يسمى مرض ضغط الدم المرتفع هو القاتل الصامت. نظرا لكونه يسبب مشاكل و تلف في كل أعضاء الجسم مثل شبكية العين و الكلى. بالإضافة إلى زيادة فرص و مخاطر الإصابة بالجلطات القلبية و السكتات الدماغية.
كما يعتبر ارتفاع الضغط من ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة. بالإضافة أن ما يزيد على نصف البالغين مصابين بارتفاع ضغط الدم.
يمكنك تخفيض ضغط الدم بسرعة و بطرق طبيعية و بدون أدوي من خلال تعديل الممارسات الغذائية و الصحية. فالإعتماد على العلاجات و الأدوية فقط لتنظيم و خفض الضغط دون علاج الأسباب غير كافي. مما يؤدي إلى زيادة أصل المشكلة و بالتالي زيادة جرعات الأدوية.
غالبا ما يتم توصية مرضى الضغط بنصائح طبية غير سليمة لا تخدم مصلحة و لا صحة المريض. مثل تقليل الملح و الدهون و تقليل القهوة أو إيقاف التدخين. أو تشجع المريض على تناول الفاكهة عالية البوتاسيوم، بالإضافة إلى توصية المريض بخسارة الوزن علما بأن التوصيات الغذائية تمنع ذلك ، نظرا لكون هذه التوصيات الغذائية تقوم برفع قيمة الإنسولين
يعتمد قيمة ضغط الدم لديك على كمية الدم الذي يتوجب على عضلة القلب ضخه، و على قيمة ممانعة الشرايين للنقل الدم و التي يتوجب على القلب التغلب عليها.
قيمة الضغط الطبيعي يجب أن تكون أقل أو تساوي 120/80 ملم زئبق ، بينما تعد أي قراءة أعلى من 130/80 مرتفعة.
لذلك سنقوم في نقاشنا اليوم باستعراض عشرة طرق لتخفيض الضغط نهائياً بسرعة و سهولة في المنزل و بدون أدوية:
طرق علاج ارتفاع ضغط الدم نهائيا
أولا: تقليل مقاومة الإنسولين من خلال الصيام المتقطع
مقاومة الإنسولين تسبب ارتفاع كل من الإنسولين و السكر في الدم مما يسبب احتباس السوائل. إذ يؤدي ارتفاع السكر في الدم و الأنسجة إلى حبس السوائل بما يقارب غم من الماء لكل غم سكر إضافي. بينما يؤدي ارتفاع الإنسولين إلى حبس السوائل في الجسم و تقليل إدرار البول.
يعد الصيام المتقطع من الممارسات الفعالة لتقليل مقاومة الإنسولين. فهو يؤدي إلى تقليل تناولك للطعام و بالتالي السكريات. كما يزيد من الفترات التي يقوم بها الجسم بحرق الدهون و السكر المتراكم في الكبد و الأوعية الدموية. بالإضافة إلى دورة في تقليل الإلتهابات من خلال دعم التخلص من الدهون المُنتجة للأنزيمات المحفزة للالتهاب في الجسم.
ثانيا: تخفيض ضغط الدم من خلال تناول حمية قليلة النشويات و الكيتو
معظم حالات الإصابة بالسكري يسبقها عادة ارتفاع في ضغط الدم. إذ أن الإصابة مرض ضفط الدم غالبا ما يدل على ارتفاع في مقاومة الإنسولين. لذلك يعتبر الإصابة بارتفاع الضغط مؤشر مهم على احتمال إصابة الشخص بالسكري.
لكي تتمكن من تخفيض مقاومة الإنسولين و الوقاية من الإصابة بالسكري وعلاج ارتفاع الضغط يجب أن يتم إيقاف تام لكل أنواع النشويات و السكريات و الدخول في حمية الكيتو المتميزة في قدرتها الفعالة على تقليل مقاومة الإنسولين. بالإضافة إلى أنه عند الدخول في حمية الكيتو يدخل الجسم في الحالة الكيتونية التي تعتبر حالة مدرة للبول. و التي تساعد الكلى على التخلص من السوائل الزائدة عن حاجة الجسم و بالتالي تخفيض ضغط الدم.
