تأثير الإجهاد على وظائف الدماغ: آليات الكورتيزول وتأثيره على هرمونات السعادة
يُشكل الإجهاد النفسي المزمن تحديًا كبيرًا للصحة العقلية والجسدية، حيث يؤثر بشكل مباشر على وظائف الدماغ، ويُقلل من قدرة الفرد على الشعور بالسعادة والتحفيز. تُعد اللدونة العصبية (Neuroplasticity) خاصية أساسية في الدماغ تسمح له بالتكيف، إلا أن الإجهاد المفرط يُعيق هذه العملية بشكل كبير.
تُفرز الغدة الكظرية هرمون الكورتيزول (Cortisol) استجابةً للتوتر، وتُظهر الأبحاث العلمية أن المستويات المرتفعة والمستمرة منه يمكن أن تؤثر سلبًا على إنتاج واستجابة الجسم للهرمونات المرتبطة بالسعادة والاسترخاء. ومن أبرز هذه الهرمونات:
- السيروتونين (Serotonin): يُعد الكورتيزول من العوامل التي قد تعيق عملية إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي مهم لتنظيم المزاج.
- الدوبامين (Dopamine): يؤدي الإجهاد المزمن إلى تقليل حساسية المستقبلات العصبية للدوبامين، مما يضعف الشعور بالمتعة والتحفيز.
- الأوكسيتوسين (Oxytocin): يعتقد أن الكورتيزول قد يؤثر على إفراز الأوكسيتوسين، مما قد يؤدي إلى صعوبات في التفاعل الاجتماعي والعاطفي.
- الإندورفين (Endorphin): الإجهاد المستمر قد يعيق إنتاج الإندورفين، مما يزيد من الإحساس بالآلام الجسدية والنفسية.
تقدم هذه المقالة استراتيجيات عملية قائمة على البحث العلمي لإدارة الإجهاد وإعادة برمجة الدماغ، بهدف تحفيز إنتاج هرمونات السعادة وزيادة القدرة على التكيف مع التحديات اليومية.
أولا: تخلص من التوتر وقلل الكورتيزول
تعد إدارة الإجهاد خطوة محورية لتحسين الصحة العقلية واستعادة التوازن الهرموني في الجسم. يعتبر الكورتيزول (Cortisol) هرمونًا أساسيًا في الاستجابة للتوتر، إلا أن ارتفاع مستوياته بشكل مزمن يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية عديدة على وظائف الدماغ وإنتاج هرمونات السعادة والاسترخاء.
يؤثر الكورتيزول بشكل مباشر على مسارات إنتاج الهرمونات العصبية، فهو يقلل من قدرة الجسم على تصنيع واستخدام هذه الهرمونات:
- السيروتونين (Serotonin): يستهلك حمض التربتوفان (Tryptophan) الأميني، الذي يعد اللبنة الأساسية لإنتاج السيروتونين، في مسارات أخرى مرتبطة بالإجهاد، مما يقلل من توفره لإنتاج هرمون السعادة.
- GABA (حمض غاما أمينوبيوتيريك): يقلل الكورتيزول من حساسية المستقبلات العصبية لهذا الناقل العصبي، مما قد يزيد من العصبية والتهيج.
- الأوكسيتوسين (Oxytocin): يؤثر الإجهاد المزمن على إنتاج الأوكسيتوسين، وهو الهرمون المرتبط بالروابط الاجتماعية والمشاعر الإيجابية.
- الدوبامين (Dopamine): تقلل المستويات المرتفعة من الكورتيزول من حساسية مستقبلات الدوبامين، مما يضعف الشعور بالمتعة والتحفيز.
- الإندورفين (Endorphin): يفشل الجسم في إنتاج الإندورفين بشكل كافٍ في ظل الإجهاد المزمن، مما قد يزيد من الشعور بالألم.
وللحد من هذه التأثيرات السلبية، من الضروري تبني استراتيجيات فعالة تشمل تجنب مصادر التوتر، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية كالمشي.
ثانيا: تنشيط محرك الدوبامين في المخ
يعد الدوبامين (Dopamine) يعدّ الدوبامين أحد أهم النواقل العصبية المسؤولة عن تنظيم التحفيز، والمتعة، والدافعية في الدماغ. إضافة إلى ذلك، فإنه يلعب دورًا أساسيًا في نظام المكافأة، إذ يتم إفرازه لتعزيز السلوكيات التي تنتج شعورًا إيجابيًا، وبالتالي يُشجع على تكرارها. على سبيل المثال، تُظهر الأبحاث السلوكية، مثل الدراسات التي أجريت على القوارض، أن تعطيل مسارات الدوبامين قد يؤدي إلى فقدان تام للدافعية، حتى تجاه المكافآت الأساسية.
