الزنك معدن أساسي يشارك في أكثر من 100 تفاعل كيميائي يحدث في الجسم. ضروري للنمو وتصنيع الحمض النووي وفي عملية التذوق. كما أنه يساعد على التئام الجروح ودعم جهاز المناعة والصحة الإنجابية. تشمل المصادر الغذائية الغنية بالزنك اللحوم والأسماك والمأكولات البحرية وبعض الحبوب المدعمة به. يحتوي المحار على أعلى كمية منه إذ تحتوي الحصة الواحدة أي ما يعادل 3 أونصات على 291٪ من احتياجك اليومي من الزنك. على الرغم من أن بعض الأطعمة يمكن أن توفر كميات أعلى بكثير من الحد الأعلى المسموح به من الزنك إلا أنه لا توجد حالات تم الإبلاغ عنها أصيبت بتسمم الزنك عن طريق الطعام.
ولكن يمكن أن يحدث تسمم الزنك عن طريق المكملات الغذائية بما في ذلك الفيتامينات المتعددة أو الابتلاع العرضي للمنتجات المنزلية المحتوية على الزنك. إذ تم العثور على كميات عالية من الزنك في بعض الكريمات اللاصقة لأطقم الأسنان. كما يمكن امتصاص الكميات السامة من الزنك بطرق أخرى بما في ذلك ملامسته للجلد أو استنشاقه. يمكن أن يحدث تسمم الزنك عن طريق اللمس أو الاستنشاق في بعض الوظائف الصناعية مثل تشغيل المعادن. قد تختلف أعراض التسمم بالزنك اعتمادًا على كمية المعدن التي استهلكتها وما إذا كنت قد استهلكتها في فترة زمنية قصيرة أو على مدى فترة أطول. سنتحدث في هذه المقالة عن أهم أعراض تسمم الزنك:
أعراض تسمم الزنك
1- الغثيان والقيء
الغثيان والقيء من الآثار الجانبية الشائعة لسمية الزنك. وجدت مراجعة أجريت عام 2012 ل 17 دراسة حول فعالية مكملات الزنك لعلاج نزلات البرد أن الزنك يساعد في تقليل مدة نزلات البرد لكن كان له آثار جانبية شائعة. في الواقع وجدت المراجعة أن المشاركين في الدراسة الذين يتناولون الزنك كانوا أكثر عرضة للغثيان بنسبة 64٪ من الأشخاص في المجموعات التي لم تعتمد عليه. إذا كنت تظن أنك استهلكت كميات سامة من الزنك فاحصل على مساعدة طبية طارئة. القيء لا يعني أن جسمك يمكنه “التخلص” من الكميات السامة من الزنك بل هو دلالة عليه. لذلك يجب أن تتلقى الرعاية الطبية لعلاج سمية الزنك ومنع المزيد من المضاعفات. وعندما يستهلك شخص ما كمية سامة من الزنك فقد يتسبب ذلك أيضًا في وجود دم في القيء. يمكن أن يبدو الدم في القيء في بعض الأحيان مثل القهوة المطحونة. ويجب أن تعلم أن القيء الدموي هو حالة خطيرة تتطلب عناية طبية فورية.
2- آلام في المعدة والإسهال
يمكن أن يسبب التسمم بالزنك أيضا آلام في المعدة والإسهال. كما أن الشخص الذي تناول كمية سامة من الزنك قد يعاني أيضًا من الإسهال المائي. وعند استهلاكك لكميات كبيرة من الزنك يمكن أن يحدث تهيج في الأمعاء ونزيف الجهاز الهضمي. إذا لاحظت علامات نزيف في أمعائك مثل القيء الدموي أو البراز الأسود فمن المهم الحصول على المساعدة الطبية على الفور.
3- أعراض تشبه أعراض الانفلونزا
يمكن أن يسبب التعرض للزنك في أماكن العمل الصناعي خاصة تلك التي تكون في مجال تشغيل المعادن تسمم الزنك. ومن الأمثلة على هذه الأعمال اللحام وإنتاج السبائك. من الممكن للعمال الذين يتنفسون أبخرة معدنية معينة استنشاق كميات سامة من الزنك. ويمكن أن يسبب استنشاق أبخرة الزنك أعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الحمى والقشعريرة والسعال والصداع والتعب.
4- انخفاض الكوليسترول “الجيد”
يقلل الكوليسترول (الجيد) من خطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق إزالة الكوليسترول من خلاياك. مما يمنع تراكم البلاك التي تسد الشرايين. بالنسبة للبالغين توصي السلطات الصحية أن الكوليسترول الجيد يجب أن يكون أكبر من 40 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغ / ديسيلتر) للذكور و 50 ملغ / ديسيلتر للإناث. ويجب أن تعلم أن المستويات المنخفضة منه تعرضك لخطر الإصابة بأمراض القلب. وتشير الأبحاث إلى أن تناول الزنك بكميات أعلى من الحد الأعلى المسموح به قد يكون له تأثيرات على الجسم تؤدي إلى انخفاض الكوليسترول الجيد فيه.
ومع ذلك تشير بعض الدراسات أيضًا إلى أن مكملات الزنك قد تحسن مستويات الكوليسترول لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل الصحية مثل السمنة أو مرض السكري. إذ تبين أن تناول الزنك بكميات صحيحة غير زائدة يخفض الكوليسترول الضار يرفع الكوليسترول (الجيد). في حين أن هناك عدة عوامل تؤثر على مستويات الكوليسترول فإن هذه النتائج هي شيء يجب مراعاته إذا كنت تتناول مكملات الزنك بانتظام. وإذا كنت تعاني من مشاكل صحية فمن المهم التحدث مع طبيبك حول ما إذا كانت هذه المكملات مناسبة لك.