ثالثا: تناول كميات كبيرة من البوتاسيوم و المغنيسيوم
يعد البوتاسيوم و المغنيسيوم من أهم المعدن لصحة القلب و الأوعية الدموية. حيث يدعم المغنيسيوم صحة عضلة القلب و انتظام ضربات القلب. بينما يعد البوتاسيوم معدن مهم جدا للكلى من خلال مساعدة على إدرار البول و بالتالي تخفيض ضغط الدم.
كما أن كلا هذين المعدنين يؤثران بشكل مباشر على مقاومة الإنسولين و يسببان إنخفضها و بالتالي ينخفض ضغط الدم.
يوجد المغنيسيوم و البوتاسيوم بكثرة في الخضار الورقية و خصوصا الخضراء منها. فكل من الأفوكادو والخس و السبانخ و الكيل و البقدونس و الجرجير بالإضافة إلى الخيار و الطاطم غنية في البوتاسيوم و المغنيسيوم.
عندما يكون ارتفاع ضغط الدم ناتج عن مقاومة الإنسولين و زيادة الوزن لا تستمع لنصائح تناول الموز. فهو على الرغم من ارتفاع تركيز البوتاسيوم به الإ انه غني جدا بالسكريات. و التي من شأنها أن تزيد مقاومة الإنسولين و ترفع مستوى السكر في الدم.
رابعا: خسارة الوزن يخفض ضغط الدم
زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة الجهد المبذول على عضلة القلب لضخ و ايصال الدم إلى جميع الأنسجة و الخلايا. بالإضافة إلى أن خلايا الدهون الموجودة في منطقة البطن تقوم بإفراز انزيمات تدعى Lipocytokinesis المحفزة للإلتهابات و التي بدروها ترفع ضغط الدم و مقاومة الإنسولين.
لتخفيض الوزن يجب أن تقوم بقطع و تقليل سعرات الطعام و ممارسة الرياضة بالإضافي إلى تقليل النشويات لضمان خسارة الوزن من الدهون بدلا من الكتلة العضلية.
خامسا: تقليل الإلتهابات في الجسم و إيقاف السموم
لمساعدة الجسم على تخفيض الالتهابات قم بتناول الأطعمة و المكملات التي الإلتهابات مثل الدهون المفيدة الغنية بالأوميغا 3. بالإضافة إلى استهلاك مضادات الأكسدة مثل الفيتامين سي الوجود بكثرة في الليمون و الخضار و الفيتامين ه الموجود في زيت الزيتون العضوي و الأفوكادو.
كما يجب ترك الأطعمة المحفزة للإلتهابات مثل الزيوت المهدرجة و الأطعمة المصنعة مثل زيت الذرة و دوار الشمس و اللحوم الباردة المقطعة و المرتاديلا و التي تعد غنية بملح جلوتامين الصوديوم المعروف بقدرته على رفع ضغط الدم.
كما يجب تقليل و محاولة البعد عن المُعقّمات التي انتشر استخدامها بالأونة الأخيرة فترة كورونا و التي تقتل البكتيريا النافعة في اليد و الفم. حيث أن البكتيريا النافعة هي التي تقوم بإنتاج أكسيد النيتروجين و المهم جدا في توسيع الأوعية الدموية و تخفيض ضغط الدم.
سادسا: ممارسة التمارين الرياضة لتنظيم ضغط الدم
ممارسة الرياضة أساسية جدا لدعم استقرار ضغط الدم و عدم عودته بعد الشفاء. فالرياضة تقلل من التوتر و الإجهاد و بالتالي تسمح لعضلة القلب بالإسترخاء أكثر كفاءة اثناء النوم بعد التمرين الرياضي. كما تدعم الرياضة استرخاء و توسع الشرايين و الأوعية الدموية و التي يسبب تضيقها ارتفاع ضغط الدم.