من ناحية أخرى، فإن التعرض المفرط للمحفزات سريعة الإشباع، مثل المحتوى الرقمي المتاح باستمرار (وسائل التواصل الاجتماعي) والأطعمة عالية المعالجة، يمكن أن يُضعف استجابة مستقبلات الدوبامين في الدماغ, وتعرف هذه الظاهرة باسم “تبلّد المستقبلات” (receptor desensitization)، والتي تؤدي إلى انخفاض الشعور بالمتعة تجاه الأنشطة اليومية البسيطة. نتيجة لذلك، تزداد الحاجة إلى مستويات أعلى من التحفيز لتحقيق نفس الشعور بالإشباع..
وهون بيجي الخطوة الأولى: وهي صيام الدوبامين وانك ترجع تفرح بالبسيط
يوصى بتطبيق استراتيجيات للحد من التحفيز المفرط :
- التحكم في التعرض للمنبهات الرقمية: ينصح بتقليل استخدام الأجهزة الذكية والمنصات التي تقدم محتوى سريع الإشباع.
- الحد من استهلاك الأطعمة المصنعة: تصمم هذه الأطعمة لرفع مستويات الدوبامين بشكل حاد، لانه بتحتوي على (معززات النكهة والملح الصيني و النكهات والألوان الصناعية والزيوت المهدرجة ), والمصمم لحتى كل نكهة ومضغة وصوت قرشة تعطيك إحساس عالي بالسعادة وترفعلك الدوبامين لمستويات عالية .
- تعزيز الأنشطة البسيطة: إعادة تقييم الأنشطة اليومية والاستمتاع بها بشكلها الطبيعي دون الحاجة إلى محفزات إضافية.
إن فهم آليات عمل الدوبامين وكيفية تأثره بالمحفزات الخارجية يمكن أن يسهم في تبني سلوكيات صحية تعزز من الصحة العقلية وتحسن من جودة الحياة.
الخطوة الثانية: تقليل استهلاك السكريات والنشويات
تعتبر السكريات من أقوى محفزات الدوبامين التي يجب الانتباه إليها. تعمل السكريات والنشويات، وخاصة الأرز والخبز والحلويات، على خلق نوع من الإدمان في الدماغ يشبه الإدمان على بعض أنواع المخدرات، مما يدفعك لطلب جرعات أكبر وأكثر بشكل مستمر. هذا الإدمان هو ما يجعلك تبحث دائمًا عن قطعة شوكولاتة أو حلويات، وهو السبب الرئيسي لزيادة الوزن لدى الكثيرين بعد سن الثلاثين، نتيجة الهروب من الضغوط اليومية إلى الأكل المفرط.
قطع علاقتك بالسكريات أمر ضروري لسببين رئيسيين: الأول هو التحرر من إدمان الأكل والسكر، والثاني هو تقليل مقاومة الأنسولين التي تعد السبب الأساسي لزيادة وزنك. عندما تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا مثل الكيتو، فإنك تغير طريقة تحفيز الدوبامين لديك, فبدلاً من البحث عن المتعة في كل قطعة حلوى، تصبح سعادتك مرتبطة بالوجبات الصحية الغنية بالبروتينات والخضار والدهون الصحية. هذا التحول لا يغذي جسمك فقط، بل يعزز شعورك بالمتعة والرضا عند رؤية النتائج الإيجابية على الميزان.
هل أنت مستعد للتخلص من هذا الإدمان؟
إذا كنت تعاني من إدمان على الأكل، ووزنك زائد، ولديك مقاومة للأنسولين أو حتى السكري وتكيس المبايض، وتريد التخلص من إدمان السكر الذي يسرق صحتك ويزيد وزنك، فإننا ندعوك للانضمام إلى عيادتنا.
سنساعدك على تحقيق الشفاء من الكبد الدهني والسكري، والتخلص من مقاومة الأنسولين والوزن الزائد ودهون البطن الحشوية. هدفنا هو أن نساعدك على استعادة صحتك ورسم ابتسامة جديدة على وجهك من خلال نمط حياة صحي. لا تخض هذه التجربة وحدك؛ فنحن معك خطوة بخطوة لدعمك في رحلتك نحو صحة أفضل وحياة سعيدة.
