يعتقد الكثيرون أن الخبز، بجميع أنواعه، هو السبب الرئيسي لارتفاع مستويات السكر في الدم، وخاصة لدى مرضى السكري، وأن التوقف عن تناوله تمامًا هو السبيل الوحيد لتحسين التراكمي والشفاء. لكن هل هذه النظرة دقيقة علميًا؟ وهل هناك أنواع من الخبز يمكن تناولها يوميًا دون أن تسبب ضررًا؟ ولماذا أحيانًا يرفع نصف رغيف صغير السكر أكثر من طبق حلوى مثل الكنافة؟ بل وقد نسمع أن شريحة من خبز التوست الأسمر قد تكون أسوأ من ملعقة سكر! فما صحة هذه الادعاءات؟
في هذا المقال، نوضح الحقائق العلمية حول الخبز ومؤشره الجلايسيمي، ونصنّف أنواعه من الأسوأ تأثيرًا إلى الأفضل، مع تقديم بدائل فعالة لا ترفع السكر فحسب، بل قد تساهم أيضًا في خفض التراكمي وتحسين الحالة الصحية.
هل الخبز يرفع السكر التراكمي؟ الحقيقة العلمية وراء العلاقة بين الخبز والسكري
مرحبًا بك، وإذا كنت من محبّينه وتعاني من السكري أو مقاومة الإنسولين، فإن هذه المقالة موجهة لك خصيصًا.
يطرح كثيرًا سؤال: هل الخبز يرفع السكر التراكمي؟ والإجابة ليست بنعم أو لا مطلقة، بل تعتمد بشكل أساسي على حالة الجسم الأيضية، وخاصة كفاءة عمل البنكرياس والكبد، ووجود مقاومة للإنسولين من عدمها.
أولًا: الخبز لا يشكل خطرًا دائمًا
عند الأشخاص الأصحّاء الذين لا يعانون من مقاومة إنسولين، كما ويعمل لديهم البنكرياس والكبد بكفاءة، فإن تناول الخبز – حتى وإن احتوى على القليل من السكر – لا يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع في السكر التراكمي (HbA1c). ذلك لأن الجسم يكون قادرًا على إفراز الإنسولين بفعالية، والتعامل مع الكربوهيدرات بكفاءة، وبالتالي يعود مستوى السكر في الدم إلى طبيعته بسرعة بعد الوجبة دون أن يترك أثرًا طويل المدى.
لكن الخطر يكمن في الاستمرارية وتراكم الضرر
عند الإفراط في تناول الخبز والسكريات والنشويات بشكل مستمر، يبدأ الجسم في مواجهة صعوبات تنظيمية. فالبنكرياس يجبر على إفراز كميات كبيرة من الإنسولين بشكل متكرر، كما ما يؤدي مع الوقت إلى إرهاقه. وفي ذات الوقت، يتأثر الكبد سلبًا، كما وتبدأ تظهر مقاومة الإنسولين – وهي الحالة التي تفقد فيها خلايا الجسم قدرتها على الاستجابة للإنسولين بالشكل المطلوب.
عند هذه المرحلة، يتحول الخبز من طعام “محايد” نسبيًا إلى عامل خطير يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم لفترات طويلة بعد تناوله، وهذا ما ينعكس بشكل مباشر على ارتفاع السكر التراكمي.
ما الذي يجعل الخبز بهذه الخطورة تحديدًا؟
الخبز، لا سيما الأبيض المصنوع من دقيق مكرر، يتمتع بمؤشر جلايسيمي (Glycemic Index) مرتفع جدًا، يتراوح بين 70 إلى 95، ما يجعله من أعلى الأطعمة قدرة على رفع سكر الدم بسرعة. وللمقارنة:
- مؤشر السكر الأبيض (السكروز): 65
- الجريب فروت: 25
- البطيخ: 72
وهذا يعني أن تأثيره على سكر الدم قد يفوق تأثير السكر ذاته، نظرًا لسرعة امتصاصه وعدم احتوائه على الألياف أو البروتينات التي تُبطئ من عملية الهضم والامتصاص.
