وجبة واحدة فقط لأربعين يوما : كم ينزل الوزن بالأسبوع و ماذا يحدث للجسم؟

وجبة واحدة في اليوم

هل تعاني من زيادة الوزن أو مقاومة الإنسولين؟ أو هل تعاني من الجوع المستمر و مشاكل الهضم و القولون العصبي؟ كل هذه المشاكل يمكن حلها من خلال تغيير عاداتك الغذائية و الصحية وممارسة عادة الصيام المتقطع. لكن في حال أردت أن تقوم بتناول وجبة واحدة في اليوم. ماذا تتوقع أن يحدث لجسمك خلال مدة 40 يوم؟

كما ترى فإن الصيام المتقطع من العادات الصحية التي انتشرت في العالم خلال الفترة الأخير. فهي تقلل الشعور بالجوع و تساعد في خسارة الوزن كما تساعد المرضى على تقليل مقاومة الإنسولين و بالتالي تحمي و تقي الشخص من السكري والأمراض المزمنة. لذلك سنقوم اليوم اليوم باستعراض ماذا سيحدث في الجسم إذا تناولت وجبة وحدة في اليوم كنمط حياة. كما سنقوم بتقسيم فترة التغيّرات في الجسم إلى أسابيع لنسهل عليك فهمها

الأسبوع الأول : وجبة واحدة و الصيام طويل جدا

عند البدء في الصيام الطويل و تناول وجبة واحدة فقط من الطبيعي أن تنخفض كمية النشويات التي تستهلكه يوميا. وذلك ببساطة نظرا لحذف كل من وجبة الإفطار و الغذاء أو الإفطار و العشاء. مما يؤدي إلى تخفيض كمية النشويات المستهلكة يوميا من 60% من السعرات إلى 33% تقريباً. وهذه الكمية من النشويات تمثل نصف ما كنت تستهلكه سابقا فقط.

خمسة أيام من العذاب

هذا ما سيدفع الجسم إلى البدء بتعويض النقص من النشويات المستهلكة من خلال تفكيك الجلايكوجين الموجود في الكبد. لكن هذا الجلايكوجين لن يكون قادر على توفير الجلوكوز للجسم أكثر من 3 إلى 5 أيام. و بالتالي سيبدء الجسم بالتحول التدريجي إلى حرق الدهون.

وجبة واحدة

حينما ينخفض كمية السكريات في الجسم يبدء الجسم على فقدان السوائل المحتبس في الأنسجة. حيث أن كل غرام من السكر يحبس مع 4 غرامات من الماء. و بالتالي يبدء وزن الشخص بفقدان الوزن بسرعة نتيجة تخلص الكلى من السوائل في البول الذي يصبح أكثر غزارة في الأسبوع الأول.

عندما تبدء مخزونات السكر في الدم و الكبد في التناقص يبدء الجسم بتخفيض إنتاجه للطاقة مما يسبب برودة الأطرافة في اليوم الثالث و الرابع و الخامس. بالإضافة إلى تزايد الشعور بالجوع و الرغبة الشديدة لتناول السكريات و النشويات. علاوة على الشعور بأعراض هبوط السكر و الصداع. تستمر هذه الأعراض خلال الخمسة أيام الأولى و التي تصل ذروتها في اليوم الرابع أو الخامس.

اليوم السادس و تغير الأحوال بعد وجبة واحدة في اليوم

لكن بعد نهاية اليوم الخامس تتغير الأحوال نحو الأفضل. حيث أن قدرة جسم الإنسان الخارقة على التكيف تدفع الجسم إلى التحول الكامل نحو توفير الطاقة من الدهون و الأحماض الدهنية. إذ أنّ انخفاض السكر و هرمون الإنسولين يؤدي إلى رفع هرمون النمو الحارق للدهون.

كما أنك ستلاحظ أن كمية السعرات التي تتمكن في تناوله أقل بكثير مما كنت تتناوله سابقا. حيث تنخفض كمية السعرات الحرارية المستهلكة حاليا 70-80% من السابق. و بالتالي يبدء الجسم في تعويض الفاقد من السعرات من خلال حرق الدهون المتراكمة عبر السنين.

خلال هذه الفترة يبدء الجسم في صرف المزيد من الطاقة و حتى إهدارها لكي يستطيع تصنيع أنزيمات جديدة قادرة على حرق الدهون و الأحماض الدهنية بكفاءة. و ذلك يزيد من سهولة خسارة الوزن في هذه الفترة الذهبية.

مع نهاية اليوم السابع تفقد الرغبة الملحّة على تناول السكريات و تكون قد فقدت 1.5 إلى 2.5 كيلو من الوزن. لكن يمثل وزن الماء معظم هذا الوزن.

