البيوتين للشعر: حقيقة فعاليته… هل هو الحل أم مجرد مبالغة؟

البيوتين للشعر: حقيقة فعاليته… هل هو الحل أم مجرد مبالغة؟

البيوتين أصبح من أكثر المكونات انتشارًا في مكملات ومنتجات العناية بالشعر، إذ يُروّج له باعتباره سرّ الشعر الكثيف والقوي. لكن ما الحقيقة وراء ذلك؟

البيوتين هو فيتامين ب يلعب دورًا مهمًا في إنتاج الكيراتين، البروتين الأساسي للشعر والأظافر والجلد. ورغم أن نقص البيوتين قد يؤدي إلى تساقط الشعر، ضعف الأظافر، وطفح جلدي، إلا أن هذا النقص نادر لأن معظم الأطعمة تحتوي على كميات كافية منه.

تشير الدراسات إلى أن البيوتين قد يساعد على نمو الشعر أو الحد من تساقطه فقط إذا كان الشخص يعاني فعلًا من نقص فيه. أما لدى الأشخاص الذين يملكون مستويات طبيعية، فالأدلة ضعيفة جدًا على أنه يقدم فائدة ملموسة، سواء كمكمل أو كمكون في الشامبو.

كما أن العديد من الدراسات التي أظهرت تحسنًا في الشعر كانت باستخدام مكملات متعددة المكونات—ما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كان البيوتين وحده هو السبب.

الأهم أن تساقط الشعر قد يرتبط بعوامل أخرى مثل نقص الحديد أو الزنك، اضطرابات الغدة الدرقية، فقدان الوزن السريع، أو الصلع الوراثي. لذلك، تناول البيوتين بدون فحص قد يؤخر الوصول للسبب الحقيقي.

احتياجات اليومية من البيوتين وأفضل مصادره الغذائية

لا توجد كمية غذائية موصى بها رسميًا (RDA) للبيوتين بسبب محدودية البيانات. لذلك تعتمد الجهات العلمية على الكمية الغذائية المناسبة (AI)، وهي مستوى يُعتقد أنه يلبي احتياجات معظم الأشخاص.

  • الاحتياج اليومي للبالغين: 30 ميكروغرام
  • للنساء المرضعات: 35 ميكروغرام

ومع نظام غذائي متوازن، من السهل جدًا الحصول على هذه الكميات. فمتوسط المدخول اليومي في الولايات المتحدة مثلًا يتراوح بين 35–70 ميكروغرام يوميًا.

أفضل الأطعمة الغنية بالبيوتين:

  • صفار البيض
  • الكبد واللحوم العضوية
  • المكسرات والبذور
  • السلمون والأسماك الدهنية
  • الأفوكادو
  • البطاطا الحلوة
  • البروكلي
  • الحبوب الكاملة
  • الموز

هذه الأطعمة كافية لتغطية الاحتياج اليومي دون الحاجة للمكملات في معظم الحالات.

من هم الأكثر عرضة لنقص البيوتين؟

عادة لا يحتاج معظم الناس إلى مكملات البيوتين، ما لم يكن لديهم نقص فعلي أو عوامل تزيد من احتمالية حدوثه. وتشمل الفئات الأكثر عرضة:

  • اضطراب نقص البيوتينيداز (BTD):
    حالة وراثية تمنع الجسم من إعادة استخدام البيوتين. يُفحص حديثو الولادة للكشف عنها في العديد من الدول.
  • تعاطي الكحول المزمن:
    يقلل الكحول من امتصاص البيوتين ويساهم في انخفاض مستوياته بمرور الوقت.
  • سوء التغذية:
    عدم تناول كميات كافية من الغذاء أو العناصر الأساسية قد يؤدي لانخفاض مستويات البيوتين.
  • أمراض الأمعاء الالتهابية:
    مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي، إذ تؤثر على بكتيريا الأمعاء التي تساهم في إنتاج البيوتين.
  • الحمل والرضاعة:
    قد ترتفع الحاجة للبيوتين أو يقل امتصاصه، مما يعرض بعض النساء لانخفاض مستوياته رغم تناول غذاء جيد.
  • تناول بعض الأدوية:
    مثل مضادات الصرع والريتينويدات (المستخدمة لعلاج حب الشباب والصدفية)، والتي قد تقلل مستويات البيوتين.

باستثناء هذه الحالات، من غير المرجح أن تُحدث مكملات البيوتين أو منتجات العناية بالشعر المحتوية عليه أي فرق واضح.

المخاطر والتحذيرات

يُعد البيوتين مكملًا آمنًا نسبيًا، خاصةً أنه فيتامين يذوب في الماء، مما يقلل من احتمال تراكمه أو حدوث سمّية. لكن رغم ذلك، قد تسبب الجرعات العالية منه بعض الأعراض مثل الأرق، العطش الشديد، وزيادة التبول.

من أهم المخاطر المرتبطة بالبيوتين هو تأثيره على نتائج التحاليل المخبرية. فارتفاع تركيزه في الدم قد يغير نتائج فحوصات مهمة، مثل:

  • تحاليل الغدة الدرقية
  • فيتامين د
  • فحوصات تتعلق بصحة القلب

ويرجع ذلك لاستخدام البيوتين في كثير من هذه الفحوصات كجزء من آلية الاختبار، ما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

لذا يجب دائمًا إبلاغ الطبيب عن أي مكملات تحتوي على البيوتين، بما في ذلك الفيتامينات المتعددة أو فيتامينات الحمل.

كما أن بعض الأدوية، مثل عدد من مضادات الصرع (الكاربامازيبين، البريميدون، الفينيتوين، الفينوباربيتال)، قد تخفض مستويات البيوتين في الجسم. إذا كنت تتناول أيًا منها، فمن الأفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لضمان حصولك على كفايتك من هذا الفيتامين من الغذاء أو المكملات عند الحاجة.

الخلاصة

البيوتين هو فيتامين ب يساعد الجسم على إنتاج الكيراتين الضروري لصحة الشعر والجلد والأظافر، لكن نقصه نادر لدى معظم الناس. ورغم انتشاره في مكملات ومنتجات الشعر، لا توجد أدلة قوية على أنه يعزز نمو الشعر ما لم يكن هناك نقص فعلي. قد يظهر تساقط الشعر نتيجة عوامل أخرى مثل نقص الحديد أو اضطرابات الغدة الدرقية أو الصلع الوراثي، لذلك لا يُنصح بتناول البيوتين عشوائيًا. الاحتياج اليومي يمكن تغطيته بسهولة من الطعام مثل البيض والمكسرات والسلمون والبطاطا الحلوة. بعض الفئات أكثر عرضة لنقصه مثل الحوامل والمرضعات، المصابين بأمراض الأمعاء، وسوء التغذية، أو من يتناولون أدوية معينة كأدوية الصرع. البيوتين آمن عمومًا، لكن الجرعات العالية قد تسبب أعراضًا خفيفة وقد تؤثر على دقة التحاليل المخبرية، لذلك يجب إبلاغ الطبيب قبل استخدامه.

تواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية

يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.

المصادر

scroll to top