ما هو المؤشر الجلايسيمي ولماذا يهمك؟
المؤشر الجلايسيمي (GI) هو مقياس يستخدم لتحديد مدى سرعة ارتفاع سكر الدم بعد تناول نوع معين من الطعام. كلما كان المؤشر أعلى، زاد العبء على البنكرياس والدماغ والكبد في محاولة خفض هذا السكر.
وعندما تتكرر هذه الارتفاعات الحادة في سكر الدم – كما يحدث بعد تناول الخبز الأبيض باستمرار – يبدأ الجسم في مواجهة مشاكل تنظيمية مزمنة تؤدي إلى ارتفاع السكر التراكمي، بل وتسرع من تطور مرض السكري ومضاعفاته.
ما هو الإجراء الفوري لخفض مستوى السكر في الدم؟
مقاربة غذائية فعّالة مبنية على الفهم الجذري لمشكلة السكري
عند ارتفاع مستوى السكر في الدم، يتبادر إلى الذهن سؤال شائع: ما الذي يمكن أن يخفض السكر بشكل فوري؟
ورغم أن الإجابة تبدو بسيطة في ظاهرها، إلا أن تنفيذها يتطلب وعيًا والتزامًا جادًا.
من أسرع وأقوى الخطوات التي يمكن اتخاذها فورًا هي التوقف عن تناول الكربوهيدرات البسيطة والمكررة، وعلى رأسها:
- الخبز، خاصة المصنوع من الدقيق الأبيض
- الأرز الأبيض
- البطاطا
- السكريات والحلويات الصناعية
كما عند الامتناع عن هذه الأطعمة، يتوقف الجسم عن الإفراط في إفراز الإنسولين، ويبدأ بالعودة إلى حالة من التوازن الأيضي.
النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات: استراتيجية علاجية فعال
هنا يظهر دور الحمية الكيتونية أو الحمية منخفضة النشويات، خاصة عند دمجها مع الصيام المتقطع.
هذه الحميات لا تقتصر فقط على خفض مستويات السكر في الدم، بل تسهم أيضًا في:
- تخفيف الضغط عن البنكرياس، مما يسمح له باستعادة كفاءته في إفراز الإنسولين
- الحد من الإجهاد الأيضي المزمن
- تقليل مقاومة الإنسولين بشكل تدريجي
- تعزيز حساسية الجسم للإنسولين، وبالتالي تنظيم مستويات السكر بشكل أكثر فعالية
كما ومع مرور الوقت، قد يبدأ الجسم في استعادة توازنه الطبيعي، وتتراجع الحاجة للتدخلات الدوائية بشكل تدريجي لدى بعض الحالات، تحت إشراف طبي دقيق.
دعم استجابة الجسم: المكملات الغذائية والأعشاب المفيدة
إلى جانب النظام الغذائي، كما يمكن لبعض الأعشاب والمكملات الغذائية أن تساهم في تحسين استجابة الجسم للإنسولين، ومنها:
- القرفة: قد تساعد على تقليل مقاومة الإنسولين وتحسين استقرار سكر الدم بعد الوجبات
- المغنيسيوم: عنصر أساسي لوظائف الخلايا، ويلعب دورًا في تحسين حساسية الإنسولين
- الكروميوم: معدن نادر يساهم في دعم التمثيل الغذائي للجلوكوز
رغم فائدتها، فإن هذه المكملات لا تعد بديلًا عن التغيير الجذري في نمط الحياة، بل داعمًا تكميليًا له،كما ويفضل دائمًا استخدامها بإشراف مختص.
لذلك، إذا كنت تعاني من داء السكري من النوع الأول أو الثاني، أو من مقاومة الإنسولين، أو تعاني من زيادة في الوزن، أو كنتِ تعانين من تكيس المبايض، فلا تستسلم لارتفاع السكر الذي يسرق صحتك، ويضعف عافيتك، ويزيد من وزنك.
