قد تساعد الحلبة في زيادة إنتاج حليب الثدي وتعزيز مستويات هرمون التستوستيرون وزيادة التحكم في نسبة السكر في الدم. والحلبة هي عشبة تستخدم منذ فترة طويلة في الطب البديل. وتعد أحد المكونات الشائع استخدامها في الأطباق الهندية وغالبًا ما يتم تناولها كمكمل غذائي. تشرح هذه المقالة كل ما تحتاج لمعرفته حول الحلبة بما في ذلك فوائدها وآثارها الجانبية واستخداماتها.
ما هي الحلبة؟
الحلبة (Trigonella foenum-graecum) هي نبات يبلغ ارتفاعه حوالي 2-3 أقدام (60-90 سم). لها أوراق خضراء وأزهار بيضاء صغيرة وقرون تحتوي على بذور صغيرة ذهبية بنية. منذ آلاف السنين تم استخدامها في الطب البديل والصيني لعلاج الأمراض الجلدية والعديد من الأمراض الأخرى. كما يتم استخدامها كبهارات ولزيادة كثافة السوائل ويمكن العثور عليها في العديد من المنتجات مثل الصابون والشامبو. تستخدم بذور الحلبة ومسحوقها أيضًا في العديد من الأطباق الهندية وذلك بسبب خصائصها الغذائية وطعمها الحلو قليلًا.
القيم الغذائية في الحلبة
تحتوي ملعقة كبيرة أو 11 جرامًا (جم) من بذور الحلبة الكاملة على 35 سعرة حرارية والعديد من العناصر الغذائية بما في ذلك:
- الألياف: 3 غم.
- البروتين: 3 غم.
- الكربوهيدرات: 6 غم.
- الدهون: 1 غم.
- الحديد: 21٪ من الاحتياج اليومي.
- المنغنيز: 6٪ من الاحتياج اليومي.
- المغنيسيوم: 5٪ من الاحتياج اليومي.
فوائد الحلبة
1- زيادة حليب الثدي
حليب الأم هو أفضل مصدر لتغذية طفلك ونموه. ومع ذلك قد تكافح بعض الأمهات لإنتاج كميات كافية من الحليب. عن طريق استخدام الأدوية الموصوفة لزيادة إنتاج حليب الثدي. تشير الأبحاث إلى أن الحلبة قد تكون بديلا آمنًا وطبيعيًا لهذه الأدوية. قسمت دراسة أخرى أجريت عام 2011 66 أمًّا إلى ثلاث مجموعات. تلقت المجموعة الأولى شاي الحلبة والثانية دواءًا لزيادة إدرار الحليب والثالثة لم تتلق شيئا. زاد حجم حليب الثدي الذي يتم ضخه حوالي 1.15 أونصة (أونصة) ، أو 34 ملليلتر (مل) في المجموعات التي استخدمت الدواء و 2.47 أونصة (أو ما يعادل 73 مل) في المجموعة التي استخدمت الحلبة. وتم استخدام شاي أعشاب الحلبة في هذه الدراسات بدلًا من المكملات الغذائية ولكن من المحتمل أن يكون للمكملات تأثيرات مماثلة.
2- زيادة هرمون التستوستيرون لدى الرجال
أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لاستخدام الرجال لمكملات الحلبة هو زيادة هرمون التستوستيرون. وقد وجدت بعض الدراسات أن لها آثارً مفيدة في هذا الخصوص ولزيادة الرغبة الجنسية. ففي إحدى الدراسات أدى تناول 300 ملليغرام (ملغ) من الحلبة مرتين يوميًا لمدة 8 أسابيع إلى زيادات كبيرة في مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال عند دمجها مع تدريب المقاومة. شهد المشاركون أيضًا انخفاضًا في الدهون في الجسم دون أي انخفاض في قوة العضلات. وفي دراسة أخرى قديمة مدتها 6 أسابيع تناول 30 ذكرًا مكملًا يحتوي على 600 ملغم من مستخلص الحلبة جنبًا إلى جنب مع المغنيسيوم والزنك وفيتامين ب 6 لتقييم التغيرات في الوظيفة الجنسية والرغبة الجنسية. وأبلغ معظم المشاركين عن زيادة القوة وتحسين الوظيفة الجنسية.
