أرجوك لا تتوقف عن تناول السكر هو الرسالة التي توجهها لك كل خلية مصابة بمقاومة الانسولين. و هي عاجزة عن الاستفادة من الجلوكوز المرتفع في الدم. هي الرسالة التي توجهها لدماغك البكتيريا الضارة التي تقتات على طعامك الغني بالسكريات. كما أن دماغك المدمن على السكريات يعاقبك عند التأخر برفع جلوكوز الدم من خلال الصداع و الاحباط و الاكتئاب.
لذلك في هذه المقالة سوف نتناول العلامات السبعة التي تدل على أنك تسرف بتناول السكريات وتعاني من مقاومة الانسولين و إدمان السكر.
ماذا يحدث في الجسم عند المبالغة في تناول السكريات؟
هناك الكثير من التغيرات الفيسيولوجية والنفسية التي تحدث عن تناول السكر. و التي يؤدي زيادتها إلى الضغط على قدرة الجسم بالقيام بوظائفه الطبيعية.
حيث يرتفع تركيز السكر في الدم مما يضطر خلايا بيتا في البنكرياس إلى افراز المخزون السريع الجاهز للإفراز من هرمون الانسولين. والذي يعد انسولين فوري يصنعه و يخزنه البنكرياس في ساعات الراحة والصيام. لكن مع تناول كميات ضخمة من السكر وباستمرار دون توقف، تستنزف قدرة البنكرياس على تخفيض السكر في الدم بالتدريج.
الارتفاع المتواصل للانسولين يؤدي إلى زيادة الضغط على الكبد على تصنيع الدهون الثلاثية. و التي يجب نقلها على خلايا الدهون. لكن مع زيادة انتاج الدهون يضطر الكبد إلى تخزين الدهون داخله. مما يزيد الالتهاب في الجسم و مقاومة انسولين الكبد.
التوتر الناتج من التهاب الكبد ومقاومة الانسولين محفز لهرمون الكورتيزول. الذي يتم تحفيزه من خلال افرازات الكبد من السيتوكانيز. و بالتالي تؤدي زيادة تركيز الكورتيزول في الدم إلى مساعدة الكبد بتسريع الاحتفاظ بالدهون في المنطقة المحيطة به في البطن.
كما تتراكم الدهون الحشوية المحفزة للالتهابات والتعب و الارهاق وضعف المناعة وزيادة الوزن. بالإضافة إلى تطور أمراض القلب والسكتات الدماغية و السرطانات والزهايمر.
هل اكل السكر يسبب مرض السكري
لا. تناول السكر لا يسبب مرض السكري. و لكن مقاومة الانسولين تسبب مرض السكري. لذلك يمكن القول أن تناول كميات كبيرة نسبيا للجسم تسبب تطور مقاومة الانسولين. و بالتالي فإن المبالغة بالسكر يسبب في نهاية المتطاف إلى تحول مقاومة الانسولين إلى مرض السكري النوع الثاني.
لكن لا يوجد علاقة بين السكري النوع الاول وكثرة تناول السكر. لكن بالمقابل فهناك رابط وثيق بين كثرة تناول الجلوتين و الخبز و مرض السكري النوع الأول. الذي ينتج عن تهيج جهاز المناعة ومهاجمته لخلايا بيتا في البنكرياس.
لكن يمكن لمريض السكري النوع الأول التحول إلى مريض سكري نوع ثاني عند تطور مقاومة الانسولين لديه. و ذلك عند تناول الكثير من السكر وضرب كميات ضخمة من الانسولين.
كيف اعرف اني مدمن سكر؟
يمكن أن تعرف أنك تعاني من إدمان السكر من خلال الأبتدائية لمقاومة الانسولين. والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
أولا: الجوع بعد الاكل
ليس من المنطقي أن يشعر الشخص بالجوع الشديد بعد تناوله ببضع ساعات. فكمية السعرات الموجودة في الوجبات الاعتيادية تكفي لتوفير الطاقة للشخص من 12 إلى 16 ساعة. لكن مع دخول الشخص في حالة الادمان السكر تزداد قيمة السعرات الحرارية من النشويات.
