الحالة الكيتوني هي الحالة التي تظهر فيها الأجسام الكيتونية في الدورة الدموية. ثم في الزفير ثم بعد ذلك في البول. في هذه الحالة يقوم الجسم برفع قدرته على حرق الدهون. حيث يتم تحويل الدهون الثلاثية المخزنة في الخلايا الدهنية إلى اجزاءها المختلفة و هي الاحماض الدهنية و الجليسارول.
يؤدي زيادة تركيز الاحماض الدهنية في الدم إلى زيادة الكمية الواصلة منها إلى الكبد. و بالتالي يقوم الكبد بأيض و تفكيك هذه الأحماض الدهنية إلى أجسام صغيرة الحجم تنخفض فيها ذرات الكربون من 18-22 ذرة إلى أجسام صغيرة غنية بالطاقة تحتوي على 3-5 ذرات من الكربون.
هناك ثلاثة أسباب رئيسية للدخول في هذه الحالة المثيرة للجدل:
- الأولى: هي ارتفاع السكر في الدم لدى مرضى السكري النوع الأول مما يؤدي إلى ارتفاع السكر إلى ما فوق ال600 ملغم و ارتفاع الأجسام الكيتونية لما فوق ال10ملمول/دل
- الثانية: حدوث مجاعة و عدم توفر الطعام و الدخول في صيام طويل. مما يسبب هبوط في قدرة الجسم على استخدام سكر الجلوكوز لكي يحمي العضلات من عملية glyconeogenesis و التي يتم خلالها هدم البروتينات لتصنيع السكر و استبدال الجلوكوز بالاجسام الكيتونية.
- الثالثة: من خلال الدخول في رجيم الكيتو أو أي رجيم قليل او عديم النشويات. فبالتالي يؤدي انخفاض تركيز الجلوكوز في الدم إلى الدخول في حالة الكيتو الغذائية.
الحالة الكيتونية الغذائية
هي حالة أيضية تحدث نتيجة قطع متعمد لاستهلاك النشويات في النمط الغذائي اليومي، مما يؤدي إلى زيادة معدل إنتاج الأجسام الكيتونية، و بالتالي يؤدي إلى انخفاض و استقرار قراءات السكر في الدم، مما ينعكس على تقليل إفراز هرمون الإنسولين.
بناءً على انخفاض هرمون الإنسولين يرتفع هرمون النمو و يزداد سرعة حرق الدهون و يبدأ الكبد بإنتاج الأجسام الكيتونية.
كيف ادخل في هذه الحالة؟
أساس الدخول في الحمية الكيتونية هو قطع النشويات بما يتناسب مع حالة الشخص الأيضية. بحيث يتم استنزاف مخزون الجلايكوجين في الكبد. حتى يتم استنزاف الكبد من محتواه من السكر يجب تقليل الاستهلاك اليومي للنشويات لما دون 50غم يوميا على الحد الأقصى. حيث أن الحد الأقصى للنشويات اليومية يقل كلما زادت مقاومة الإنسولين لدى الشخص.
رغم أن رجيم الكيتو عالي الدهون من حيث نسبة السعرات اليومية المستهلكة من الدهون، إلا أن رفع كمية الدهون ليس سبب للدخول في الكيتو كما يعتقد البعض. ففي حال رفع الدهون دون تقليل استهلاك النشويات لن تظهر الاجسام الكيتونية.
كم يلزم من الوقت للدخول في الحالة الكيتونية؟
يعتمد الوقت اللازم لدخول في الحالة الكيتونية على مجموعة من العناصر:
- .أولها صحة الكبد و قدرته على استنزاف الجلايكوجين داخله
- .ثانيا نشاط الشخص الأيضي
- ثالثا مقاومة الانسولين عند الشخص و تركيز الانسولين في الدم
- مدى صحة التزام الشخص في تقليل النشويات
لكن من خلال سنوات من متابعة المرضى و شهادتهم و من خلال الدراست و الأبحاث فإن الشخص يستنزف معظم الجلايكوجين في الكبد في اليوم الثالث. و بالتالي يكون الدخول في الحالة الكيتونية في صباح اليوم الرابع.
اعراض الدخول في الحالة الكيتونية؟
عند البدأ في الرجيم الكيتوني تبدأ مجموعة من أعراض عدم الارتياح بالظهور على الأشخاص. و تدعى هذه الأعراض بالكيتو فلو. حمى الكيتو هي حالة انتقالية و ليست أعراض الدخول في الحالة الكيتونية و سيتم شرحها في المقالة القادمة. أما أعراض الدخول في هذه الحالة بعد اليوم الثالث فهي كالأتي:
- كثرة التبول و فقدان الكثير من السوائل
- نشاط ارتفاع في مستوى الطاقة
- تحسن وظائف الدماغ و زيادة التركيز و صفاء الذهن
- فقدان تدريجي للشعور بالجوع
- انخفاض و انتظام قراءات السكر العشوائية
- تغير رائحة النفس بسبب خروج الاسيتون مع الزفير
- التخلص من النفخة و الغازات بسبب ايقاف الخبز و سكر الفرتوز
- تحسن النوم و الدخول في النوم العميق بكفاءة
- فقدان الرغبة في تناول السكريات و الحلويات
- صفاء البشرة و التخلص من حبوب الشباب
- زيادة سرعة الحرق و فقدان وزن السوائل و الدهون
- انخفاض ضغط الدم
كم نسبة الكيتونات الطبيعي في الدم؟
كما يرتفع تركيز الأجسام الكيتونية عند دخول الجسم في الكيتو لتستقر تركيز الكيتونات في الدم إلى (5.0 – 0.3)ملمول/لتر، و هذه التراكيز للاجسام الكيتونية بعيدة كل البعد عن حالة ارتفاع الحمض الكيتوني (ketoacidosis) المرضية التي تصيب مرضى السكري النوع الأول عند إهمالهم لاستهلاك الانسولين بالاضافة تناول النشويات بإسراف. رغم اتفاع تركيز الكيتونات في الدم عند الدخول في الكيتو إلا أن حالة الكيتو أسيدوسز تتميز بارتفاع الأجسام الكيتونية فيها من (5 – 10) أضعاف ما يمكن الوصول إليه في الحالة الكيتونية الغذائية.