3- تساعد في السيطرة على مرض السكري ومستويات السكر في الدم
قد تساعد الحلبة في السيطرة على مرض السكري. في إحدى الدراسات شهد الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع 2 الذين تناولوا 5 جم من مسحوق بذور الحلبة مرتين يوميًا لمدة شهرين انخفاضًا في مستويات السكر في الدم أثناء الصيام ودهون البطن ومؤشر كتلة الجسم والهيموجلوبين A1c وهو علامة على التحكم في نسبة السكر في الدم على المدى الطويل. يمكن أن يكون المحتوى العالي من الألياف الموجود في مسحوق الحلبة أو البذور مفيدًا أيضًا لدعم التحكم في نسبة السكر في الدم حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري. في الواقع وجدت إحدى الدراسات أن استبدال 10 ٪ من دقيق القمح المكرر في الكعك والخبز المسطح بمسحوق الحلبة يقلل بشكل كبير من مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام عند الأشخاص غير المصابين بالسكري.
فوائد صحية أخرى للحلبة
تم استخدام الحلبة لعلاج مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. تشير الأبحاث الأولية إلى أن الحلبة قد تساعد في:
- السيطرة على الشهية: تظهر بعض الدراسات أن الحلبة تؤدي إلى انخفاض الرغبة في تناول الدهون والشهية. ووجدت دراسة واحدة لمدة 14 يومًا أن المشاركين قللوا تلقائيًا من إجمالي تناول الدهون بنسبة 17٪ بعد استخدامهم للحلبة.
- تحسين مستويات الكوليسترول: تشير بعض الأدلة إلى أن الحلبة يمكن أن تخفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
- التخلص من حرقة المعدة: وجدت دراسة تجريبية قديمة لمدة أسبوعين على الأشخاص الذين يعانون من حرقة متكررة أن الحلبة قللت من الحرقة. في الواقع تطابق تأثيرها مع تأثيرات الأدوية المضادة للحموضة.
- تقليل الالتهابات: أظهرت هذه العشبة تأثيرات مضادة للالتهابات في الدراسات التي أجريت على الجرذان والفئران..
كيفية استخدام الحلبة
توجد الحلبة في العديد من المكملات الغذائية. ونظرًا لاختلاف التركيبات تعتمد الجرعة الموصى بها على توصيات المكمل. بالإضافة إلى ذلك قد تختلف الجرعة اعتمادًا على الفائدة التي تسعى إليها. تستخدم معظم الأبحاث القائمة على هرمون التستوستيرون حوالي 250-600 مجم من مستخلص الحلبة بينما استخدمت الأبحاث حول زيادة إنتاج حليب الثدي حوالي 1-6 غم. بينما استخدمت الأبحاث في مجالات أخرى جرعات أعلى بكثير. وتشير الدراسات حول تأثيرات الحِلبة في خفض الكوليسترول والسكر في الدم إلى أن الجرعات بين 5-25 غم قد تكون أكثر فعالية. يجب أن تؤخذ المكملات الغذائية بشكل عام قبل أو مع الوجبة. ونظرًا لأن هذه العشبة تساعد في التحكم في نسبة السكر في الدم فقد يكون من الأفضل تناولها مع أعلى وجبة كربوهيدرات في اليوم. اتبع دائمًا تعليمات الجرعة الموجودة على الملصق. إذا لم تكن متأكدًا فاستشر أخصائي الرعاية الصحية.
الآثار الجانبية لمكملات الحِلبة
تبدو مكملات الحلبة آمنة نسبيًا لمعظم الناس. ومع ذلك كما هو الحال مع معظم المكملات الغذائية تم الإبلاغ عن بعض الآثار الجانبية لها لكنها قليلة الخطورة مثل الإسهال وعسر الهضم. قد يعاني بعض الأشخاص أيضًا من انخفاض الشهية وهو أمر غير مرغوب خصوصًا إذا كنت تعاني من اضطراب في الأكل أو تحاول زيادة الوزن. علاوةً على ذلك أبلغ بعض الأشخاص عن حدوث رائحة للجسم غريبة قليلًا عند تناول مكملات الحِلبة. ونظرًا لتأثيرها على نسبة السكر في الدم يجب استخدام مكملات الحِلبة بحذر إذا كنت تتناول أدوية السكري أو غيرها من المكملات الغذائية التي تخفض مستويات السكر في الدم.
تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن الجرعات العالية جدًا قد تسبب العديد من الآثار الجانبية الضارة بما في ذلك تلف الحمض النووي وانخفاض الخصوبة والمشاكل العصبية أو زيادة خطر الإجهاض. على الرغم من أن معظم هذه الآثار الجانبية لم يتم تأكيدها في البشر والجرعات التي استخدمت في الدراسات مرتفعة بشكل غير عادي إلا أن بعض العلماء قلقون بشأن استخدام مكملات الحِلبة. لذلك من الجيد دائمًا مراجعة أخصائي طبي قبل البدء في تناول مكمل جديد. والأهم من ذلك تأكد من أنك تتناول الجرعة الآمنة للمكمل.
المصادر
Fenugreek a multipurpose crop: Potentialities and improvements – PMC (nih.gov)