مما يسبب ارتفاع حاد في قيمة الانسولين في الدم. الذي يتبعه انخفاض سريع لجلوكوز الدم و الشعور الطبيعي بالجوع و الرغبة الشديدة في تناول السكريات. كما يزداد الشعور بالجوع بالتدريج كلما زادت مقاومة الانسولين. التي تسبب عجز الخلايا في الجسم من الحصول على الجلوكوز و البروتين الضروري لقيامها بوظائفها.
ثانيا: التعب و الارهاق الدائم
يؤدي الاستهلاك المستمر للسكر إلى اعتماد الجسم على الجلوكوز المتذبذب في الدم. و مع تطور مقاومة الانسولين يصبح استهلاك الجلوكوز لانتاج الطاقة أكثر صعوبة.
مما يسبب التعب و الارهاق على الدوام. و ذلك نظرا لانخفاض الجلوكوز بين الوجبات مما يفقد الشخص القدرة على الصيام. كما يستمر الارهاق و يتحول إلى نعاس بعد تناول الوجبة. و ذلك بسبب ارتفاع السكر الحاد الذي يتلوه انخفاض مرهق للجسم وتحديدا للدماغ.
كما أن التوتر المستمر و الإرهاق والتعب يؤدي إلى الارق وصعوبة النوم ليلا. و ذلك نظرا لتأثير توتر ارتفاع وهبوط السكر على مخزونات الفيتامين ب1 (الثايمين).
ماذا يفعل السكر في الدماغ؟ ما هو سبب ادمان السكريات؟
أرجوك لا تتوقف عن تناول السكر هي الرسالة التي يوصلها لك دماغك المتهالك المدمن من على السكر. إذ أن كثرة تناول السكريات تؤثر على قدرة الشخص على اتخاذ القرار الصائب بسبب قصور قدرته على القيام بعمله. حيث يتأثر الدماغ بما يلي:
- انخفاض التركيز و الإدراك: يمكن أن يضعف السكر الوظيفة الإدراكية عن طريق تعطيل إشارات الناقلات العصبية، مثل الدوبامين والغلوتامات. هذه الناقلات العصبية ضرورية للتعلم والذاكرة والانتباه.
- انكماش الدماغ: يمكن أن يؤدي السكر أيضًا إلى انكماش الدماغ، أو ضموره. ويعتقد أن هذا يرجع إلى عدد من العوامل، بما في ذلك الالتهاب، ومقاومة الأنسولين، وتراكم البروتينات السامة(اميلويد) في الدماغ.
- زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف: يرتبط استهلاك السكر بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف. ويعتقد أن هذا يرجع إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك انكماش الدماغ، والالتهاب، وتراكم البروتينات السامة في الدماغ.
- الإدمان: يمكن أن تكون النشويات إدمانًا، كما أن تناول الكثير من السكريات يمكن أن يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول السكر وتناول السكر القهري. وهذا يمكن أن يتداخل مع الحياة اليومية ويجعل من الصعب الحفاظ على نظام غذائي صحي. حيث يؤدي تناول القليل من السكر إلى الرغبة في تناول المزيد.
السكريات تسبب السعادة فعلا. و ذلك من خلال تحفيز ارتفاع الجلوكوز في الدم على افراز هرمون الدوبامين. الذي يعطي الشعور بالفرح و السعادة والمكافئة. كما يرتفع الناقل العصبي السيراتونين في الدماغ المسؤول عن تحسن المزاج والسعادة.
ثالثا: عصبي كثير وانت جوعان
مع زيادة افراز الدماغ للدوبامين يتطور لدى خلايا الدماغ مقاومة دوبامين. و بالتالي تحتاج إلى المزيد من السكر للوصول لمستوى الفرح والسعادة من تناول السكر وهو ما يسبب ادمان السكر. و الذي يعد العصبية من أهم أعراض نقص الدوبامين والادمان.
كما يؤدي كثرة تناول النشويات إلى تقليل مستوى السيروتونين في تحت المهاد خصوصا وفي الدماغ على العموم. مما يسبب الإكتئاب والإحباط و التوتر.
ونظرا لدور السيروتونين بكبح الشهية والشعور بالرضا والشبع. لذلك يؤدي انخفاض السيروتونين إلى عدم الشعور بالشبع عند تناول الوجبات. و بالتالي زيادة الشعور بالرغبة في تناول المزيد من الطعام على امل الوصول إلى الرضا و السعادة.