5- تغير حاسة التذوق
الزنك مهم لحاسة التذوق لديك. في الواقع يمكن أن يؤدي نقص الزنك إلى نقص السكر في الجسم مما يؤدي إلى خلل في قدرتك على التذوق. يمكن أن تسبب مكملات الزنك خاصةً الأقراص الجيلاتينية والشراب طعمًا سيئًا في فمك. إذ تم الإبلاغ عن هذا العرض في الدراسات التي أجريت عن مكملات الزنك لعلاج نزلات البرد. تشير بعض الدراسات إلى أن مكملات الزنك قد تقصر الوقت المستغرق للتغلب على نزلات البرد. ومع ذلك يجب توخي الحذر إذا قررت تجربة هذه الطريقة. قد تكون جرعة الزنك التي تحصل عليها من بعض علاجات البرد أعلى من الحد الموصى به أي أعلى من 40 ملغ يوميًا. لذلك يجب أن تتوخى الحذر. نظرًا لأن مكملات الزنك وبعض العلاجات قد تحتوي على كمية زنك أكثر من الحد الموصى به فمن المهم التحدث مع طبيبك قبل استخدامها.
6- نقص النحاس
يمكن أن تتداخل جرعات الزنك التي تكون أعلى من الحد الموصى به مع قدرة جسمك على امتصاص النحاس. بمرور الوقت يمكن أن يسبب هذا نقص النحاس. ويعد النحاس معدن أساسي يساعد في امتصاص الحديد والتمثيل الغذائي مما يجعله ضروريًا لتكوين خلايا الدم الحمراء. كما أنه يلعب دورًا في تكوين خلايا الدم البيضاء. تنقل خلايا الدم الحمراء الأكسجين خلال جسمك بينما تعد خلايا الدم البيضاء أساسية لوظيفة الجهاز المناعي لديك. يرتبط نقص النحاس الناجم عن الزنك بالإصابة بالعديد من اضطرابات الدم منها ما يلي:
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد: نقص خلايا الدم الحمراء السليمة بسبب عدم كفاية كميات الحديد في جسمك.
- فقر الدم sideroblastic: نقص خلايا الدم الحمراء السليمة بسبب عدم القدرة على أيض الحديد بشكل صحيح.
- قلة العدلات: نقص خلايا الدم البيضاء السليمة بسبب اضطراب في تكوينها.
إذا كنت تتناول مكملات النحاس أو لديك حالة صحية مرتبطة بنقص النحاس فتحدث مع طبيبك قبل تناولك لمكملات الزنك.
7- الالتهابات المتكررة
يلعب الزنك دورًا مهمًا في وظيفة الجهاز المناعي ويمكن أن يؤثر نقص الزنك على وظيفته. ومع ذلك فإن استهلاكك للكثير من الزنك قد يثبط استجابتك المناعية. في بعض الدراسات التي أجريت في أنبوب الاختبار قلل الزنك الزائد من وظيفة الخلايا التائية وهي نوع من خلايا الدم البيضاء. وتلعب الخلايا التائية دورًا رئيسيًا في استجابتك المناعية عن طريق الالتصاق بمسببات الأمراض الضارة وتدميرها. هذا يعني أن استهلاكك للكثير من الزنك قد يقلل من قدرة الجسم على مكافحة العدوى.
طرق العلاج
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من التسمم بالزنك فاتصل بمركز مكافحة السموم المحلي على الفور. لأن التسمم بالزنك يحتمل أن يهدد الحياة لذلك من المهم طلب المساعدة الطبية على الفور. في كثير من الحالات يمكن للأطباء علاج التسمم بالزنك برعاية داعمة. إذ يمكن أن تساعد الأدوية في إدارة الأعراض وتقليل كمية الزنك التي يمتصها الجسم. على سبيل المثال للمساعدة في منع امتصاص الزنك من خلال المعدة قد يصف الطبيب حاصرات H2 أو مثبطات مضخة البروتون لتقليل إنتاج حمض المعدة.
وفي حالات أخرى قد يستخدم الطبيب التنقيط الوريدي لتوفير دواء يسمى إيديتات الكالسيوم ثنائي الصوديوم. يساعد هذا الدواء على تخليص الجسم من الزنك الزائد عن طريق الارتباط به في الدم. ثم يطرده الجسم عن طريق البول بدلًا من الارتباط بالخلايا الأخرى. وإذا ابتلع شخص ما عن طريق الخطأ عناصر تحتوي على الزنك فقد يحتاج إلى جراحة لإزالة هذه العناصر. كما تستخدم بعض الأدوية أيضًا لعلاج الآثار الجانبية الجسدية للتسمم بالزنك. على سبيل المثال قد يعالج الأطباء التسمم بالزنك الناتج عن الابتلاع الفموي بمضادات القيء لوقف القيء والغثيان. أما إذا كان شخص ما مصابًا بتسمم الزنك بسبب الاستنشاق فقد يقوم الأطباء بإعطائه أدوية لتقليل الأعراض المشابهة للإنفلونزا وإبقاء الشعب الهوائية مفتوحة.
للتواصل المباشر مع خدمات العيادة
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة ، و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
المصادر
Zinc – Health Professional Fact Sheet (nih.gov)