انضم إلى عيادتنا، لنساعدك في الوصول إلى التعافي من السكري، والتخلص من مقاومة الإنسولين، وخسارة الوزن الزائد، وتقليل دهون البطن الحشوية.
عيادتنا معك أينما كنت، لنساعدك على استعادة صحتك وحيويتك بأمان، وبطريقة فعّالة وسريعة.لا تخض هذه التجربة بمفردك، فنحن معك خطوة بخطوة.
للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
ما هي أسوأ وأفضل أنواع الخبز لمريض السكري؟
ليس جميع أنواع الخبز متساوية من حيث التأثير على مرضى السكري. فبعض الأنواع تعد قنابل سكرية حقيقية، ترفع مستويات الجلوكوز في الدم بسرعة وترهق البنكرياس، في حين أن هناك أنواعًا أخرى يمكن تناولها بشكل آمن نسبيًا، إذا تم اختيارها بعناية وفقًا لمعايير غذائية دقيقة.
الأسوأ: الخبز المصنوع من دقيق مكرر
تعتبر الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض المكرر من أسوأ الخيارات لمريض السكري، وذلك للأسباب التالية:
- خالٍ تقريبًا من الألياف الغذائية، مما يؤدي إلى امتصاص سريع للجلوكوز
- مؤشره الجلايسيمي مرتفع جدًا (عادة فوق 70)، ما يؤدي إلى ارتفاع سريع وحاد في سكر الدم
- يفتقر إلى العناصر الغذائية المفيدة، كما ويُسهم في زيادة مقاومة الإنسولين على المدى الطويل
كيف تختار خبزًا لا يرفع سكر الدم؟
لتحديد ما إذا كان نوع معين من الخبز مناسبًا، يمكن استخدام قاعدة بسيطة:
قسّم كمية الكربوهيدرات الكلية (بالغرام) على كمية الألياف (بالغرام)إذا كانت النتيجة أقل من 5، فهذا يشير غالبًا إلى أن الخبز منخفض المؤشر الجلايسيمي (أقل من 55)، وبالتالي لا يرفع سكر الدم بشكل كبير.
يوضح هذا الجدول الفرق بين أنواع الخبز من حيث الكربوهيدرات، الألياف، السكر المضاف، والمؤشر والحِمل الجلايسيمي، لمساعدة مرضى السكري في اختيار الأنسب للتحكم في سكر الدم.
نوع الخبز | مجموع الكاربوهيدرات | الالياف | كمية السكر المضاف | المؤشر الجلايسيمي | الحمل الجلايسيمي |
خبز فرنسي | 55 | 3 | 3.6 | 78 | 42.9 |
خبز حمام صامولي | 58 | 3 | 4 | 75 | 43.5 |
توست ابيض | 49 | 2.7 | 5.7 | 71 | 34.8 |
خبز شراك | 64 | 2 | 4 | 70 | 44.8 |
توست اسمر | 51 | 6 | 3.8 | 69 | 35.2 |
خبز شامي ابيض | 56 | 2.2 | 1.3 | 68 | 38.1 |
خبز الحبوب الكاملة | 43 | 7.4 | 6.4 | 62 | 26.7 |
خبز برجر | 50 | 2.5 | 6 | 61 | 30.5 |
خبز اسمر عربي | 52 | 6 | 3.5 | 60 | 31.2 |
خبز الطابون | 50 | 5 | 0.5 | 60 | 30 |
خبز نخالة/ ريف | 45 | 10 | 1 | 55 | 24.8 |
لتوضيح الصورة، إليك تصنيفًا تدريجيًا لأنواع الخبز من حيث تأثيرها على سكر الدم، بدءًا من الأكثر ضررًا إلى الأقل تأثيرًا:
الفئة الثالثة: أسوأ أنواع الخبز لمريض السكري – رغم سهولة هضمها
قد تبدو بعض الانواع خفيفة وسهلة الهضم، ولا تسبب إزعاجًا واضحًا في الجهاز الهضمي، لكن تأثيرها على سكر الدم قد يكون شديد الخطورة، خصوصًا لدى مرضى السكري أو من يعانون من مقاومة الإنسولين.
