تتكون الكلية الواحدة تقريبًا من مليون وحدة وظيفية تدعى كل وحدة وظيفية بالنيفرون. النيفرون يتكون من جزأين أساسين الجزء الأول هو محفظة بومان وهو الأهم في الكلى. أما الجزء الثاني فهو التِبيول الذي يقوم بإعادة امتصاص ما تدخله له محفظة بومان. إذ يقوم بامتصاص 99% من السوائل التي دخلت له كما يقوم بإعادة امتصاص الأملاح والمعادن والسكر. بينما يترك السموم تتجاوزه بالإضافة إلى كمية قليلة من الماء التي تمنح البول قوامه الطبيعي. تقوم محفظة بومان بفلترة 100مل من الدم في الدقيقة الواحدة وهذه محفظة واحدة من مليون محفظة توجد في الكلية الواحدة. تقوم هذه المحفظة بالسماح لكل من الأملاح والمعادن بالإضافة للسكر بتجاوزها والدخول إلى التِبيول. بينما تمنع أهم العناصر التي توجد في الدم وهي كريات الدم الحمراء والبيضاء والبروتينات التي توجد في الدم وأهمها الألبومين من تجاوزها والمرور إلى التِبيول.
وظائف الكلى
1- السيطرة على كمية السوائل داخل الجسم
فهي تتحكم بكمية السوائل التي توجد في الدورة الدموية وبالتالي بالأنسجة.
2- تتحكم الكليتان بتركيز الأملاح في الدم ومعايرة حموضة وقاعدية الدم.
3- فلترة الدم من المواد السامة مثل الكرياتينين واليوريا
بالإضافة إلى التخلص من مادة الكرياتينين السامة يتم التخلص من سمية الأدوية عن طريق طرحها في البول.
4- تنظيم ضغط الدم من خلال افراز انزيم الرينين
يبدأ انزيم الرينين بمجموعة من التفاعلات تؤدي في النهاية إلى إنتاج هرمون الأنجيوتِنسِن من خلال الرئة. والذي يقوم بعملية انقباض الأوعية الدموية في الجسم وبالتالي يرفع الضغط. كما أن الرينين يحفز الكظريتين على إفراز الألدستيرون الذي يحفز الكليتين على حبس الأملاح وبالتالي السوائل مما يؤدي إلى رفع الضغط أيضًا.
5- تصنيع كريات الدم الحمراء
من خلال إفراز هرمون الاريثروبيوتين الذي ينطلق إلى الدم وصولًا إلى نخاع العظم. مما يؤدي إلى تحفيز نخاع العظم ليقوم بإفراز كريات الدم الحمراء لذلك مشاكل الكلى تؤدي إلى فقر الدم.
6- تحويل فيتامين دال إلى الشكل الفعال
يتم تحويل فيتامين دال الذي يصنع تحت الجلد ويكمل في الكبد إلى شكله الفعال في الكليتين. الذي يقوم على زيادة امتصاص الكالسيوم في المعدة والأمعاء. كما يزيد امتصاصه في العظام.
أمراض الكلى
- إصابة الكلى الحادة.
- أمراض الكلى المزمنة.
إصابة الكلى الحادة
تحدث في هذه الحالة صدمة للكليتين مما يؤدي إلى توقفهما مباشرة عن العمل. وهذا ينتج عن عدة أمور إما بسبب تسمم دوائي أو نزيف حاد أدى إلى نقص الدورة الدموية وقلة كمية التوريد إلى الكلى. أو بسبب حدوث جلطة في أحد الشرايين الأساسية التي تصل إليها. في هذه الحالات يمكن إسعاف المريض عن طريق غسيل الكلى لمرة واحدة بالإضافة إلى العلاج المناسب. من الممكن في هذه الحالة إسعاف الكلى وعودتها إلى العمل.
أمراض الكلى المزمنة
هي أمراض تؤدي إلى تلف الكلى نستدل عليها عن طريق ظهور البروتين في البول والذي يسمى زلال البول. أو ظهور الدم في البول الذي يتم فحصه. بالإضافة إلى انخفاض سرعة فلترة محفظة بومان للدم من خلال هبوطه إلى أقل من 60 GFR<60. بالإضافة إلى ارتفاع تركيز الكرياتنين في الدم عن معدله الطبيعي والذي يعتبر مادة سامة. وهو مرض يزداد سوءًا مع الزمن بالأخص إذا استمررت على نفس حميتك السيئة التي أدت إلى تلف كليتيك بالأساس. أظهرت الدراسات أن الالتزام بالحميات قليلة النشويات وانخفاض السكر بالدم لها آثار إيجابية في العلاج.