للاستفادة من خبراتنا، يمكنك التواصل معنا عبر الواتساب. أهلاً وسهلاً بك معنا!
للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
الخطوة الثالثة: زيد التركيز الصباحي مع القهوة السودة والصيام المتقطع:
تظهر الأبحاث أن الجمع بين استهلاك الكافيين (Caffeine) وممارسة الصيام المتقطع (Intermittent Fasting) يمكن أن يُعزز من الوظائف الإدراكية، لا سيما التركيز الصباحي.
آليات عمل الكافيين والصيام على الدماغ
تعزيز عوامل النمو العصبية: يساهم الصيام في زيادة إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهو بروتين حيوي يدعم نمو الخلايا العصبية وتجديدها. يُعرف هذا العامل بدوره في تحسين الذاكرة، والمزاج، والوظائف الإدراكية بشكل عام.
تأثير الكافيين على مستقبلات الأدينوسين: يعمل الكافيين كمضاد لمستقبلات الأدينوسين (Adenosine) في الدماغ. وبما أن الأدينوسين هو ناقل عصبي مسؤول عن تثبيط النشاط العصبي وتحفيز الشعور بالنعاس، فإن حجب هذه المستقبلات بواسطة الكافيين يؤدي إلى زيادة اليقظة وتحسين الوضوح في إشارات الدوبامين (Dopamine)، مما يرفع من مستوى التركيز والإنتاجية.
الصيام المتقطع وتنظيم الدوبامين: يساهم الصيام المتقطع في إعادة ضبط حساسية الدماغ للدوبامين. ففي حالة غياب المحفزات المستمرة للطعام والوجبات الخفيفة، تصبح المستقبلات العصبية أكثر استجابة، مما يجعل الإنجازات اليومية البسيطة والوجبات الصحية أكثر إرضاءً. يعزز هرمون الجريلين (Ghrelin)، الذي ترتفع مستوياته خلال الصيام، من نشاط الدوبامين في مناطق المكافأة في الدماغ، مما يجعل الاستجابة للطعام بعد الصيام أكثر فعالية.
الخطوة الرابعة: أقوى من قهوة الصباح؟ حمام الدوبامين البارد:
يعتبر التعرض للمياه الباردة، مثل الاستحمام بماء بارد، استراتيجية فسيولوجية فعالة لتحفيز الجهاز العصبي المركزي وإطلاق بعض النواقل العصبية الرئيسية. تشير الأبحاث إلى أن الغمر في الماء البارد (عند درجة حرارة حوالي 14 درجة مئوية) يطلق استجابة حادة للإجهاد، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في مستويات كل من:
- الدوبامين (Dopamine): يمكن أن تزيد مستوياته بنسبة تصل إلى 250%، مما يعزز الشعور باليقظة، ويحسن المزاج، ويُساهم في الشعور بالنشوة.
- الأدرينالين (Adrenaline): ترتفع مستويات الأدرينالين بنسبة قد تصل إلى 530%، مما يعزز من حالة التأهب والتركيز.
تقدم هذه الاستجابة الفسيولوجية طريقة طبيعية لتنشيط نظام المكافأة في الدماغ، مما يمنح شعوراً بالانتعاش والصفاء الذهني يمكن أن يستمر لفترة طويلة. يمكن دمج هذه الممارسة في الروتين اليومي تدريجياً، بدءًا بالتعرض لفترات قصيرة، مما يساهم في تحسين جودة النوم، وتعزيز التركيز، وتحسين الحالة المزاجية على المدى الطويل.
تحذير طبي
يجب على الأفراد المصابين ببعض الحالات الطبية، مثل مرضى السكري، استشارة الطبيب قبل ممارسة العلاج بالبرودة، حيث يمكن أن تؤدي الاستجابة الفسيولوجية للإجهاد إلى تأثيرات حادة على مستويات سكر الدم.
ثالثا: الثلاثي البسيط لترفع السعادة والسيروتونين
يعد السيروتونين (Serotonin) ناقلاً عصبيًا وهرمونًا حيويًا، يلعب دورًا محوريًا في تنظيم العديد من الوظائف الفسيولوجية والنفسية. فهو يؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية، ويُعزز من الشعور بالهدوء، ويُساهم في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، بالإضافة إلى تأثيره على الشهية، والهضم، والإحساس بالألم، وصحة القلب.
