يعد السؤال عن المسموح و الممنوع في الكيتو من الأسئلة الضرورية التي يقضي فيها الملتزم بالرجيم الكيتوني وقتا طويلا في إجابتها. حيث يتعرض الشخص الجديد في عالم الكيتو إلى خيارات متنوعة يومية في الطعام تحتم عليه اختيار امكانية تناولها أم لا.
رغم بساطة السؤال “المسموح و الممنوع في الكيتو” إلا أن الاجابة عليه أعقد مما تتخيل. إذ أن كثرة منع أنواع الأطعمة التي قد تكون مسموحة تشعر الشخص بالحرمان. و بالتالي تقلل من فرص نجاحه لتحويل هذه الحمية قليلة النشويات إلى نمط حياة يستمر خلال حياته.
فكثيرا ما يتم التعليق على جداولنا الغذائية التي نرسلها لمرضى و مشتركي العيادة بأنها غنية بخيارات ممنوعة في الكيتو. نعم خيارتنا في جداولنا تحتوي على مايعرف بأنه ممنوع في الكيتو كالبقول على سبيل المثال. و التي يمكن أن تدخل في الحمية بعد الوصول إلى الحالة الكيتونية شريطة حساب كمية الكاربوهيدات فيها.
لذلك فمعرفة المسموح و متى يصبح الممنوع مسموحا أهم من معرفة الممنوع. نظرا لأن الكثير من الناس يخرج من الكيتو نفسيا نتيجة تناول طعام كيتوني ظن خطأ بأنه ممنوع في الكيتو.
المسموح و الممنوع في الكيتو باختصار
يمكن اختصار المسموح و الممنوع في الكيتو بجملة واحدة و هي:.
“أن كل الأكل مسموح في الكيتو ما عدا الخبز و القمح و الأرز و الحبوب والذرة و البطاطا والسكر و الفواكه”
بيد أن الفواكه في معظمها قد تسمح في الكيتو و اللوكارب بكميات قليلة مستقبلا بعد شفاء المريض و وصوله إلى وزنه المثالي. مثل أن تأكل حبة واحدة من الفواكه مساءً و التي يمكن من خلالها رفع السكر في الدم و مساعدة الشخص على تثبيت وزنه.
لذلك نرى أنه كلما زاد معرفة المدرب و أخصائي التغذية في الحميات قليلة النشويات و الكيتو كلما زاد ما يسمحه من أصناف الغذاء للمتدربين معه على الحمية.
معرفة المسموح و الممنوع في الكيتو تحتاج الى تدريب و تدرج
لا يوجد طريقة سريعة لمعرفة المسموح و الممنوع في الكيتو كونها عملية تتراكم مع الزمن مع تنوع تجاربك اليومية و احتكاك المباشر مع الطعام و المجتمع. لذلك يجب فهم مجموعة من المبادىء التي يتم من خلالها السمح بصنف معين في حمية الكيتو.
أولا: محدودية قدرة الجسم على تحمل النشويات
للدخول في حمية الكيتو تحتاج إلى تخفيض الانسولين من خلال التحكم في كمية الجلوجوز الداخل إلى الدورة الدموية . و بالتالي لا يجب أن يزيد ما تستهلكه من النشويات الصافية (Net Carb) عن 50غم من الكربوهيدرات يوما و ذلك لضمان ابقاء الانسولين منخفضا و هرمون النمو مرتفعا. و بالتالي يستمر الجسم في حرق الدهون كمصدر أساسي للطاقة و الاستمرار على تصنيع الكيتونات في الكبد.
لذلك تناول الكثير من المسموح في الكيتو يخرج من الكيتو و يمنع خسارة الوزن في كثير من الأحيان.
ثانيا: لا يوجد مسموح أو ممنوع مطلق
تهدف الحمية الكيتونية إلى إدخال الجسم في الحالة الكيتونية. و بالتالي ليس المهم هو التزامك في الحمية و إنما المهم هو الوصول إلى هذه الحالة الصحية. لذلك قد يسمح للرياضيين مثلا تناول التمر أثناء التمرين رغم ارتفاع المؤشر الجلايسيمي له وارتفاع محتواه من السكر و ذلك نظرا لارتفاع عمليات الأيض لديه. و يمنع في نفس الوقت مريض آخر من تناول الطماطم نظرا لارتفاع مقاومة الإنسولين وبطئ الحرق لديه و ذلك حتى يتمكن من الوصول إلى الحالة الكيتونية و خسارة الوزن.
