رجيم الكيتو هو حمية قليلة النشويات و ليست حمية عالية بالدهون. حيث يتم تقليل النشويات و الكربوهيدرات إلى الحد الذي يسمح لجسم الإنسان إلى تحويل مصدر الطاقة الرئيسة. إذ يقوم الجسم بصناعة عملة الطاقة ATP من الاجسام الكيتونية بدلا من الجلوكوز.
هذه التغير الأيضي يحاكي و يشابه ما يحدث في جسم الإنسان عند الدخول في حالة المجاعة و الجوع اثناء الصيام الطويل. بحيث يصبح فيه الدماغ يعتمد على الكيتونات و تحديدا جزيء البيتاهيدروكسي بيوديريت (Beta hydroxyl-butyrate) بنسبة 75% . و بالتالي ينخفض اعتماد الدماغ على الجلوكوز إلى أقل من 20% من احتياجاته للطاقة.
يتم وصف رجيم الكيتو على أنه رجيم قليل جدا في الكاربوهيدرات بحيث يكون كمية النشويات المستهلكه يوميا أقل من 50غم. و بالتالي ينخفض نسبة السعرات المستهلكة يوميا من النشويات إلى ما دون ال10% من مجمل ما تتناوله يوميا من طعام.
بالإضافة إلى استهلاك كميات معتدلة من البروتين و التي تتراوح ما بين 0.8 إلى 1غم لكل كغم من وزن الجسم الكلي أو 1.5غم بروتين لكل كيلو جرام لوزن الشخص المثالي بعد خسارة الوزن. بحيث تصبح مساهمة البروتين في رجيم الكيتو من 15-20% من مجمل السعرات الحرارية المتناولة يوميا.
تخفيض النشويات و تثبيت البروتين وتعني زيادة نسبة الدهون المستهلة نسبيا إلى 70% من مجمل السعرات المستهلكة يوميا.
ما هو تاريخ رجيم الكيتو؟
رغم قدم حمية الكيتو عبر الازمان إلا أن أول دراسة للحمية بطريقة علمية طبية كانت من خلال الدكتور فريدريك ألين. حيث لخص ممارسته للحميات قليلة النشويات في كتابه المنشور بعنوان. ” التشريع الغذائي الشامل لعلاج السكري”Total Dietary regulation in the treatmnt of diavetes”.
لخص الدكتور فريدريك في كتابه ممارسته و زملائه الاطباء للحميات قليلة النشوبات. و ذلك اثناء عمله في مستشفى روكفيلير المتخصص لعلاج السكري. و الواقع في مدينة نيويورك الامريكية في الفترة الزمنية مابين 1914-1917.
حيث قال في كتابه:
“تقييد استهلاك النشويات و البروتين بالإضافة إلى الصيام المائي هي وسيلة للتخلص من ارتفاع الجلوكوز في الدم “
و كان يطلق على هذا الرجيم اسم الرجيم الاستكشافي و الذي يستمر ما بين 2 إلى 5 أيام.
كما هو واضح من الصورة أعلاه فإن كمية الكربوهيدرات محصورة ما بين 10إلى 25 غم فقط . بينما البروتين يمثل 1.5غم لكل كيلوغرام من وزن المريض. بالإضافة إلى تحديد كمية الدهون بأنها الكمية الكافية لكي يتم رفع السعرات المستهلكة يوميا بما يضمن تثبيت وزن المريض.
كم من الوقت تحتاج حتى تدخل في الحالة الكيتونية؟
يتطلب عملية الدخول إلى الحالة الكيتونية 3 إلى 5 إيام. و لكن عادة يكون اليوم الرابع هو أول يوم لدوخل الجسم إلى الحالة الكيتونية . و ذلك بعد أن يتم استنزاف مخزون الكبد من الجلايكوجين. حيث يقوم الكبد بعملية تحويل الجلايكوجين إلى الجلوكوز و طرحه إلى الدورة الدموية. إذ يحتوي الكبد على 100غم من الجلوكوز على شكل جلايكوجين تكفي لتأمين الطاقة للجسم لمدة 48ساعة بعد بدء رجيم الكيتو.
يكون استجابة الجسم خلال اليوم الأول و الثاني منذ البدء بالرجيم الكيتوني طبيعي جدا دون التأثير على نشاط الشخص . لكن مع بداية اليوم الثالث يكون مخزون السكر في الكبد قد نفذ ويبدأ الجسم بالدخول في أعراض هبوط السكر.
لذلك يعتبر اليوم الثالث هو اليوم الأسوء من بدء الحمية. حيث يبدأ الملتزم بالحمية بالإحساس بأعراض الكيتو فلو (حمى الكيتو). حيث يشعر الشخص بالارهاق و انخفاض الطاقة و الدوار و الصداع بالاضافة إلى رعشة اليد.
تنتهي معاناة الدخول إلى حمية الكيتو مع صباح اليوم الرابع حيث يبدأ الجسم بإنتاج الأجسام الكيتونية. لذلك يبدأ الدماغ باستغلال الكيتونات للقيام بمهامه اليومية. مع بداية اليوم الرابع يزيد شعور الشخص بالنشاط و الطاقة ويزول الشعور بالتعب و الإرهاق الذي كان يشعر به في اليوم الثالث.