تكمن خصوصية السيروتونين في أن الجزء الأكبر منه (أكثر من 90%) يُصنّع ويُخزن في الجهاز الهضمي بواسطة البكتيريا النافعة (gut microbiota). ويؤثر هذا الإنتاج في الأمعاء على الصحة العامة للجسم. كما أن السيروتونين يعد مادة خامًا أساسية لتصنيع الميلاتونين (Melatonin) في الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية للجسم.
يمكن أن يؤدي النقص في مستويات السيروتونين إلى مجموعة من الأعراض السلبية، منها: الاضطرابات المزاجية، والقلق، والأرق، وزيادة الرغبة الشديدة في تناول السكريات، والصداع، ومتلازمة القولون العصبي. لذا، فإن الحفاظ على مستويات كافية من السيروتونين أمر ضروري لتحقيق التوازن النفسي والجسدي.
الخطوة الخامسة: أهمية النوم العميق لصحة الدماغ
يعتبر النوم الجيد، خاصةً عند الالتزام بجدول زمني ثابت، ركيزة أساسية للحفاظ على التوازن الكيميائي في الدماغ. خلال النهار. يعمل السيروتونين (Serotonin) على تعزيز الشعور بالسعادة والهدوء، وعند حلول الليل. يتم تحويل جزء منه إلى الميلاتونين (Melatonin)، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم. هذا التحول ضروري لضمان نوم عميق وانتظام الساعة البيولوجية للجسم.
يمكن أن تؤدي قلة النوم المزمنة إلى خلل في هذه الدورة الحيوية. مما يسبب انخفاضًا في مستويات السيروتونين ويرفع خطر الإصابة بالاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب. كما أن السهر، خاصة بعد منتصف الليل، يزيد من إفراز الكورتيزول (Cortisol)، وهو ما يعيق إنتاج السيروتونين ويزيد من التوتر.
لتحقيق نوم عميق، ينصح باتباع عادات صحية، منها:
- تجنب الأجهزة الإلكترونية: يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف والأجهزة اللوحية قبل النوم سلبًا على إفراز الميلاتونين. حيث يخدع الدماغ ليعتقد أن الوقت لا يزال نهارًا، مما يؤخر النوم.
- مغنيسيوم جلايسينيت أو أوريتيت: يمكن أن تساعد هذه المكملات على تحسين جودة النوم.
- روتين ثابت: يساعد الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا على تنظيم الساعة البيولوجية، مما يدعم عمل السيروتونين والميلاتونين.
هذه الممارسات تسهم بشكل مباشر في تحسين الحالة المزاجية والتركيز من خلال ضمان عمل هرمونات السعادة والنوم بشكل متوازن وفعال.
الخطوة السادسة: دور الألياف في تعزيز صحة الأمعاء والسيروتونين
لا تقتصر فوائد الأطعمة الغنية بالألياف على الشعور بالشبع فقط، بل تمتد لتشمل تغذية الميكروبيوم (Microbiome)، وهو مجتمع البكتيريا النافعة الموجود في القولون.
عندما تتغذى البكتيريا على هذه الألياف، فإنها تنتج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (Short-Chain Fatty Acids) مثل البيوتيرات (Butyrate) والأسيتات (Acetate). هذه الأحماض لا تمد القولون بالطاقة اللازمة لحركته الدودية فحسب، بل تحفز أيضًا خلايا الإنتروكرومـافين (Enterochromaffin) على إنتاج غالبية السيروتونين في الجسم (حوالي 90-95%).
ينتقل السيروتونين المعوي عبر العصب الحائر (Vagus Nerve) إلى الدماغ. حيث يحفزه على استخدام الحمض الأميني التريبتوفان (Tryptophan) الموجود في الطعام لإنتاج المزيد من السيروتونين. يتوفر التريبتوفان في مصادر غذائية مثل:
- الكاكاو
- اللحوم
- الدجاج
- الأسماك
- البيض
- المكسرات
بينما تعد السلطات الخضراء والورقيات مصادر غنية بالألياف، وتقدم الأطعمة المخمرة مثل المخللات والزيتون بروبيوتيك (Probiotics) لدعم صحة الأمعاء.