يعد أهم أسباب الإصابة بأمراض الكلى وفشلها وغسيلها هي أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم. إذ تصل نسبة مرضى الكلى المصابين بالسكري إلى 45% أما من لديهم ارتفاع في ضغط الدم إلى 27%.
أسباب الإصابة بأمراض الكلى
1- ارتفاع السكر في الدم.
لأن مرض السكري يعمل على تلف الشعريات الدموية في الجسم كذلك الحال في الشعيرات الدموية التي تغذي الكلى. والتي تذهب إلى محفظة بومان لإجراء عملية الفلترة. يؤدي تلف محفظة بومان والشعيرات الدموية التي تروجد في داخلها إلى تسرب بروتين الألبومين الذي يوجد في الدورة الدموية مما يؤدي إلى ظهوره في البول.
2- ارتفاع ضغط الدم.
إن ارتفاع الضغط يتلف الشعيرات الدموية الصغيرة التي لا لا تتحمل الارتفاع المستمر لضغط الدم. مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في النفرونات والكلى.
3- كثرة الاعتماد على العلاجات المختلفة والمكملات الغذائية التي لا داعي لها.
استخدام المكملات الغذائية دون داعي بالإضافة إلى العلاجات يؤدي إلى إرهاق كليتيك وبالتالي الإصابة بأمراضها.
4- التهاب وتصلب الشرايين المؤدية إلى الكلى.
5- الجلطات وضعف عضلة القلب.
الفشل القلبي بسبب العمر أو مرض السكري أو الجلطات الذي يؤدي إلى انخفاض الضغط وبالتالي تلف الكلى.
6- احتباس البول وارتجاعه إلى الكلى.
الذي ممكن أن يحدث بسبب إغلاق المثانة وعدم القدرة على التبول مما يؤدي إلى ارتداد البول إلى الكلى. أو بسبب إغلاق الحالب الذي يؤدي إلى تجمع البول وارتداده.
7- أورام والتهابات الكلى.
مثل السرطان والالتهابات المختلفة أحد أسباب الإصابة.
مراحل مرض الكلى المزمن
يتم تقسيم مراحل المرض اعتمادًا على قياس كمية GFR وهو معدل الفلترة يتم حسابه عن طريق حساب كمية الكرياتينين في الدم. معدل الفلترة الطبيعي هو 100مل/دقيقة في محفظة بومان.
المرحلة الأولى
في هذه المرحلة يكون معدل الفلترة أكثر من 90 مل/دقيقة لكن يوجد عنده مشاكل في البول أي يوجد عنده بروتين في البول.
المرحلة الثانية
ينخفض معدل الفلترة في هذه المرحلة ليصبح من60-89 مل/دقيقة ويكون الضرر في هذه المرحلة ليس كبيرًا وانخفاض قليل في إدرار البول.
المرحلة الثالثة
ينخفض معدل الفلترة في هذه المرحلة إلى أقل من 59 وصولًا إلى 30 مل/دقيقة وفي هذه المرحلة يكون الضرر متوسط وانخفاض متوسط في إدرار البول.
المرحلة الرابعة
يكون معدل الفلترة في هذه المرحلة من 15-29 مل/دقيقة ويكون مستوى الضرر حادًا بالإضافة إلى انخفاض حاد في إدرار البول.
المرحلة الخامسة
في هذه المرحلة يصاب الشخص بالفشل الكلوي إذا انخفض معدل الفلترة عن 15 مل/دقيقة.
العلاج
إذا كنت تعاني من بدايات مشاكل الكلى وترغب في منع تطور هذه المشاكل. في البداية يجب أن تغير نظامك الغذائي باتباع حميات قليلة النشويات والحميات الكيتونية. تأثير هذه الحميات في المرحلة الأولى والثانية من المرض جيد. أما في المرحلة الرابعة والخامسة يجب استشارة طبيبك وأخصائي تغذية مختص بأمراض الكلى.
الكرياتينين
الكرياتينين عبارة عن مادة ناتجة من هدم العضلات والتي ترتفع عند مرضى السكري بسبب موت الخلايا العضلية. يتم إنتاج الكرياتينين داخل الكتلة العضلية من خلال أيض بروتين الكرياتين الذي يوجد داخل العضلات . ويتم طرح الكرياتينين السام داخل الدورة الدموية وتقوم الكليتان بالتخلص منه أولًا بأول إذ لا تقوم بامتصاص أي جزء منه. تعتمد كمية الكرياتينين على مجموعة من العوامل أهمها العمر والوزن والكتلة العضلية في الجسم بالإضافة إلى الجنس. يعد قياس كمية الكرياتينين في الدم من أهم قياسات تقييم وظائف الكلى لأن من خلاله يتم احتساب معدل فلترة الكلى للدم.
المصادر
Advances in detection, evaluation and management of chronic kidney disease.