السبب الرئيسي في ذلك هو أنها تصنع من دقيق مكرر عالي المحتوى النشوي، وتفتقر بشكل شبه تام إلى الألياف الغذائية، مما يؤدي إلى امتصاص سريع جدًا للجلوكوز، وبالتالي ارتفاع حاد في سكر الدم بعد الوجبة.
أمثلة على هذه الأنواع:
1. الخبز الفرنسي (الباغيت)
- المؤشر الجلايسيمي: يصل إلى 95
- محتوى الكربوهيدرات: حوالي 62 غرامًا
- محتوى الألياف: شبه معدوم
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: تزيد على 20
2. خبز الصامولي (أو خبز الفينو/الحمام)
- المؤشر الجلايسيمي: حوالي 85
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: تقارب 30
3. خبز التميس
- المؤشر الجلايسيمي: يقارب 75
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: حوالي 27
ما الذي يجعل هذه الأنواع خطرة؟
رغم أن هذه الأنواع من الخبز قد لا تسبب أعراضًا مزعجة في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ أو ثقل الهضم، إلا أن:
- ارتفاع المؤشر الجلايسيمي يحفّز إفرازًا سريعًا ومفرطًا للإنسولين
- الغياب شبه الكامل للألياف يعني عدم وجود أي عنصر يبطئ امتصاص الجلوكوز
- الإفراط في تناولها يُرهق البنكرياس كما ويُسهم في زيادة مقاومة الإنسولين
بالتالي، فإن تناول هذه الأنواع، حتى بكميات صغيرة، قد يؤدي إلى ارتفاع شديد في سكر الدم، دون وجود أي فائدة غذائية تُذكر.
الفئة الثانية: أنواع خبز متوسطة الخطورة – لا تنخدع بالمظهر “الصحي”
تندرج مجموعة من أنواع الخبز الشائعة ضمن الفئة التي يجب على مرضى السكري الحذر منها، حيث تتراوح قيمة المؤشر الجلايسيمي (GI) لهذه الأنواع بين 65 و74، مما يعني أنها ترفع سكر الدم بمعدل سريع نسبيًا، وقد تساهم في تفاقم مقاومة الإنسولين على المدى الطويل.
رغم أن بعضها يبدو للوهلة الأولى “صحيًا” بسبب لونه الأسمر أو خفته، إلا أن القيمة الغذائية الحقيقية تحدد من خلال تركيبته ومحتوى الألياف والنشويات، وليس فقط من خلال الشكل الخارجي
أمثلة على هذه الأنواع:
1. الخبز الأبيض
- المؤشر الجلايسيمي: حوالي 70
- محتوى النشويات: ~52 غرامًا
- محتوى الألياف: 2.5 غرام
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: 17:1
- مرتفع جدًا وسريع الامتصاص، يسبب زيادة حادة في سكر الدم.
2. خبز الشراك
- رغم أنه يصنع أحيانًا من قمح كامل، إلا أن رقة سماكته تجعله سهل الهضم وسريع الامتصاص.
- المؤشر الجلايسيمي: يقارب 70
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: تقارب 11:1
- تأثيره على سكر الدم مشابه للخبز الأبيض.
3. التوست الأبيض
- يصنع من دقيق مكرر تمامًا، خالٍ تقريبًا من الألياف.
- المؤشر الجلايسيمي: ~72
- نسبة النشويات إلى الألياف: ~17:1
- من الخيارات غير الموصى بها لمرضى السكري.
4. التوست الأسمر التجاري
- كثير من أنواعه تصنع من دقيق أبيض مضاف إليه القليل من النخالة فقط للحصول على اللون الأسمر، وقد يضاف دبس السكر لإبراز اللون، مما يزيد من المؤشر الجلايسيمي.
- المؤشر الجلايسيمي: غالبًا ما يزيد عن 65
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: ~11:1
- يظهر سلوكا أيضيًا مشابهًا للخبز الأبيض، رغم مظهره “الصحي”.
الفئة الثالثة: “أفضل السيئين” من أنواع الخبز – أقل ضررًا لكن لا تزال غير آمنة لمرضى السكري
تندرج بعض أنواع الخبز الشائعة ضمن ما يمكن تسميته بـ”أقل الخيارات ضررًا” أو “أفضل السيئين”، من حيث تأثيرها على سكر الدم. وتشمل هذه المجموعة:
- خبز الطابون
- الخبز العربي الأسمر (البلدي)
- خبز البرغر
- خبز الشوفان
تتراوح قيم المؤشر الجلايسيمي (GI) لهذه الأنواع بين 55 و60، أي أقل من الخبز الأبيض ومشتقاته، لكنها لا تزال مرتفعة نسبيًا بالنسبة لمرضى السكري.
التحليل التفصيلي لكل نوع:
1. خبز الطابون
- عندما يحضّر من دقيق القمح الكامل وبسماكة معتدلة، يظهر قدرة أبطأ على رفع سكر الدم نتيجة محتواه الأعلى من الألياف.
- المؤشر الجلايسيمي: ~60
- محتوى النشويات: 55–60 غرامًا
- الألياف: حوالي 6 غرامات
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: 9:1
2. الخبز العربي الأسمر البلدي
- يعد أفضل أنواع هذه الفئة عند تحضيره من طحين القمح الكامل فعليًا، دون إضافات صناعية.
- المؤشر الجلايسيمي: ~58
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: تقارب 6:1، وهي الأفضل بين المجموعة
- يمتاز بهضم أبطأ نسبيًا، لكنه لا يزال غير مناسب لمرضى السكري عند الاستهلاك المتكرر.
3. خبز البرغر
- غالبًا ما يضاف إليه السكر لتحسين الطعم والقوام، كما ويحضّر بدقيق مكرر، مع كمية ألياف منخفضة.
- المؤشر الجلايسيمي: ~60
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: تقارب 17:1 (عالية وخطِرة)
- رغم احتوائه أحيانًا على الدهون التي تُبطئ الامتصاص، فإن بعض الأنواع التجارية تحتوي على مضافات تضعف جدار الأمعاء، مثل “لاصق اللحوم” أو محسّنات القوام الصناعية، مما يُسهم في اضطراب الجهاز الهضمي على المدى الطويل.
4. خبز الشوفان
- عند تحضيره من نسبة جيدة من الشوفان الحقيقي، يكون أفضلهم من حيث المؤشر الجلايسيمي.
- المؤشر الجلايسيمي: ~55
- الألياف: حتى 7 غرامات في بعض الأنواع
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: 9:1
لكن العديد من الأنواع التجارية لا تحتوي إلا على نسبة ضئيلة من الشوفان الحقيقي، ما يفقدها فائدتها المتوقعة.
ما الكمية المسموح بها من الخبز لمرضى السكري؟
هل تناول أربع قطع من الخبز يوميًا يعد كثيرًا؟ يطرح هذا السؤال كثيرًا من قِبل مرضى السكري:
“ما عدد قطع الخبز التي يمكنني تناولها يوميًا دون أن تتأثر مستويات السكر في دمي؟”
والإجابة ليست واحدة للجميع، بل تعتمد على نوع الخبز المستخدم، ومستوى ضبط سكر الدم، ونمط الحياة المتبع (خصوصًا النشاط البدني).
أولًا: نوع الخبز هو العامل الأهم
- الخبز المصنوع من دقيق مكرر أو ذو مؤشر جلايسيمي مرتفع، كما أشرنا سابقًا، يجب تجنبه تمامًا. حتى الكميات الصغيرة منه – كقطعة واحدة – قد تؤدي إلى ارتفاع حاد في سكر الدم.
- أما الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة الحقيقية، فكما ويمكن تناوله بحذر شديد، وبكميات مدروسة، ويفضل أن يدمج مع وجبة متوازنة تحتوي على البروتين، والدهون الصحية، والألياف، مما يساعد على إبطاء امتصاص الجلوكوز.
