ما هو فرط كالسيوم الدم؟
فرط كالسيوم الدم هو حالة يكون فيها تركيز الكالسيوم مرتفعاً جداً في الدم. يعد الكالسيوم ضروري للوظيفة الطبيعية للأعضاء والخلايا والعضلات والأعصاب. كما أنه مهم في تخثر الدم وصحة العظام.
ومع ذلك ، فإن الكثير منه يمكن أن يسبب المشاكل. فرط كالسيوم الدم يجعل من الصعب على الجسم القيام بوظائفه الطبيعية. و يمكن أن تكون مهددة للحياة.
ما هي أعراض فرط كالسيوم الدم؟
قد لا يكون لديك أي أعراض ملحوظة إذا كنت تعاني من فرط كالسيوم الدم الخفيف. إذا كانت لديك حالة أكثر خطورة، فعادة ما يكون لديك علامات وأعراض تؤثر على أجزاء مختلفة من جسمك.
الأعراض العامة :
- الصداع
- الإجهاد
الكلى :
تشمل الأعراض المرتبطة بالكلى ما يلي:
- العطش المفرط
- التبول المفرط
- ألم بين ظهرك وأعلى البطن من جانب واحد بسبب حصوات الكلى
البطن :
تشمل الأعراض المرتبطة بالبطن ما يلي:
- غثيان
- ألم في البطن
- انخفاض الشهية
- الامساك
- القيء
القلب :
يمكن أن يؤثر ارتفاع الكالسيوم على النظام الكهربائي للقلب، مما يسبب عدم انتظام ضربات القلب.
العضلات :
يمكن أن تؤثر مستويات الكالسيوم على عضلاتك ، مما يسبب تشنجات في العضلات وضعف.
الهيكل العظمي :
يمكن أن تؤثر مستويات الكالسيوم المرتفعة على العظام ، مما يؤدي إلى:
- آلام العظام
- هشاشه العظام
- كسور
الأعراض العصبية :
يمكن أن يسبب فرط كالسيوم الدم أيضاً أعراضاً عصبية ، مثل الاكتئاب وفقدان الذاكرة والتهيج. الحالات الشديدة يمكن أن تسبب الارتباك والغيبوبة.
إذا كنت مصاباً بالسرطان وتعاني من أي أعراض لفرط كالسيوم الدم ، فاتصل بطبيبك على الفور. ليس من غير المألوف أن يتسبب السرطان في ارتفاع مستويات الكالسيوم. عندما يحدث هذا ، فهي حالة طبية طارئة.
ما الذي يسبب فرط كالسيوم الدم؟
يستخدم جسمك التفاعل بين الكالسيوم وفيتامين د وهرمون الغدة الدرقية (PTH) لتنظيم مستويات الكالسيوم.
يساعد PTH الجسم على التحكم في كمية الكالسيوم التي تدخل مجرى الدم من الأمعاء والكلى والعظام. عادة ، يزيد PTH عندما ينخفض مستوى الكالسيوم في الدم وينخفض عندما يرتفع مستوى الكالسيوم.
يمكن لجسمك أيضاً إنتاج الكالسيتونين من الغدة الدرقية عندما يرتفع مستوى الكالسيوم لديك. عندما يكون لديك فرط كالسيوم الدم ، هناك فائض من الكالسيوم في مجرى الدم ولا يستطيع جسمك تنظيم مستواه بشكل طبيعي.
هناك عدة أسباب محتملة لهذه الحالة:
1. فرط نشاط جارات الدرقية
الغدد الجار درقية هي أربع غدد صغيرة تقع خلف الغدة الدرقية في الرقبة. يتحكمون في إنتاج هرمون الغدة الدرقية ، والذي بدوره ينظم الكالسيوم في الدم.
يحدث فرط الدريقيات عندما تصبح واحدة أو أكثر من الغدد الجار الدرقية نشطة بشكل مفرط وتطلق الكثير من هرمون الغدة الجار درقية PTH. هذا يخلق اختلال توازن الكالسيوم الذي لا يستطيع الجسم تصحيحه من تلقاء نفسه. هذا هو السبب الرئيسي لفرط كالسيوم الدم ، وخاصة في النساء فوق سن 50 سنة.
2. أمراض الرئة والسرطانات
Granulomatous diseases ، مثل السل والساركويد ، هي أمراض رئوية يمكن أن تسبب ارتفاع مستويات فيتامين (د). هذا يسبب المزيد من امتصاص الكالسيوم ، مما يزيد من مستوى الكالسيوم في الدم.