يعد التوازن في مستويات السيروتونين في الأمعاء مؤشرًا على صحة الجهاز الهضمي. فارتفاعه قد يؤدي إلى الإسهال، بينما انخفاضه قد يسبب الإمساك. غالبًا ما يرتبط سوء الحالة المزاجية بالاضطرابات الهضمية.
للحفاظ على ميكروبيوم صحي، ينصح بما يلي:
- تناول البروبيوتيك مع المضادات الحيوية.
- تنظيم النوم وتقليل التوتر.
- الحفاظ على وزن صحي وممارسة المشي يوميًا.
- تجنب المواد التي تضر بالميكروبيوم مثل المستحلبات الموجودة في الأطعمة المصنعة والكحول ومثبطات مضخة البروتون..
الخطوة السابعة: تأثير المشي وضوء الشمس على السيروتونين
يعتبر المشي في الهواء الطلق، وخاصةً في الصباح تحت أشعة الشمس، استراتيجية فعّالة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية. إذ أن هذه الممارسة تؤثر بشكل إيجابي على إنتاج الهرمونات العصبية الرئيسية، مثل السيروتونين (Serotonin)، وذلك من خلال آليتين أساسيتين.:
- النشاط البدني: يساعد المشي المنتظم على تحفيز الميكروبيوم المعوي (Gut Microbiome)، مما يزيد من نشاط البكتيريا النافعة في القولون. تسهم هذه البكتيريا بشكل مباشر في إنتاج السيروتونين، مما يعزز من وظيفة الجهاز الهضمي والمزاج. كما يؤدي النشاط البدني إلى إفراز هرمونات مثل الإندورفين (Endorphin) والدوبامين (Dopamine)، وهما من الهرمونات المرتبطة بالمتعة والتحفيز.
- التعرض لضوء الشمس: عند تعرض شبكية العين لضوء الشمس، ترسل إشارات عصبية للدماغ لزيادة إنتاج السيروتونين. كما أن الأشعة فوق البنفسجية (UV) تحفز الجلد على إنتاج فيتامين د (Vitamin D). والذي تلعب مستوياته دورًا مهمًا في تنظيم المزاج وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب.
يعد توقيت التعرض لضوء الشمس في الصباح أمرًا بالغ الأهمية. فهو يساعد على ضبط الساعة البيولوجية (Circadian Rhythm)، مما يضمن ارتفاع مستويات السيروتونين في النهار. ثم تحوله إلى الميلاتونين (Melatonin) في المساء، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. هذا التناغم بين السيروتونين والميلاتونين ضروري لتحسين جودة النوم والاستقرار النفسي.
رابعًا: الإندورفين: مسكن الألم الطبيعي للجسم
يعرَف الإندورفين (Endorphin) بأنه مسكّن ألم طبيعي يفرزه الدماغ والغدة النخامية. ففي هذا السياق، يعمل الإندورفين من خلال الارتباط بالمستقبلات الأفيونية (Opioid Receptors) في الجهاز العصبي، مما يقلّل من الإحساس بالألم ويسهم في تهدئة التوتر. علاوة على ذلك، يلعب الإندورفين دورًا مهمًا في رفع الحالة المزاجية، والحماية من الإجهاد، وتحسين جودة النوم، بالإضافة إلى دعم وظائف الجهازين المناعي والهضمي. ومن ناحية أخرى، فإن انخفاض مستوياته قد يؤدي إلى زيادة الحساسية للألم، وانخفاض المزاج والتركيز، فضلًا عن اضطرابات في النوم وارتفاع الرغبة في تناول السكريات..
ثامنًا: الرياضة الكارديو والمقاومة لزيادة الإندورفين
تعد ممارسة التمارين الرياضية، سواء كانت كارديو (Cardio) أو مقاومة (Resistance)، محركًا أساسيًا لإنتاج الإندورفين. تعرف هذه الظاهرة باسم “تسكين الألم الناتج عن التمرين” (Exercise-induced Hypoalgesia). حيث يرفع الإندورفين عتبة الألم ويقلل من وجع العضلات بعد التمرين.
- آلية العمل: عند وصول العضلات إلى حالة الإجهاد أثناء التمرين وإنتاج حمض اللاكتيك (Lactic Acid)، يستجيب الجسم بزيادة إنتاج البيتا-إندورفين (Beta-endorphin)، مما يثبط مستقبلات الألم في الدماغ. ويعمل كمسكن طبيعي.