مثال عملي:
نصف رغيف صغير من خبز الحبوب الكاملة (بحجم كف اليد تقريبًا) يحتوي على نحو 15 غرامًا من الكربوهيدرات.
عند تناوله ضمن وجبة تحتوي على بروتين (مثل البيض أو الدجاج) ودهون صحية (مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو)، فإن تأثيره على سكر الدم يكون أقل، خصوصًا عند الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني بانتظام.
هل 4 قطع خبز يوميًا كمية كبيرة؟
حتى لو كان الخبز من النوع “الجيد” نسبيًا، فإن تناول 4 قطع خبز يوميًا يعادل تقريبًا:
- 60 غرامًا من الكربوهيدرات
- أي ما يقارب 12 ملعقة صغيرة من السكر (من حيث التأثير على سكر الدم)
وهذه الكمية تمثل، في كثير من الحالات، الحد الأعلى المسموح به لمرضى السكري في الأنظمة الغذائية العلاجية التي تهدف إلى التحكم في التراكمي (HbA1c) أو الشفاء التدريجي من مقاومة الإنسولين.
- ينصح بعدم تناول الخبز في كل وجبة غذائية.
- من الأفضل الاستغناء عن الخبز في معظم الوجبات، وتناوله بحد أقصى نصف رغيف صحي مرة أو مرتين في اليوم، شريطة ألا يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم بعد الأكل.
- كما أن بعض أنواع الخبز منخفضة الكربوهيدرات (التي سنتناولها لاحقًا) قد تستهلك دون تأثير يُذكر على سكر الدم.
الفئة الرابعة: أفضل أنواع الخبز لمرضى السكري – منخفضة التأثير على سكر الدم
يصنَّف كل من خبز النخالة، خبز السوردو، خبز الجاودَر، وخبز الحبوب الكاملة مع البذور ضمن فئة “الخبز الذكي” أو الأنسب لمرضى السكري، وذلك بفضل تركيبتها الغذائية الغنية بالألياف، وانخفاض مؤشرها الجلايسيمي (Glycemic Index) الذي يتراوح عادةً بين 45–55، ما يجعلها ترفع سكر الدم ببطء وثبات دون حدوث طفرات مفاجئة.
1. خبز النخالة (Bran Bread)
- يحضَّر من دقيق القمح الكامل مضافًا إليه كمية كبيرة من النخالة (الردة)، ما يرفع محتوى الألياف بشكل ملحوظ.
- الفائدة الأيضية: ارتفاع الألياف يبطئ امتصاص الجلوكوز من الأمعاء، ويُساهم في تحسين ضبط سكر الدم.
- الدراسات تشير إلى أن الاستهلاك المنتظم لخبز النخالة قد يُحسّن من مقاومة الإنسولين وتنظيم سكر الدم.
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: حوالي 5:1، وهي نسبة ممتازة.
2. خبز السوردو (Sourdough Bread)
- يحضَّر عبر تخمير طبيعي يُقلل من محتوى النشا سريع الامتصاص، كما وينتج حمض الأسيتيك، وهو المركب نفسه الموجود في خل التفاح، والذي يبطئ عملية الهضم وامتصاص السكر.
- تحذير مهم: بعض أنواع السوردو التجارية تحضَّر من طحين أبيض مكرر، ما يرفع المؤشر الجلايسيمي بشكل كبير.
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: تصل إلى 17:1 إذا استُخدم طحين مكرر، لذا يُنصح بالتحقق من المكونات بعناية.
3. خبز الجاودَر (Rye Bread)
- يُصنع من دقيق الجاودَر الكامل، كما ويحتوي على ألياف ذائبة مثل بيتا-جلوكان، وهي معروفة بقدرتها على تحسين حساسية الإنسولين وتقليل التقلبات في سكر الدم.
- يتمتع بمؤشر جلايسيمي منخفض نسبيًا كما ويُسهم في الشعور بالشبع لفترات أطول.
