غالبًا ما يتزامن مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD)
، الذي كان يعرف سابقًا باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، مع داء السكري من النوع الثاني، نظرًا لاشتراكهما في عوامل خطر متشابهة مثل السمنة ومقاومة الإنسولين.
يعتقد أن التعايش مع داء السكري من النوع الثاني قد يزيد من احتمالية الإصابة بمضاعفات عدة،
من أبرزها مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي. في هذه الحالة، تتراكم كميات زائدة من الدهون في خلايا الكبد، مما قد يؤدي بمرور الوقت إلى التهابه وتضرره.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 24% من سكان الولايات المتحدة يعانون من هذا المرض،
بينما ترتفع النسبة إلى أكثر من 70% بين البالغين المصابين بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني.
في هذا المقال، سنستعرض العلاقة بين مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي وداء السكري من النوع الثاني، ونتناول كيف يمكن لكل منهما أن يؤثر في الآخر، بالإضافة إلى أفضل الطرق لإدارتهما والوقاية من مضاعفاتهما.
يعرف مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) الآن بمرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD). يعد هذا الاسم الجديد أكثر دقة، ويساعد على تخفيف الوصمة المرتبطة باسمه القديم.
ووفقًا للجمعية الأمريكية لدراسة أمراض الكبد (AASLD)، دخل تغيير الاسم حيز التنفيذ في يونيو 2023، وقد وافقت عليه مجموعة من جمعيات ومنظمات الكبد متعددة الجنسيات.
ما هو مرض الكبد الدهني (MASLD)؟
يعد مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD) حالة تتراكم فيها الدهون بشكل مفرط داخل خلايا الكبد.
وعلى عكس أمراض الكبد الناتجة عن الإفراط في تناول الكحول، يظهر هذا المرض لدى الأشخاص الذين لا يستهلكون الكحول بكميات كبيرة، ويرتبط في المقام الأول بعوامل أيضية تشمل:
- السمنة
- داء السكري من النوع الثاني
- ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية
يعرف MASLD احيانًا باسم مرض الكبد الدهني او تنكس الكبد الدهني،
ويعد من اكثر امراض الكبد شيوعًا في الدول الغربية، خاصة في الولايات المتحدة.
تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى ثلثي المصابين بداء السكري من النوع الثاني يعانون من MASLD، وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK).
يرتبط هذا المرض ارتباطًا وثيقًا بـ السمنة، ومقاومة الإنسولين،
وداء السكري من النوع الثاني. وعلى الرغم من إمكانية إصابة مرضى السكري من النوع الأول به، فإن العلاقة في هذه الحالة أقل وضوحًا.
ومع ذلك، فإن الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول الذين يعانون أيضًا من زيادة الوزن أو السمنة أو مقاومة الإنسولين أو متلازمة التمثيل الغذائي، يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ MASLD. لكن السكري من النوع الأول ليس سببًا مباشرًا للمرض.
في بعض الحالات،
قد يتطور MASLD إلى شكل اكثر خطورة يُعرف باسم مرض التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASH)، حيث لا يقتصر الأمر على تراكم الدهون في الكبد، بل يحدث أيضًا التهاب وتلف في خلايا الكبد.
بمرور الوقت، يمكن أن يتطور MASH إلى تليف الكبد أو فشل كبدي، وهما حالتان خطيرتان قد تهددان الحياة.
ما أسباب مرض الكبد الدهني (MASLD) لدى مرضى السكري؟

يعد زيادة الوزن أو السمنة السبب الرئيسي لحدوث مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD) لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
تعد إدارة الوزن من أهم الطرق لإبطاء تطور المرض أو حتى عكسه،
إذ تشير الدراسات إلى أن فقدان ما بين 7% إلى 10% من وزن الجسم يمكن أن يؤدي إلى تحسن ملحوظ في صحة الكبد وتقليل تراكم الدهون فيه.
يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية ومتوازن من الناحية الغذائية.
كما أظهرت الأبحاث أن الاستهلاك المفرط للفركتوز – وهو نوع من السكريات يوجد بكثرة في المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة والحلويات – يرتبط بشكل مباشر بتطور مرض الكبد الدهني. لذلك،
فإن الحد من تناول السكر المضاف يُعتبر خطوة فعالة للوقاية من المرض أو لإبطاء تقدمه.
إضافةً إلى ذلك، فإن ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول يعدان من العوامل الشائعة المصاحبة لـ MASLD، وغالبًا ما ترى هذه الحالات مجتمعة لدى المصابين بداء السكري.
تشير بعض الدراسات إلى ان استخدام ادوية الستاتين – وهي ادوية تستخدم لخفض الكوليسترول – قد يُسهم في تحسين وظائف الكبد وتقليل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية لدى بعض المرضى المصابين بـ MASLD
، خاصةً أولئك الذين لا يعانون من تلف كبدي متقدم.
وقد لاحظت الأبحاث أن فوائد الستاتينات تكون أكثر وضوحًا بعد ثلاث سنوات من الاستخدام المنتظم، بشرط أن تتم متابعة الحالة تحت إشراف طبي.
كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض الكبد الدهني (MASLD)؟
في كثير من الحالات، لا يسبب مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD) أي أعراض واضحة في مراحله المبكرة. وغالبًا ما يتم اكتشافه عن طريق الصدفة أثناء إجراء فحوصات الدم الروتينية أو تصوير البطن لأسباب أخرى.