- التأثير على الألم المزمن: تظهر الدراسات أن التمارين الهوائية والمقاومة المنتظمة يمكن أن تقلل من عدد أيام الصداع النصفي وشدته.
- تأثير الشمس: يساهم التعرض المعتدل لأشعة الشمس في زيادة إنتاج البيتا-إندورفين، مما قد يفسر سبب عدم الشعور بحروق الشمس فورًا.
ولذلك، ينصح بممارسة الرياضة تحت أشعة الشمس لزيادة إنتاج الإندورفين وتخفيف آلام الجسم والصداع.
خامسًا: الأوكسيتوسين: هرمون الترابط الاجتماعي
يُعرف الأوكسيتوسين (Oxytocin) بأنه هرمون يفرزه الدماغ والغدة النخامية، ويلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الترابط الاجتماعي والشعور بالثقة والأمان. يطلق عليه أيضًا “هرمون الحب” نظرًا لأهميته في المواقف التي تتضمن الألفة والتواصل الجسدي والعاطفي.
آلية عمل الأوكسيتوسين وتأثيره
يحفز إفراز الأوكسيتوسين من خلال التفاعلات الاجتماعية الإيجابية مثل:
- الاتصال الجسدي: يفرز الهرمون بشكل كبير أثناء احتضان الأم لطفلها، وعند مصافحة الأيدي، أو تبادل اللمسات اللطيفة بين الأفراد.
- التجمعات الاجتماعية: يلاحظ ارتفاع مستوياته خلال اللقاءات الاجتماعية التي تعزز الشعور بالانتماء، مثل الاجتماع مع الأصدقاء بعد غياب.
- الطقوس الجماعية: تشير بعض الدراسات إلى أن الأنشطة الجماعية التي تتطلب تقاربًا جسديًا، مثل الصلاة الجماعية، يمكن أن تزيد من إفراز الأوكسيتوسين. مما يعزز الشعور بالوحدة والانسجام.
يظهر الأوكسيتوسين تأثيرًا مضادًا للتوتر. حيث يعمل على خفض مستويات الكورتيزول (Cortisol) وضغط الدم، مما يجعله عاملًا مهمًا في تهدئة الجهاز العصبي والحد من الاستجابة للضغط النفسي.
تاسعًا: دور الترابط الاجتماعي في تعزيز هرمونات السعادة
يشكل التواصل الاجتماعي الإيجابي ركيزة أساسية للصحة النفسية والفسيولوجية. حيث يساهم بشكل مباشر في تحفيز إفراز الهرمونات العصبية المسؤولة عن السعادة والرفاهية.
الروابط الاجتماعية وتأثيرها الهرموني
- الأوكسيتوسين (Oxytocin): يطلق عليه “هرمون الترابط”، حيث يفرز في المواقف التي تعزز الألفة والمحبة، مثل اللمس الجسدي (كالمعانقة)، والاجتماعات الودية، والأنشطة الجماعية كالرياضة أو الصلاة. يقلل الأوكسيتوسين من مستويات الكورتيزول (Cortisol) وضغط الدم، مما يجعله مضادًا طبيعيًا للتوتر.
- الدوبامين (Dopamine) والإندورفين (Endorphin): تساهم الأنشطة الجماعية، مثل ممارسة الرياضة مع شريك، في زيادة إفراز هذه الهرمونات. الضحك. الذي يعتبر جزءًا من التفاعلات الاجتماعية، يعمل على تحفيز إطلاق الدوبامين والإندورفين، مما يعزز الشعور بالبهجة ويقلل من الإحساس بالألم.
- السيروتونين (Serotonin): تظهر الأبحاث أن التفاعل الاجتماعي الإيجابي يسهم في تنظيم مستويات السيروتونين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن تنظيم المزاج والشعور بالاستقرار العاطفي.
التأثير على السلوك والصحة
يعتبر الابتعاد عن الأشخاص السلبيين أمرًا ضروريًا للحفاظ على التوازن الهرموني. حيث يمكن أن يؤدي النقد المستمر والسلوك المحبط إلى تدمير الدافعية (الدوبامين) وتقويض الثقة بالنفس. على العكس من ذلك، تعزز العلاقات الداعمة من الصحة العقلية والجسدية، وتسهم في إزهار الحياة من خلال مشاركة الفرح والإيجابية.
للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
المصادر
Caffeine increases striatal dopamine D2/D3 receptor availability in the human brain