الاسبوع الثاني : وجبة واحدة حارقة للدهون

مع بدء اليوم الثامن قد تلاحظ تغير في عادات الإخراج اليومية. فقد تشعر بقليل من الإمساك الناتج من تقليل كميات الطعام و الألياف المستهلكة بالإضافة إلى الماء المرافق للوجبات. لكن مع استمرارك في عادة الصيام يبدء الجهاز الهضمي بالتركيز على تنظيف نفسه من السموم و الفضلات السابقة المتراكمة خلال سنوات من الأكل المستمر دون توقف.

مع بداية اليوم التاسع يبدء الجسم في اتقان قدرته على التكيف لتأمين احتياجاتك من الطاقة النظيفة الخالية من السكر. و التي تُنتج كميات أكبر من الماء اثناء الإحتراق ليساعد الجسم على التخلص من السموم على المستوى الخلوي. كما يبدء الجسم بزيادة نسبة خسارته من الدهون بدلا من الماء.

بما أن الشخص مستمر في الصيام معظم النهار تبدء قراءات السكر بالإنخفاض بشكل ملحوظ خصوصا مع بداية اليوم العاشر. و بالتالي ينخفض هرمون الإنسولين و يزداد إفراز هرمون النمو خصوصا أثناء النوم. الذي يصبح هو الأخر أكثر عمقاً وفعالية لعلاج الجسم و العضلات و تنظيف الدماغ من السموم ليلا.

وجبة واحدة

مع بداية اليوم ال13 عشر تلاحظ انخفاض النفخة و الغازات مع زيادة قدرة القولون على التخلص من الفضلات و يبدء الجهاز الهضمي رحلة ال28 يوم لعلاج مشاكل الأمعاء و إعادة توازن البكتيريا النافعة فيها.

نتيجة لصيامك المتواصل و تناولك لوجبة واحدة في اليوم. تكون قد فقدت كيلو إضافي ليدعم خسارة الوزن الذي قد يصل إلى 2.5-3.5 كيلو حتى الآن.

الاسبوع الثالث : نشاط مذهل

أما مع بداية الأسبوع الثالث تزداد قدرتك على تناول الطعام المختلف دون الشعور بالتعب و الإرهاق. كما لا يتأثر نشاطك بوجود طعام أو لا، نظرا لتمتعك بمرونة أيضية ليتمكن الجسم من خلالها على حرق الدهون بكفاءة كما هو الحال بالكربوهيدرات.

مع انتظام و انخفاض السكر في الدم تبدء الأجسام الكيتونية بالظهور في الدم لتغذي الدماغ مع الجلوكوز. و بالتالي تلاحظ زيادة عالية بمستوى التركيز و صفاء الذهن على الدوام. لكن يمكن ينخفض هذا التركيز بعد الوجبة إذا بالغت في الكربوهيدرات و النشويات.

تبعا لكونك تأكل وجبة واحدة في اليوم فمن الطبيعي توفير وأكتساب 4 ساعات إضافية حلال نهارك. والتي كانت تضيع بفقدان الطاقة و النشاط قبل الوجبة بالإضافة إلى الوقت المهدور بالبحث و اختيار نوع الطعام وتناوله. ناهيك عن الشعور بالتعب بعد الوجبة. هذا الوقت الجديد يمكن استثماره في العمل أو التعلم أو حتى ممارسة الرياضة.

مع بداية اليوم التاسع عشر تنخفض لديك الرغبة بتناول الطعام بسبب النشاط و الشعور بالشبع المستمر. لذلك من المتوقع إنخفاض السعرات التي تستهلكها يوميا إلى 60-70% من السابق. بالإضافة إلى انخفاض رغبتك بالنشويات و تفضيلك تناول اللحوم و دهونها لتصبح النشويات تمثل 25% من السعرات الحرارية.

وجبة واحدة

عند إنخفاض السكريات إلى 25% من السعرات هذا يعني دخولك في حمية منخفضة النشويات (اللوكارب) دون أن تدري و تعي ذلك. و هذا سيؤدي إلى البدء مع موجة جديدة لخسارة السوائل و هبوط الوزن.

مع نهاية اليوم 21 تكون قد فقدت السوائل مصحوبة بالدهون لتفقد اليوم 2 كيلو تقريبا من وزنك. ليصبح مجموع ما قد خسرته من وزنك حتى الآن بين 4.5-5 كيلو.

الاسبوع الرابع

يعتبر الأسبوع الرابع من الأسابيع المميزة حيث أن ينتهي الكبد من التكيف للتعامل مع الدهون. لكي يبدء في عملية تنظيف الكبد و حرق الدهون المتراكمة به. لذلك يبدء الكبد بالأستشفاء و تنخفض الإلتهابات ومقاومة الإنسولين التي يعاني منها وبالتالي يعود تدريجيا للعمل بكفاءة.