يمكن لبعض أنواع السرطان ، وخاصة سرطان الرئة وسرطان الثدي وسرطان الدم ، أن تزيد من خطر الإصابة بفرط كالسيوم الدم.
3. الآثار الجانبية للأدوية
بعض الأدوية، وخاصة مدرات البول، يمكن أن تنتج فرط كالسيوم الدم. وذلك عن طريق التسبب في إدرار البول الشديد للسوائل ، وهو فقدان ماء الجسم ، مما يؤدي إلى نقص إفراز الكالسيوم. هذا يؤدي إلى تركيز زائد من الكالسيوم في الدم.
تتسبب الأدوية الأخرى ، مثل الليثيوم ، في إطلاق المزيد من PTH.
4. المكملات الغذائية والأدوية المتاحة دون وصفة طبية
يمكن أن يؤدي تناول الكثير من فيتامين د أو الكالسيوم على شكل مكملات غذائية إلى رفع مستوى الكالسيوم. الاستخدام المفرط لكربونات الكالسيوم ، الموجودة في مضادات الحموضة الشائعة مثل Tums و Rolaids ، يمكن أن يؤدي أيضا إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم.
الجرعات العالية من هذه المنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية هي السبب الثالث الأكثر شيوعاً لفرط كالسيوم الدم في الولايات المتحدة.
5. الجفاف
عادة ما يؤدي هذا إلى حالات خفيفة من فرط كالسيوم الدم. يتسبب الجفاف في ارتفاع مستوى الكالسيوم لديك بسبب انخفاض كمية السوائل الموجودة في الدم. ومع ذلك ، فإن الشدة تعتمد بشكل كبير على وظائف الكلى لديك.
في الأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى المزمن ، تكون آثار الجفاف أكبر.
كيف يتم تشخيص فرط كالسيوم الدم؟
يمكن لطبيبك استخدام اختبارات الدم للتحقق من مستوى الكالسيوم في الدم. يمكن أن تكون اختبارات البول التي تقيس الكالسيوم والبروتين والمواد الأخرى مفيدة أيضاً.
إذا وجد طبيبك مستوى مرتفعاً من الكالسيوم ، فسوف يطلب المزيد من الاختبارات لمعرفة سبب حالتك. يمكن أن تساعد اختبارات الدم والبول طبيبك في تشخيص فرط الدرقيات والحالات الأخرى.
تتضمن الاختبارات التي يمكن أن تسمح لطبيبك بالتحقق من وجود دليل على الإصابة بالسرطان أو الأمراض الأخرى التي يمكن أن تسبب فرط كالسيوم الدم ما يلي:
- الأشعة السينية للصدر “chest X-rays” ، والتي يمكن أن تكشف عن سرطان الرئة
- تصوير الثدي بالأشعة السينية “mammograms”، والتي تساعد في تشخيص سرطان الثدي
- التصوير المقطعي المحوسب “CT scans”، الذي يشكل صورة أكثر تفصيلاً لجسمك
- فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي “MRI scans “، التي تنتج صوراً مفصلة لأعضاء الجسم والهياكل الأخرى
- اختبارات كثافة المعادن في العظام DEXA ، والتي تقيم قوة العظام
ما هي الخيارات المتاحة لعلاج فرط كالسيوم الدم?
تعتمد خيارات علاج فرط كالسيوم الدم على شدة الحالة والسبب الكامن.
الحالات الخفيفة :
قد لا تحتاج إلى علاج فوري إذا كان لديك حالة خفيفة من فرط كالسيوم الدم ، اعتماداً على السبب. ومع ذلك ، سوف تحتاج إلى مراقبة الوضع . لذلك من المهم العثور على السبب الأساسي للمشكلة.
لا يرتبط تأثير مستويات الكالسيوم المرتفعة على جسمك بمستوى الكالسيوم الموجود فحسب ، بل بمدى سرعة ارتفاعه. لذلك ، من المهم الالتزام بتوصيات طبيبك للمتابعة.
حتى المستويات المرتفعة بشكل معتدل من الكالسيوم يمكن أن تؤدي إلى حصوات الكلى وتلف الكلى بمرور الوقت.
الحالات المتوسطة إلى الشديدة :
ستحتاج على الأرجح إلى العلاج في المستشفى إذا كان لديك حالة متوسطة إلى شديدة. الهدف من العلاج هو إعادة مستوى الكالسيوم إلى طبيعته. يهدف العلاج أيضاً إلى منع تلف العظام والكليتين. تشمل خيارات العلاج الشائعة ما يلي:
- الكالسيتونين هو هرمون ينتج في الغدة الدرقية. يبطئ فقدان العظام.
