عند البدء في الحميات الكيتونية يتعرض الجسم لبعض الأعراض الجانبية الناتجةمن الدخول في الحالة الكيتونية. والتي يحدث بالتزامن مع هذا التحول عملية التكيف الكيتوني (keto adaptation). اعراض الكيتو فلو تتفاوت بين الناس اعتمادا على الفروقات بين صحة الأفراد الأيضية و درجة اصابتهم بمقاومة الانسولين.
حتى تتمكن من تسهيل عملية الدخول إلى الحالة الكيتونية يجب معرفة ما هي اعراض الكيتو فلو و كيفية السيطرة عليها و التعامل معها.
أسباب اعراض الكيتو فلو
تظهر اعراض الكيتو فلو ابتداءً من اليوم الثاني لعملية البدء في الرجيم الكيتوني. حيث يبدأ الجسم باستنزاف السكريات في الكبد و التحول التدريجي إلى استغلال الدهون في الطعام بالإضافة إلى الدهون المخزنة في الجسم. و بالتالي يلزم الجسم القيام بتحويل طرق تعامله مع الطعام و الطاقة. من خلال زيادة قدرته على امتصاص و هضم الدهون في الامعاء و تغير انواع البكتيريا القادرة على هضم الالياف الجديدة في هذه الحمية. ناهيك عن تحول الكبد إلى مصنع للأجسام الكيتونية.
كما يمكن تصنيف أسباب الكيتو فلو التي قد يشعر بها الشخص خلال الخمسة أيام الأولى و التي قد تمتد إلى عدة أسابيع إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
أولا: التكيف الكيتوني (Keto adaptation)
يعد التكيف الكيتوني من أهم أسباب عدم التعب و الإرهاق عند الدخول في الكيتو. فرغم ظهور الكيتونات منذ بداية اليوم الرابع، إلا أن خلايا الجسم المختلفة لا تملك الانزيمات اللازمة بكميات كافية لكي تقوم بحرق هذه الاجسام الجديدة.
حيث يؤدي هبوط مخزون الكبد من سكر الجلايكوجين إلى انخفاض تركيز السكر في الدم. لذلك ينتج عن هبوط السكر بالتزامن مع عدم قدرة الجسم على استغلال الكيتونات إلى نقص و قصور القدرة في توفير و استغلال الطاقة الكافية لقيام الدماغ بوظائفه. و هو ما يسبب أهم اعراض هبوط السكر مثل الدوخة و الغثيان و ارتعاش اليدين و التعرق أو الصداع و الذي يعد من أهم اعراض الكيتو فلو.
ثانيا: الجفاف ونقص الأملاح
عند قطع النشويات و السكريات سرعان ما تبدأ أنسجة الجسم و الدورة الدموية بفقدان السوائل. فالحالة الكيتونية هي حالة محفزة لإدرار البول في الكلى. بالإضافة إلى أن فقدان السكر الذي يحبس أربعة أضعاف وزنه من الماء في الجسم.
تؤدي عملية التبول الكثيرة و المتكررة إلى فقدان كميات كبيرة من الأملاح و خلال فترة زمنية قصيرة. و بالتالي نبدأ اعراض الكيتو فلو بالظهور.حيث يفقد الجسم كلا من المغنيسيوم و البوتاسيوم و الصوديوم و التي تعد املاح ايونية ذائبة في الماء. هذه الاملاح مسؤولة عن تنظيم كل من السيلات العصبية و بالتالي انقباض العضلات و ارتخائها. بالإضافة إلى دورها في تنظيم سوائل الجسم في الدورة الدموية وداخل الانسجة المختلفة.
و يمكن ترتيب اعراض الكيتو فلو المرتبطة بالجفاف وكثرة التبول و خسارة الأملاح كالأتي:
- اولا، فقدان السكريات في الدورة الدموية و الجسم مما يسبب تراكم سوائل و مياه حرة تخفف من تركيز الدم. و بالتالي تبدأ الكلى بالتخلص من هذا الماء الزائد.
- يؤدي انخفاض السكر في الجسم إلى تخفيض هرمون الإنسولين. و بالتالي يقلل من قدرة الكلى على الحفاظ على الصوديوم مما يؤدي إلى خروج الماء و الصوديوم من الدورة الدموي من خلال عملية التبول.
- يؤدي فقد السوائل و الاملاح إلى الجفاف و خسارة وزن السوائل بسرعة.
- قد يؤدي فقدان البوتاسيوم خلال عملية التبول إلى اضطراب عضلة القلب مما يسبب تسارع دقات القلب.
- نقص البوتاسيوم هو الاخر من احد مسببات اضرابات النوم، نظرا لدوره المهم على مساعدة في الدخول بالنوم.
- كما يؤدي نقص المغنيسيوم إلى فقدان قدرة العضلات على الاسترخاء مسببة بذلك الشد العضلي أثناء النوم أو ممارسة التمارين الرياضية وخصوصاً في بطة الساق.
ثالثا: اعراض الكيتو فلو بسبب الإنسحاب من استهلاك السكر
يحفز السكر هرمون السعادة السيراتونين في الدماغ باستمرار، مما يسبب الإدمان على كثرة تناول السكر باستمرار. لذلك يؤدي البدء بحمية الكيتو إلى إيقاف السكريات و الشعور بالإكتئاب نظرا لانخفاض هرمون السعادة.