لذلك مع تعافي الكبد تبدء السوائل المحتبسة في البطن خلف الكبد بالمرور عبره و بالتالي يكون انكماش البطن أكثر وضوحا .

كما يجب عليك الحذر في حال كنت تستخدم علاجات و أدوية السكر و ارتفاع الضغط . لأن انخفاض مقاومة الانسولين و السكر في الدم بالإضافة إلى انخفاض ضغط الدم قد يؤدي إلى الدوخة و الارهاق. لذلك يجب وقتها مراجعة الطبيب لتخفيض و تعديل جرعات الأدوية نتيجة لتحسن صحتك.

علاج السكري

مع نهاية الشهر الأول على تناول وجبة واحدة في اليوم تكون قد خسرت ما يعادل 5-6 كيلو بدون عناء بالإضافة إلى التحسن الملحوظ بالصحة على العموم.

الاسبوع الخامس و السادس

مع بداية الأسبوع الخامس تكون الإلتهابات في الجسم قد انخفضت على العموم. و بالتالي تبدء عضلة القلب بالوصول إلى مرحلة الراحة و الإستشفاء. فقد أدى تخلص الجسم من السوائل إلى تخفيض ضغط الدم. كما يسبب انخفاض مقاومة الإنسولين و الإلتهابات إلى تحسن كفاءة النوم و بالتالي استراخاء أكثر لعضلة القلب بالإضافة إلى انخفاض بمعدل ضرابات القلب.

مع انتهاء الأسبوع السادس تكون قد مارست تناول وجبة واحدة في اليوم لمدة 40 يوم. مما يجعل من هذه العادة الصحية عادة سهل الإستمرار عليها يصعب تركها.

كما تلاحظ تحسن نعومة و رطوبة الجلد الذي يتغير و يتجدد كل 28 يوم. و يعزى هذا التحسن بارتفاع هرمون النمو من جهة و انخفاض مقاومة الإنسولين من جهة اخري بالإضافة إلى انخفاض الإلتهابات و الشوادر الحرة في الجسم.

الاسبوع السابع

مع بداية الأسبوع السابع تلاحظ تباطؤ نزول أو ثبات الوزن. نظرا لعدم رغبة الجسم للإستمرار بخسارة الوزن بالإضافه لعدم قطعك للنشويات تماما. لذلك يمكنك أن تحافظ على سرعة النزول بالوزن من خلال ممارسة الرياضات الهوائية مثل الهرولة أو الدراجة الهوائية لمدة 30 إلى 40 دقيقة مع ممراسة الرياضة 3 إلى 4 مرات أسبوعيا.

وجبة واحدة في اليوم على المدى الطويل

هل تعلم أن الجسم يغير 90% من الخلايا و يجددها سنويا. و مع استمرارك في تناول وجبة وحدة في اليوم من مصارد الطعام الصحية يمكنك أن تضمن خلايا جديدة خالية من مقاومة الإنسولين و التشوهات الجينية. وبالتالي يساعدك الصيام على الوقاية و العلاج من السكري و السرطانات

أخيرا يمكن القول أن الاستمرار على الوجبة الواحدة يؤدي إلى تقليل سرعة الحرق و الطاقة اللازم استهلاكها خلال اليوم. و بالتالي تقليل انتاج الشوادر الحرة التي تسبب الإلتهابات و السرطانات بالإضافة إلى رفع فعالية جهاز المناعة. مما يبرر زيادة أعمار الناس الذين يمارسون الصيام المتقطع و يخفضون من كميات السعرات بالمجمل.

كيف ممكن عدم ضياع هذه الفوائد؟

حتى تتمكن من الإستفادة من فوائد رجيم الوجبة الواحدة في اليوم يجب عليك انت تتقن فن تناول الوجبة. فماذا تأكل عند كسر الصيام هو أهم بكثير من الصيام نفسه.

لمعرفة أفضل وجبات الصيام المتقطع قم بقراءة المقالة التالية:

للتواصل المباشر مع خدمات العيادة

يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة ، و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.

المصادر

Does eating less make you live longer and better? An update on calorie restriction

Safety, health improvement and well-being during a 4 to 21-day fasting period in an observational study including 1422 subjects

Intermittent fasting from dawn to sunset for four consecutive weeks induces anticancer serum proteome response and improves metabolic syndrome

Fasting alters the gut microbiome reducing blood pressure and body weight in metabolic syndrome patients

Fasting as a Therapy in Neurological Disease

scroll to top