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: ~5:1
4. خبز الحبوب الكاملة مع البذور
- يحتوي على خليط من طحين القمح الكامل، الشوفان، وبذور مثل الكتان ودوار الشمس.
- البذور الغنية بالدهون الصحية والألياف تُبطئ امتصاص النشويات وتُحسن استجابة الإنسولين.
- نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف: 8:1
- ملاحظة: رغم فوائده، قد يحتوي على إضافات مثل العسل أو دبس السكر في بعض المنتجات التجارية، ما يستدعي قراءة الملصق الغذائي بعناية.
رغم الفوائد العامة لهذه الأنواع من الخبز، فإن استهلاكها بكميات كبيرة ومفاجئة قد يُسبب غازات أو انتفاخًا لدى بعض الأشخاص بسبب محتواها العالي من الألياف. لذلك، يُنصح ببدء تناولها تدريجيًا مع شرب كميات كافية من الماء.
الفئة الخامسة: خبز الشعير – الخيار الأمثل لمرضى السكري
يُعد خبز الشعير من أكثر أنواع الخبز ملاءمة لمرضى السكري، كما ويُصنَّف باعتباره الأفضل من الناحية الغذائية والأيضية ضمن جميع فئات الخبز المتوفرة.
المؤشر الجلايسيمي المنخفض
يمتاز خبز الشعير بمؤشر جلايسيمي منخفض جدًا (حوالي 28)، وهو من أدنى المعدلات المسجلة بين أنواع الخبز، ما يعني أن تأثيره على سكر الدم طفيف وتدريجي.
هذا الانخفاض يُعزى بشكل أساسي إلى غناه بألياف قابلة للذوبان تُعرف باسم بيتا-جلوكان (β-glucan)، والتي تشكّل هلامًا لزجًا في الأمعاء، مما يُبطئ امتصاص الجلوكوز ويُقلل من ارتفاع سكر الدم بعد الوجبة.
الفوائد الأيضية المُثبتة علميًا
تشير العديد من الدراسات إلى أن إدخال الشعير ضمن النظام الغذائي له آثار إيجابية كبيرة على ضبط سكر الدم، حيث:
- يحسّن من حساسية الجسم للإنسولين
- يقلل من استجابات السكر الحادة بعد الوجبات
- في إحدى الدراسات، أدى استبدال 75٪ من الدقيق الأبيض بدقيق الشعير إلى تقليل استجابة سكر الدم بنسبة 59٪، وهي نتيجة مهمة في السياق العلاجي للسكري من النوع الثاني ومقاومة الإنسولين.
التركيب الغذائي المثالي
كما ويحتوي خبز الشعير على نسبة ممتازة من الألياف إلى الكربوهيدرات:
- لكل 100 غرام من الخبز:
- 40 غرام كربوهيدرات
- 10 غرام ألياف غذائية
- أي أن نسبة الكربوهيدرات إلى الألياف تساوي 4:1، وهي نسبة مثالية لمرضى السكري
ما الذي يمكن لمريض السكري تناوله بدلًا من الخبز، وماذا يأكل عند الجوع، ومتى يجب تجنّب الخبز؟
يشكّل الخبز التقليدي، خاصة المصنوع من دقيق مكرر، تحديًا كبيرًا لمرضى السكري، نظرًا لتأثيره السريع والمباشر على مستويات سكر الدم. لذلك، فإن استبداله ببدائل صحية ذات تأثير جلايسيمي منخفض يُعد خطوة أساسية نحو ضبط السكري وتحسين المؤشرات الحيوية، خصوصًا الهيموغلوبين السكري (HbA1c).
بدائل الخبز المثالية لمرضى السكري
يمكن لمرضى السكري تناول أنواع خبز بديلة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض (15–30)، وغنية بالألياف والبروتينات والدهون الصحية. هذه الخصائص الغذائية تُسهم في إبطاء امتصاص الجلوكوز وتحقيق توازن سكر الدم بعد الوجبات.