متى تبدأ أعراض انسحاب السكر؟
تبدأ أعراض انسحاب السكر عادةً خلال 12 إلى 24 ساعة من تقليل تناول السكر أو التخلص منه من نظامك الغذائي. وتزداد بعد 48 ساعة وذلك عند انتهاء مخزون الكبد من الجليكوجين المخزن داخله. كما يمكن أن تستمر لبضعة أيام أو حتى بضعة أسابيع. و ذلك اعتمادًا على شدة اعتمادك على السكر وعوامل أخرى مثل التمثيل الغذائي لديك والصحة العامة.
رابعا: زيادة الوزن
مع انخفاض السيروتونين ومقاومة الدوبامين تنخفض السعادة والاحساس بالشبع. لذلك يؤدي شعورك بالتعاسة والإحباط إلى تناول المزيد من الطعام. كما أن الجوع الحاصل بسبب مقاومة الانسولين وعجز الخلايا عن الحصول على المغذيات يضخم من عدد الوجبات.
زيادة افراز الانسولين تعني زادة تراكم الدهون في منطقة البطن الداخلية. مما يعني زيادة الدهون الحشوية و بالتالي زيادة الوزن والالتهابات. و تحديدا في محيط الخصر و البطن.
خامسا: هرم الجلد وحبوب الشباب
من الطبيعي أن يعاني من يدمن على تناول السكر من بشرة جافة غير صحية. حيث يظهر الوجه شاحب غير صحي. و، ذلك بسبب ارتفاع الالتهابات في الجسم التي تؤدي إلى استهلاك مضاد الاكسدة الفيتامين سي. حيث يعتبر وجود الفيتامين سي ضروري لبناء الكولاجين و الحفاظ على مرونة الجلد.
تناول الكثير من النشويات تمنع و تقلل من امتصاص الفيتامين سي في الامعاء. كما تستهلك مخزون الجسم منه. و بالتالي يفيد الجلد قدرته على تحمل الالتهابات الداخلية و ظروف البيئة المحيطة.
أضف إلى ذلك أن الالتهابات تسبب اغلاق مسامات الجلد وبالتالي تراكم الدهون تحت الجلد وظهور حبوب الشباب. التي يعتبر الانسولين هو الهرمون الداعم لزيادة حجمها و تكاثرها.
سادسا: الحكة حول المناطق التناسلية
يسبب ارتفاع تناول السكريات في حميتك اليومية وازدياد الالتهابات و مقاومة الانسولين إلى ضعف جهاز المناعة. و بالتالي زيادة قدرة البكتيريا الضارة و الفطريات على النمو و التكاثر في القولون الغني بالسكريات. نمو الفطريات في القولون يعني زيادة فرصة انتقالها إلى المناطق التناسلية. و بسبب ضعف المناعة و الجلد تتكاثر هذه الفطريات و تسبب الحكة الدائمة.
سابعا: كثرة التبول وزيادة العطش
مع تقدم مقاومة الانسولين و ازدياد قراءات السكر في الدم تبدء كمية السكر بتجاوز حد العتبة 180ملغم/دل بعد الوجبات. و بالتالي فقدان الكلى القدرة على إعادة امتصاص الجلوكوز وإعادته إلى الدورة الدموية. مما يسبب طرح الكثير من الماء مع البول لتخفيف تركيز الجلوكوز في البول.
و بالتالي زيادة في كميات و مرات التبول اليومية و فقدان الاملاح التي يؤدي نقصها إلى اضطرابات عضلية وقلة النشاط. كما يفقد تحت المهاد مع نقص الاملاح و الماء القدرة على منحك الشعور بالارتواء. مما يسبب العطش الشديد وكثرة شرب الماء الذي بدوره يضاعف من كميات التبول.
بالإضافة إلى أن تناول السكريات يسبب العطش بسبب حاجة الجسم ل4غم ماء مع كل غرام من السكريات. أضف إلى ما سبق أن بدء خروج السكر في البول يزيد من تغذية الفطريات و البكتيريا الضارة إن وجدت في المناطق التناسلية.
متى يصبح مستوى السكر خطير
يصبح تناول السكريات و النشويات خطيرة عندما تبدأ بفقدان القدرة على السيطرة على الوزن. مع ملاحظة الارتفاع المستمر في الوزن ومقاسات الجسم.