لذلك يعتمد السماح و المنع لأصناف الاطعمة الكيتونية على نشاط الشخص و جنسه وحالته الصحية و البدنية.
ثالثا: بعض الأصناف المسموحة في الكيتو تمنع نزول الوزن
في كثير من الأحيان يسارع الملتزمين في الكيتو بتناول كميات كبيرة من الأجبان و الألبان و المكسارت بأشكلها. لدرجة تمنع الشخص من نزول الوزن و تحقيق الهدف من الحمية. فالأجبان رغم إنخفاض محتواها من السكر و ارتفاع محتواها من البروتين إلا أنها سهلة التناول كوجبة خفيفة و لا تمنح الشعور السريع بالرضى مما يؤدي إلى تناول سعرات عالية منها تثبت وزنك. وذلك ينطبق أيضا على المكسرات التي يحتوي ال100غم منها على 500-700سعرة حرارية.
إضف إلى ذلك احتواء المكسرات و الاجبان على العموم على بروتينات تدعى اللكتينات. والتي تعد قادرة على تحفيز بناء الدهون في الجسم و بالتالي تثبيت الوزن. كما أن الاجبان و منتجات الحليب مجهزة من حيث التركيب لكي تدعم زيادة الوزن. فهي مخصصة لجعل الرضيع يتضاعف في حجمه خلال فترة قصيرة من عمره.
لذلك أقول ” الأجبان تثبت الأوزان “.
رابعا: ليس كل الأغذية الخالية من النشويات مسموحة في الكيتو
رجيم الكيتو هو رجيم صحي يهدف عند تطبيقة التأثير الايجابي على صحة المشترك. فهو يقلل مقاومة الانسولين و الالتهابات و يشفي الكبد الدهني و يعالج تكيس المبايض. لذلك يمنع في رجيم الكيتو كل المنتجات المصنعة التي تضر بالصحة و تسبب الالتهابات و مقاومة الانسولين و إيذاء الجهاز الهضمي. حتى و إن كانت هذه المنتجات لا تخرج من الحالة الكيتونية مثل الزيوت النباتية المصنعة و المهدرجة و المحليات الصناعية المسرطنة و المؤذية لبكتيريا القولون. بالإضافة إلى منع اللحوم الباردة المصنعة و البهارات و الملح الصيني المحتوي على الصوديوم جلوتاميت.
خامسا: لا تستبدل ممنوع ببديله
أهم أسباب مشاكل الناس حول العالم هو تناول غير المفيد من الأكل لملء البطن فقط. الخبز و الأرز بشكل عام منتجات فقيرة بالمغذيات غنية جدا بالطاقة و السكريات. بالإضافة إلى كونها عالية جدا بالمؤشر الجلايسيمي الأمر الذي يجعلها أكثر قدرة على رفع سكر الدم أكثر من سكر المائدة نفسه.
بينما الحلويات و الشيبسات و حتى المعجنات هي وجبات خفيفة عالية جدا بالسكريات. فتمنع هذه السناكات الشعور بالشبع و تزيد من الشعور بالجوع وتعودك على قطع عادة الصيام المتقطع.
لذلك أثناء رحلة خسارة الوزن و التشافي من الضروري جدا تغيير عاداتك الغذائية لكونها سبب من أسباب مشكلة. و لا يحدث هذا التغيير في العادات باستبدال الخبز بالخبز و لا استبدال الأرز بالأرز و لا الحلويات بالحلويات.
دع بدائل الخبز و الارز و الحلويات إلى مرحلة التثبيت حتى لا يكون عدم توفر البديل سبب في الخروج من الحمية و إيذاء نفسك.
لقراءة المزيد عن أسباب تمنعك من تناول الخبز أقرء المقالة التالية: