تظهر الأبحاث الحديثة أن الثوم قد يكون له فوائد صحية حقيقية، مثل الحماية من نزلات البرد وإمكانية المساعدة في خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.
“ليكن طعامك دواءك، وليكن دوائك طعامك”.
هذه كلمات شهيرة تنسب إلى الطبيب اليوناني القديم أبقراط، الذي يلقب بأبي الطب الغربي. وصف الثوم لعلاج حالات طبية مختلفة، وقد أكد العلم الحديث العديد من هذه الآثار الصحية المفيدة.
١. يحتوي الثوم على مركبات ذات خصائص طبية فعّالة.
على مرّ التاريخ، استخدم الناس الثوم على نطاق واسع لخصائصه الصحية والعلاجية. يعرف العلماء الآن أن معظم فوائد الثُوم الصحية تعود إلى تكوين مركبات الكبريت عند تقطيع أو سحق أو مضغ فص ثوُم. لعل المركب الأكثر شهرة هو الأليسين. ومع ذلك، فإن الأليسين مركب غير مستقر، ولا يوجد إلا لفترة وجيزة في الثُوم الطازج بعد تقطيعه أو سحقه. من المركبات الأخرى التي قد تلعب دورًا في الفوائد الصحية للثوم: ثنائي كبريتيد الأليل، وS-أليل سيستين. تدخل مركبات الكبريت الموجودة في الثُوم إلى الجسم عبر الجهاز الهضمي، ثم تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم، محدثةً تأثيرات بيولوجية قوية.
٢. الثوم غني بالعناصر الغذائية، ولكنه قليل السعرات الحرارية.
بالمقارنة بالسعرات الحرارية، يعد الثوم مغذيًا للغاية. يحتوي فص واحد (حوالي ٣ غرامات) على ٤.٥ سعرة حرارية ، و٠.٢ غرام من البروتين، وغرام واحد من الكربوهيدرات.
يعد الثُوم مصدرًا جيدًا للعديد من العناصر الغذائية، مثل:
- المنجنيز
- فيتامين ب٦
- فيتامين ج
- السيلينيوم
- الألياف
يحتوي الثوم أيضًا على كميات ضئيلة من عناصر غذائية أخرى متنوعة.
٣. الثوم يساعد في الحماية من الأمراض، بما في ذلك نزلات البرد.
أشارت دراسة أجريت عام ٢٠١٦ إلى أن مستخلص الثوم المُعتّق (AGE) يعزز جهاز المناعة. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا مكمّلات مُستخلص الثوم المعتّق لمدة ٣ أشهر خلال موسم البرد والإنفلونزا، شعروا بأعراض أقل حدة، وقلّت أيام غيابهم عن المدرسة أو العمل.
وتشير أبحاث أخرى إلى أن المركّبات الموجودة في الثُوم قد تحتوي على خصائص مُضادة للفيروسات. . فبالإضافة إلى تعزيز جهاز المناعة، قد يساعد الثوم على منع الفيروسات من دخول الخلايا المُضيفة أو من التكاثر داخلها.
٤. المركبات الفعالة في الثوم تُخفّض ضغط الدم
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، مسؤولة عن وفيات أكثر من أي حالة أخرى تقريبًا. يعد ارتفاع ضغط الدم أحد أهم العوامل التي قد تؤدي إلى هذه الأمراض.
وجدت مراجعة للدراسات أجريت عام ٢٠٢٠ أن مكمّلات الثوم تخفّض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وربط الباحثون ذلك بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين ١٦٪ و٤٠٪. وأشار التحليل إلى أن تأثير الثُوم يشبه تأثير بعض أدوية ضغط الدم، ولكن بآثار جانبية أقل. وأشارت مراجعة أجريت عام ٢٠١٩ إلى أن الأليسين الموجود في الثُوم قد يحدّ من إنتاج الأنجيوتنسين ٢، وهو هرمون يرفع ضغط الدم. كما قد يرخي الأليسين الأوعية الدموية، مما يسمح بتدفق الدم بسهولة أكبر
٥. يحسّن الثوم مستويات الكوليسترول، مما قد يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
أشارت مراجعة بحثية أجريت عام ٢٠١٨ إلى أن الثوم يمكن أن يخفّض الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL). يوصي الباحثون الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول بتناول المزيد من الثُوم، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى مزيد من الأبحاث للتحقق من نتائجهم. وفقًا لبحث أجري عام ٢٠١٦، فإن تناول مكمّلات الثُوم لأكثر من شهرين يمكن أن يُخفّض الكوليسترول الضار بنسبة تصل إلى ١٠٪. وقد لاحظ الباحثون هذا التأثير لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع طفيف في مستويات الكوليسترول. ولكن لا يبدو أن للُثوم نفس التأثير على مستويات الدهون الثلاثية، وهي عامل خطر آخر لأمراض القلب. كما تشير الأبحاث إلى أن الثوم ليس له تأثير على الكوليسترول الجيد (HDL).
٦. يحتوي الثوم على مضادات أكسدة قد تساعد في الوقاية من مرض الزهايمر والخرف.
يساهم الضرر التأكسدي الناتج عن الجذور الحرة في عملية الشيخوخة وما يرتبط بها من تدهور معرفي. يحتوي الثوم على مضادات أكسدة تدعم آليات الجسم الوقائية ضد الضرر اُلتأكسدي. تشير بعض الأبحاث التي أجريت عام ٢٠١٦ إلى أن هذه المضادات قد تقلل بشكل كبير من الإجهاد التأكسدي وتقلل من خطر الإصابة بأمراض ذات صلة، مثل مرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف.
تشير الدراسات التي أجريت إلى أن الأليسين الموجود في الثوم قد يساعد أيضًا في الحماية من التدهور المعرفي. لا يزال هناك حاجة إلى إجراء أبحاث على البشر قبل أن نتمكن من فهم إمكاناته بشكل كامل. وجدت بعض الدراسات أن مكملات الثوم تفيد المصابين بمرض الزهايمر بشكل مباشر.
٧. قد يساعد الثوم على إطالة العمر
من المستحيل عمليًا إثبات الآثار المحتملة للثوم على طول العمر لدى البشر. ولكن نظرًا لتأثيراته المفيدة على عوامل الخطر المهمة، مثل ضغط الدم، فمن المنطقي أن يساعد الثُوم على إطالة العمر. في دراسة صينية أجريت عام ٢٠١٩ ، عاش كبار السن الذين تناولوا الثُوم أسبوعيًا على الأقل فترة أطول من أولئك الذين تناولوه أقل من مرة واحدة أسبوعيًا. ومن المهم أيضًا أن يساعد الثوم في الوقاية من الأمراض المعدية. تعدّ هذه الأمراض من الأسباب الشائعة للوفاة، خاصةً لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
٨. مكملات الثوم قد تُحسّن أدائك الرياضي
كان الثوم من أقدم المواد المُحسّنة للأداء. استخدمت الحضارات القديمة الثُوم لتقليل التعب وتحسين قدرة العمال على العمل. بينما أظهرت دراسات أن الثوم يحسّن أداء التمارين الرياضية، إلا أن الدراسات البشرية قليلة جدًا. وجدت دراسة حديثة أجريت عام ٢٠٢٣ أن الثُوم لم يحسّن أداء راكبي الدراجات في سباق 40 كيلومترًا. ومع ذلك، فقد يكون قد قلل من الإجهاد التأكسدي وتلف العضلات المرتبط بالتمرين.
٩. تناول الثوم قد يساعد على إزالة سموم المعادن الثقيلة من الجسم.
بجرعات عالية، أثبتت مركبات الكبريت الموجودة في الثوم أنها تحمي من تلف الأعضاء الناتج عن تسمم المعادن الثقيلة. يمكن أن يساعد الأليسين الموجود في الثُوم على خفض مستويات الرصاص في الدم والأعضاء الحيوية. وجدت دراسة أجريت عام ٢٠١٢، وشملت موظفين في مصنع لبطاريات السيارات (تعرضوا للرصاص بشكل مفرط)، أن الثوُم خفض مستويات الرصاص في الدم بنسبة ١٩٪. كما قلل من العديد من الأعراض السريرية للتسمم، بما في ذلك الصداع وارتفاع ضغط الدم. حتى أن تناول ثلاث جرعات من الثوم يوميًا تفوق على دواء د-بنسيلامين في تخفيف الأعراض.
١٠. الثوم قد يحسّن صحة العظام
قامت بعض الدراسات الحديثة بقياس آثار الثوم على صحة العظام، وخاصةً لدى النساء بعد انقطاع الطمث. أظهرت نتائج تجربة سريرية نشرت عام ٢٠١٧ أن الثُوم يُمكن أن يُقلل من الإجهاد التأكسدي المُسبب لهشاشة العظام. تناول المشاركون أقراصًا من الثوم تعادل حوالي غرامين من الثُوم الطازج يوميًا. وجدت دراسة أخرى أُجريت عام ٢٠١٨ أن تناول مكملات الثُوم لمدة ١٢ أسبوعًا (غرام واحد يوميًا) ساعد في تخفيف الألم لدى النساء المُصابات بالتهاب مفاصل الركبة والسمنة أو زيادة الوزن.
١١. سهل الإضافة إلى نظامك الغذائي، ويُضفي نكهة مميزة
الفائدة الأخيرة ليست صحية، ولكنها مهمة. يعدّ الٌثوم سهل الإضافة إلى نظامك الغذائي الحالي، فهو يُكمّل معظم الأطباق اللذيذة، وخاصةً الحساء والصلصات. كما يضفي طعم الثوم القوي نكهةً مميزةً على الوصفات التي عادةً ما تكون باهتة.
يتوفر الثُوم بأشكال متعددة، من فصوص كاملة ومعاجين ناعمة، إلى مساحيق ومكملات غذائية مثل خلاصة الثوم وزيته. من الطرق الشائعة لاستخدام الثوم عصر بضعة فصوص من الثُوم الطازج باستخدام عصارة الثوم، ثم مزجها مع زيت الزيتون البكر الممتاز وقليل من الملح. تعدّ هذه الطريقة بسيطةً ومغذيةً للغاية كصلصة سلطة.
الآثار الجانبية
تذكّر أن للثُوم بعض الآثار الجانبية، مثل رائحة الفم الكريهة. كما أن بعض الأشخاص يعانون من حساسية تجاه الثوم. قد يؤثر الثوم أيضًا على قدرة الدم على التخثر. إذا كنت تعاني من اضطراب نزيف أو تتناول أدوية لتسييل الدم، فاستشر طبيبك قبل زيادة تناول الثوم.
الخلاصة
لطالما آمن الناس بالخصائص الطبية للثوم لآلاف السنين، وقد بدأ العلم يؤكد ذلك الآن. الثوم آمن وصحي لمعظم الناس. ولكن إذا كنت تتناول مميعات الدم، فاستشر طبيبك قبل زيادة تناولك للثُوم بشكل كبير.
للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- رقم واتساب العيادة: 0096279558132
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
المصادر
https://health.clevelandclinic.org/6-surprising-ways-garlic-boosts-your-health