- السوائل الوريدية تعمل على الترطيب وتخفض مستويات الكالسيوم في الدم.
- الكورتيكوستيرويدات هي أدوية مضادة للالتهابات. إنها مفيدة في علاج إرتفاع فيتامين د.
- يمكن أن تساعد الأدوية المدرة للبول كليتيك على تحريك السوائل والتخلص من الكالسيوم الزائد، خاصة إذا كنت مصاباً بفشل القلب.
- يخفض البايفوسفونيت الوريدي مستويات الكالسيوم في الدم عن طريق تنظيم الكالسيوم في العظام.
- يمكن إجراء غسيل الكلى لتخليص الدم من الكالسيوم الزائد والفضلات عندما يكون لديك تلف في الكلى. يتم ذلك عادة إذا كانت طرق العلاج الأخرى لا تعمل.
فرط نشاط جارات الدرقية الأولي :
اعتماداً على عمرك ووظائف الكلى وتأثيرات العظام ، قد تحتاج إلى جراحة لإزالة الغدد الجار درقية غير الطبيعية. يعالج هذا الإجراء معظم حالات فرط كالسيوم الدم الناجم عن فرط نشاط جارات الدرقية.
إذا لم تكن الجراحة خياراً لك، فقد يوصي طبيبك بدواء يسمى سيناكالسيت (Sensipar). هذا يقلل من مستوى الكالسيوم عن طريق تقليل إنتاج PTH. إذا كنت مصاباً بهشاشة العظام، فقد يطلب منك طبيبك تناول البايفوسفونيت لتقليل خطر الإصابة بالكسور.
السرطان :
إذا كنت مصاباً بالسرطان، فسيناقش طبيبك خيارات العلاج معك لمساعدتك في تحديد أفضل الطرق لعلاج فرط كالسيوم الدم.
قد تتمكن من تخفيف الأعراض من خلال السوائل الوريدية والأدوية مثل البايفوسفونيت. قد يسهل عليك ذلك التعامل مع علاجات السرطان.
يمكن أيضاً استخدام دواء سيناكالسيت لعلاج ارتفاع مستويات الكالسيوم بسبب سرطان الغدة الجار الدرقية. يقترح أنه قد يكون له أيضاً دور في علاج فرط كالسيوم الدم بسبب سرطانات أخرى أيضا.
ما هي المضاعفات المرتبطة بفرط كالسيوم الدم؟
يمكن أن يسبب فرط كالسيوم الدم مشاكل في الكلى، مثل حصوات الكلى والفشل الكلوي. وتشمل المضاعفات الأخرى عدم انتظام ضربات القلب وهشاشة العظام.
يمكن أن يسبب فرط كالسيوم الدم أيضاً الارتباك أو الخرف لأن الكالسيوم يساعد في الحفاظ على عمل الجهاز العصبي بشكل صحيح. يمكن أن تؤدي الحالات الخطيرة إلى غيبوبة تهدد الحياة.
ما هي التوقعات على المدى الطويل؟
يمكنك القيام بدورك للمساعدة في حماية الكلى والعظام من التلف بسبب فرط كالسيوم الدم عن طريق اتخاذ خيارات نمط حياة صحي. تأكد من شرب الكثير من الماء. سيبقيك ذلك رطباً ، ويحافظ على انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم ، ويقلل من خطر الإصابة بحصوات الكلى.
نظرا لأن التدخين يمكن أن يسرع من فقدان العظام ، فمن المهم الإقلاع عن التدخين في أسرع وقت ممكن. التدخين يسبب أيضاً العديد من القضايا الصحية الأخرى. الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد صحتك فقط.
كما يمكن أن تحافظ مجموعة من التمارين البدنية وتمارين القوة على عظامك قوية وصحية. تحدث إلى طبيبك أولاً لمعرفة أنواع التمارين الآمنة لك. هذا مهم بشكل خاص إذا كنت مصاباً بسرطان يصيب عظامك.
تأكد من اتباع الإرشادات الخاصة بجرعات المكملات الغذائية والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لتقليل خطر الإفراط في تناول فيتامين د والكالسيوم.
المصادر :
The diagnosis and management of hypercalcaemia – PubMed (nih.gov)
Malignant hypercalcemia–a hospital survey – PubMed (nih.gov)