عندما تعجز على الشعور بالرضا في الوجبة المتاحة و تمتد يدك إلى أطباق من غيرك. كما تفقد النشاط بعد تناول الطعام وتشعر بالنعاس. فبدلا من زيادة طاقتك بعد تناول طعام غني بالطاقة تبدأ بالشعور بالفتور و النعاس على الفور.
تعتبر نشوياتك خطيرة اذا بدء السكر التراكمي على غير العادة بالارتفاع التدريجي من 5.0 إلى 5.3٪. مع ارتفاع في السكر بعد الوجبات لما فوق 140 خلال الساعتين الاولى.
تزداد درجة الخطورة إذا أصبحت قيمة السكري الصائم أعلى من الطبيعي و تجاوزت 110ملغم/دل.
ما هي كمية السكر التي يحتاجها الجسم يوميا؟
بشكل عام لا يحتاج جسم الانسان إلى تناول السكر و النشويات. وذلك نظرا لقدرة الكبد و الكلى على تصنيع السكر من الدهون و البروتينات الموجودة في الجسم. لكن ذلك لا يعني إيقاف النشويات نهائيا. فالنشويات تساعد الاصحاء على تثبيت الوزن وحرق الجلوكوز كمصدر طاقة بدلا من البروتين.
كما بينت الدراسات عام 2012 ان معدل تناول الناس للسكر الابيض فقط يتجاوز 77غم والذي يكافىء 15معلقة شاي من السكر يوميا.
هل تعلم أن الخبز في طعامك اليومي يمثل ما يعادل 60٪ من النشويات و السكريات المستهلكة يوميا.
حسب توصيات مؤسسة السكري الامريكية يسمح بتناول 9معالق صغيرة من السكر المكرر يوميا للرجال. كما يسمح بتناول 6 معالق صغيرة للسيدات يوميا.
لكن السكر المخفي الذي تتناول يوميا في طعامك يصل إلى 275غم. وهو الموجود في الفواكه والعصيرات و الحلويات و الصلصات الجاهزة والخبز و الارز والبطاطا، وغيرها.
بناء على التوصيات المعتادة للتغذية فيجب تناول بين 45-65٪ من السعرات من النشويات و التي تساوي 225-325غم (45-65 ملعقة صغيرة) من السكر. لكن هذه الكمية الضخمة كما بينت العديد من الدراسات والتطبيق العملي تسبب و تزيد مقاومة الانسولين. والتي تسبب السكري النوع الثاني.
لكن يعتبر استهلاك ما بين 25-35٪ من السعرات من السكر (125-175غم) شيء طبيعي لشخص يمارس الرياضة. و لا يعاني من السكري ومقاومة الانسولين. بينما يجب تخفيض السكريات إلى ما دون 15٪ (75غم نشويات) لمن يعاني من زيادة الوزن ومقاومة الانسولين و السكري من مصادر قليلة المؤشر الجلايسيمي.
هل الامتناع عن السكر يشمل التمر؟
بالطبع عند الاقلاع عن تناول السكريات فيجب ان يشمل الشخص في فترة التخلص من الادمان على ايقاف جميع مصادر النشويات. و هذا يشمل التمر و الموز و عصيرات الفواكه و الخبز و الارز و البطاطا. و الاعتماد على تناول البروتينات الحيوانية و النباتية مع الدهون الصحية.
نعم يجب التخلص من كافة السكريات المصنعة منها و الطبيعية. لأن الجسم لا يستطيع التمييز بين سكر الفركتوز من الكاتشاب او سكر الفركتوز من العسل أو الفواكه. حيث أن جزيء الفركتوز الموجود في البيبسي هو. نفسه تماما الموجود في عصير التفاح.
للتخلص من إدمان النشويات و السكريات يجب قطع النشويات في حمية كيتونية. و ذلك مع ممارسة الصيام المتقطع. لكي ينخفض سكر الدم و الانسولين. و بالتالي تنخفض مقاومة الانسولين وتعود إلى سابق عهدها.
ثم بعد التخلص من إدمان السكر يمكن تناول النشويات باعتدال منخفض كما هو موضح في الأعلى.
للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة ، و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
المصادر
Cortisol as Biomarkers in Cirrhosis