بالإضافة إلى أن الرياضة تؤدي إلى تقليل مقاومة الإنسولين و رفع معدل الحرق في الجسم و بالتالي تدعم قدرة الجسم على حرق الدهون.
عادة ما يكون ضغط دم لدى الرياضيين أقل من الضغط الدم الطبيعي لدى نفس الفئة العمرية من الناس ب 8-18 ملم زئبق.
سابعا: تقليل التوتر و الاجهاد
يؤدي التوتر المستمر إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول من الغدتين الكظريتين و الذي يؤثر سلبا على سكر الدم و يزيد من مقاومة الإنسولين. كما يقوم الكورتيزول بمنع الكلى من إدرار البول و بالتالي رفع الضغط و حبس السوائل في الجسم.
أضف إلى أن التوتر يؤدي إلى زيادة التحفيز للجهاز العصبي السمبثاوي الذي يحفز زيادة سرعة وقوة نبضات القلب الذي يسبب زيادة ضغط الدم.
لتقليل التوتر قم بممارسة المشي و الرياضة و تمارين التنفس و التأمل بالإضافة إلى النوم الباكر و عدم السهر. بالإضافة إلى ممارسة عادة القراءة و استهلاك مكمل الأشواجندا حبتين 1000ملغ يوميا قبل النوم مع المغنيسيوم الذين يساعدوك على تهدئة الأعصاب.
ثامنا: النوم الجيد و الكافي ليلا
يساعدك النوم الجيد على تخفيض ضغط الدم من خلال تقليل التوتر و الإجهاد و بالتالي تقليل الكورتيزول بالإضافة إلى زيادة إفراز هرمون النمو. حيث يقوم هرمون النمو بالمساعدة على علاج و استشفاء الأوعية الدموية بالإضافة إلى دور النوم الأساسي لخسارة الوزن.
تاسعا: تمارين التنفس يوميا
عادة يتغير ضغط الدم مع عملية الشهيق و الزفير. إذ يرتفع الضغط اثناء الشهيق للمساعدة على نقل أكبر كمية أكسجين من الحويصلات الهوائية إلى خلايا الجسم. بينما ينخفض الضغط أثناء الزفير لتوفير الطاقة مع نقص مخزون الأوكسجين في الجسم.
لذلك يساعدك إبطاء عملية التنفس على الإسترخاء و يسمح للجهاز العصبي اللاسمبثاوي بتخفيض الضغط. و ذلك من خلال إبطاء التنفس ليصبح 6 عمليات تنفس في الدقيقة بدلا من 20 مرة في الدقيقة. قم باستنشاق الهواء ببطئ بمعدل 4 إلى 5 ثواني للشهيق و أخرج الهواء ببطئ خلال مدة 5 إلى 6 ثواني، وذلك لمدة 5 إلى 10 دقائق يوميا و لمدة 6 أشهر.
يفضل الاستمرار بتمارين التنفس البطيء لمدة ستة أشهر حتى يتم ضمان تحول هذا لنمط من التنفس إلى عادة تحافظ على هدوء أعصابك و انخفاض ضغط الدم لديك على الدوام.
عاشرا :عدم التشتت في الخرافات
ترك تناول الملح و تقليل القهوة و الكافيين و البعد عن تناول الدهون. و التركيز على استهلاك الحبوب الكاملة و الفاكهة هي توصيات تتفاوت بين كونها غير دقيقة أو خاطئة.
فمن ممارساتنا في العيادة ترك القهوة أو عدمه لا تأثير له على الضغط. أما ترك الملح فهو غير ضروري نظرا إلى قدرة الكلى على التخلّص من الصوديوم الزائد من خلال التبول. المشكلة الحقيقية في تناول السكر و ليس الملح. لكن هذا لا ينطبق على الأشخاص المصابين بأمراض الكلى.
أما ترك تناول الدهون فلن يحل المشكلة و انما سيؤدي إلى زيادة الشعور بالجوع للمريض. وبالتالي تعويض ترك الدهون بتناول النشويات و الفاكهة التي تزيد من مقاومة الإنسولين و بالتالي رفع ضغط الدم.