ومع تقدم المرض إلى مراحل أكثر خطورة، مثل تليف الكبد أو فشل الكبد، قد تبدأ الأعراض في الظهور، وتشمل ما يلي:
- الغثيان
- فقدان الوزن غير المبرر
- فقدان الشهية
- اصفرار الجلد وبياض العينين (اليرقان)
- تورم البطن (الاستسقاء) أو تورم الساقين
- تشوش ذهني أو صعوبة في التركيز
- إرهاق شديد أو شعور دائم بالتعب
- ضعف في العضلات
إذا كنت تعاني من أحد هذه الأعراض، وخصوصًا إذا كنت مصابًا بـ داء السكري من النوع الثاني أو السمنة أو ارتفاع الكوليسترول، فمن المهم مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
قد تشمل هذه الفحوصات تحاليل الدم، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، وأحيانًا خزعة الكبد لتأكيد التشخيص وتحديد مدى تضرر الكبد.
كيف يؤثر مرض الكبد الدهني (MASLD) على سكر الدم؟
في المراحل المبكرة، قد لا يؤدي مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD) إلى تغيّرات ملحوظة في مستويات سكر الدم اليومية، لكن مع مرور الوقت، يمكن أن تزداد شدة الحالة ويحدث تأثير متبادل بين الكبد وسكر الدم.
يعد ارتفاع سكر الدم المزمن، كما هو الحال لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني،
أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تطور MASLD.
أشارت دراسة نشرت عام 2021 إلى أن متوسط مستويات سكر الدم خلال الأشهر الثلاثة السابقة (HbA1c) لدى مرضى MASLD يمكن أن يتنبأ بدرجة تليف الكبد لديهم؛ فكلما ارتفع مستوى HbA1c، زادت احتمالية تطور التليف الكبدي،
مما قد يؤدي في الحالات المتقدمة إلى فشل الكبد.
كما وجدت دراسة اجريت عام 2019 أن مرض MASLD قد يؤدي إلى زيادة إنتاج الجلوكوز في الكبد، وهو ما يسبب مقاومة للإنسولين واضطرابًا في تنظيم سكر الدم.
ومع الوقت، يمكن أن تتطور هذه الحالة إلى ما قبل السكري أو داء السكري من النوع الثاني.
وباختصار، لا يسبب MASLD وداء السكري أحدهما الآخر بشكل مباشر، لكن عند وجودهما معًا،
فإن كلًّا منهما يفاقم الآخر ويجعل من الصعب السيطرة على مستويات سكر الدم وصحة الكبد.
هل يوجد حمية خاصة لمرض السكري و الكبد الدهني (MASLD)؟
لا يوجد نظام غذائي محدد لإدارة كل من السكري ومرض الكبد الدهني (MASLD)، لكن الهدف الأساسي هو التحكم في الوزن والحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن النطاق الصحي.
لتحقيق ذلك، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يشمل:
- الفواكه والخضراوات الطازجة
- البروتينات قليلة الدهون (الدجاج، السمك، الديك الرومي)
- البقوليات والحبوب الكاملة
- الدهون الصحية (زيت الزيتون، المكسرات، البذور)
كما يُنصح بتجنب التدخين والكحول، وتقليل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات مثل الكعك، البسكويت، الحلويات والمشروبات الغازية.
لا توجد أدوية تشفي MASLD تمامًا، لكن يمكن إبطاء تقدمه أو عكسه من خلال:
- فقدان 3–5٪ من وزن الجسم تدريجيًا
- ممارسة النشاط البدني المنتظم
- ضبط سكر الدم، ضغط الدم، والكوليسترول
بعض أدوية السكري، مثل نظائر GLP-1، والثيازوليدينديونات، ومثبطات DPP-4، قد تساعد في خفض الوزن وتحسين مقاومة الإنسولين.
التحرك المبكر واتباع أسلوب حياة صحي مع المتابعة الطبية المنتظمة هما المفتاح للحفاظ على صحة الكبد ومنع المضاعفات الخطيرة
الملخص :
يعد مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD) من أكثر أمراض الكبد شيوعًا،
وغالبًا ما يتزامن مع داء السكري من النوع الثاني بسبب اشتراكهما في عوامل خطر مشتركة
مثل السمنة، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع الكوليسترول.
في المراحل الأولى، لا يسبب MASLD اعراضًا واضحة،
لكنه قد يتطور بمرور الوقت إلى التهاب الكبد الدهني (MASH)
، ثم إلى تليف أو فشل كبدي إذا لم يُعالج.
يرتبط ارتفاع سكر الدم بتفاقم حالة الكبد، كما يمكن للكبد الدهني نفسه أن يزيد من صعوبة ضبط سكر الدم،
مما يجعل الحالتين تؤثران في بعضهما سلبًا.
حتى الآن لا يوجد علاج دوائي مباشر لـ MASLD، لكن يمكن إبطاء تطوره أو عكسه من خلال:
- فقدان الوزن التدريجي والمستدام (3–10% من وزن الجسم)
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة الكاملة وقليل السكريات والدهون المشبعة
- ممارسة النشاط البدني بانتظام
- ضبط سكر الدم وضغط الدم والكوليسترول
وقد تستخدم بعض أدوية السكري مثل نظائر GLP-1، والثيازوليدينديونات،ومثبطات DPP-4 للمساعدة في تحسين حساسية الإنسولين ودعم فقدان الوزن.
الكشف المبكر وتبني نمط حياة صحي يُعدان حجر الأساس في الوقاية من المضاعفات الخطيرة والحفاظ على صحة الكبد لدى مرضى السكري.
للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com


