يتعاون كل من الكبد والكلى على تصنيعه إضافة إلى قدرة الدماغ على أيض بعض الأحماض الآمينية بكميات قليلة.

للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية

يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.

المصادر

scroll to top