أبرز البدائل، مرتبة من الجيد إلى الأفضل:
- خبز الحمص
- خبز العدس
- خبز جوز الهند
- خبز اللوز
- خبز بذور الكتان والشيا
- خبز الترمس (ويعدّ الأفضل من حيث التأثيرات الأيضية)
هذه البدائل تمتاز بأنها:
- تحتوي على نسبة منخفضة من النشويات (20–50 غرام) في كل 100 غرام.
- ثلث محتواها تقريبًا ألياف، ما يعطيها نسبة نشويات إلى ألياف تتراوح بين 2:1 و3:1، وهي نسب ممتازة للسيطرة على سكر الدم.
- خالية من الجلوتين، ما يجعلها خيارًا مناسبًا أيضًا لمن يعاني من حساسية الغلوتين أو مرض السيلياك.
- غنية بالبروتين النباتي والدهون الصحية، كما ما يزيد من الإحساس بالشبع ويقلل الحاجة لتناول كميات كبيرة.
ماذا يأكل مريض السكري عند الشعور بالجوع؟
عند الجوع، ينصح مريض السكري بتناول وجبات خفيفة منخفضة الكربوهيدرات، متوازنة غذائيًا، مثل:
- حفنة من المكسرات النيئة (لوز، جوز، بندق)
- شرائح خضار طازجة مع حمص أو غموس الأفوكادو
- بيضة مسلوقة
- لبن زبادي كامل الدسم بدون سكر
- شريحة من خبز الترمس أو اللوز مع زبدة طبيعية
كما هذه الخيارات تساهم في كبح الشهية دون التسبب في ارتفاع مفاجئ لسكر الدم.
ما هي الأوقات غير المناسبة لتناول الخبز لمريض السكري؟
هناك ثلاث فترات يُفضل خلالها تجنّب تناول الخبز عالي النشويات:
- في الصباح الباكر على معدة فارغة: حيث يكون الجسم أكثر حساسية للسكر، وأي طعام مرتفع الكربوهيدرات قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في سكر الدم.
- قبل النوم مباشرة: إذ أن تناول الكربوهيدرات في هذه الفترة قد يسبب ارتفاعًا ليليًا في الجلوكوز، ويؤثر على قراءات الصباح.
- عند وجود سكر مرتفع قبل الوجبة: يفضل عدم إضافة أي مصدر نشوي حتى ينخفض السكر لمستوى مقبول.
الخلاصة
بكل بساطة، يؤثر الخبز على مرضى السكري بشكل كبير حسب نوعه. فالخبز المصنوع من الطحين المكرر، مثل الخبز الفرنسي والصامولي، كما ويرفع مستويات السكر في الدم بسرعة نتيجة قلة الألياف الغذائية وارتفاع مؤشره الجلايسيمي. في المقابل، كما وتُعد الأنواع الغنية بالألياف مثل خبز النخالة، خبز السوردو، وخبز الشعير، خيارات أفضل لأنها تُبطئ امتصاص الجلوكوز، مما يساعد على التحكم في سكر الدم بشكل تدريجي.
ينصح لمرضى السكري بتقليل كمية الخبز اليومية، كما إذ إن تناول أكثر من أربع قطع، حتى من الأنواع الجيدة، قد يؤدي إلى ارتفاع غير مرغوب في مستويات السكر. من الأفضل استبدال الخبز التقليدي ببدائل صحية ذات مؤشر جلايسيمي منخفض، مثل خبز الحمص أو خبز الترمس، خاصة في الفترات التي يكون فيها الجسم أكثر حساسية للسكر، مثل الصباح الباكر أو بعد مجهود بدني. كما إن تجنّب الخبز عالي المؤشر الجلايسيمي يُعد خطوة أساسية نحو تنظيم السكر وتحسين الصحة العامة.
للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
المصادر
Health Benefits and Adverse Effects of a Gluten-Free Diet in Non–Celiac Disease Patients
The influence of a short-term gluten-free diet on the human gut microbiome
A low-gluten diet induces changes in the intestinal microbiome of healthy Danish adults
Oxidative stress-mediated beta cell death and dysfunction as a target for diabetes management