تكون أعراض الانسحاب من السكريات شبيهة بتلك الأعراض عند أيقاف التدخين او اي محفز للدماغ. و التي تبدء منذ اليوم الأول من ايقاف السكريات و تمتد إلى نهاية الاسبوع الأول. لذلك يمكن تلخيص اعراض الكيتو فلو في المرحلة الانسحابية باشعور بعدم الارتياح و تقلب المزاج و سرعة الانفعال و العصبية.
كم تستمر اعراض الكيتو فلو
تستمر اعراض الكيتو فلو من ثلاثة أيام إلى ثلاثة أسابيع في غالب الأحيان لكن قد تستمر طول فترة الإلتزام في الحمية. لذلك يجب معرفة سبب اعراض الكيتو و القيام على التعامل معها بسرعة لكي يكون النظام نمط حياة خالي من المشاكل الصحية.
أعراض الحمى الكيتونية
يمكن تصنيف اعراض الكيتو فلو بناءً على نوع الغيرات الكيميائية و البيولوجيا التي تحدث في الجسم. حيث تظهر هذه الأعراض خلال الأيام و الأسابيع الأولى و التي تعتمد على خمسة تأثيرات أساسية.
اولا: الأعراض المرتبطة بهبوط السكر وعمليّات التكيف الكيتوني
عند هبوط مستويات الطاقة و السكر في الدم غالبا ما يشعر الشخص اعراض الكيتو فلو مثل التعب و الإرهاق و التوتر و فقدان التركيز. خلال الأيام الأولى من الالتزام بالكيتو ينخفض باستمرار مخزون الكبد من الجلايكوجين. بينما تبقى مخزونات العضلات من الجلايكوجين كما هي.
و لأن الكبد هو الوحيد الذي يمتلك أنزيم الجلوكوز-6-فوسفيتيز فهو الوحيد القادر على تحويل مخزونه من الجلايكوجين إلى جلوكوز. يمتلك الكبد القدرة تخزين 100غم من الجلايكوجين فقط في حين تخزن العضلات ما يقارب 400غم منه للإستخدام المحلي فقط داخل الخلايا العضلية أثناء النشاط الرياضي.
طبعا الكبد قادر على تصنيع السكر من البروتين و الدهون بالاضافة إلى تحويل الجلايكوجين إلى جلوكوز. ينفذ مخزون الجلايكوجين من الكبد عادة في اليوم الثالث و لذلك يبدأ الشخص يعاني من اعراض الكيتو فلو المرتبطة بانخفاض السكر في الدم مثل:
- أولا: التعرق
- ثانيا: الارهاق
- ثالثا: الرغبة الشديد لتناول السكر
- ربعا: الدوخة
- خامسا: الجوع الشديد
- سادسا: تنميل الشفاه
- سابعا: رعشة وتوتر
- ثامنا: تسارع في ضربات القلب
- تاسعا: الصداع
- عاشرا : صعوبة المزاج و العصبية
ثانيا: الأعراض المرتبطة بتكيف الجهاز الهضمي
عند الدخول في رجيم الكيتو سوف يتم ايقاف الكثير الأطعمة المزعجة و المؤذية للقولون و الأمعاء. إذ يتم إيقاف الخبز و الطحين بكل أشكله و كذلك الحليب و الارز. مما يؤدي إلى تخفيض استهلاك الألياف و إيقاف بروتين الجلوتين من الخبز و سكر اللاكتوز من الحليب و سكر الفركتوز من الفواكه.
تخفيض هذه المواد يؤدي إيقاف النفخة و الغازات و التي إن وجدت تصبح عديمة الرائحة و أكثر نظافة. لكن مع تغير نوع الألياف من الفواكه الحلوة إلى الخضار و الفواكه قليلة النشويات. تتغير نوعية الأياف التي تغذي البكتيريا مما يسبب موتها و تعطل عملية الهضم. وهذا ما يسبب الامساك.
هل الاسهال من اعراض الكيتو
فما يؤدي ادخال الدهون عند من أزال المرارة إلى بطء عملية الهضم و حدوث الامساك. وذلك لعدم قدرة الجهاز الهضمي على هضم و امتصاص الدهون. أو قد يؤدي المبالغة في استخدام الدهون إلى الاسهال و خصوصا بعد الوجبات. لذلك يجب تناول الدهون بمقدار بحيث تكون كمية الدهون أقل كمية من الدهون لتنمحك الشعور بالشبع بين الوجبات.
ثالثا: الأعراض المرتبطة بالإدرار السريع للبول
يؤدي الدخول في الحالة الكيتونية بالإضافة إلى هبوط مخزونات الجسم من السكر إلى تراكم السوائل في الدورة الدموية. بالاضافة إلى زيادة نحفيز الكلى على اخراج الصوديوم مصحوبا بكميات كبيرة من السوائل المحملة بالأملاح مثل المغنيسيوم و البوتاسيوم.
لذلك يؤدي نقص السوائل و الأملاح إلى اعراض الكيتو المتنوعة التي يتقاطع بعضها مع أعراض نقص السكر و يضخمها:
- الإمساك
- تسارع دقات القلب
- الارهاق و التعب
- ضعف العضلات و الشد العضلي
- نادرا ما يحدث تنميل في الاطرف
- انخفاض ضغط الدم
- الدوخة و الغثيان عند الوقوف المفاجئ
رابعا: مجموعة الأعراض الأخرى المرتبطة بالانسحاب من تناول النشويات
السكريات و النشويات لديها قدرة عالية على تحفيز الجهاز العصبي من خلال تحفيز افراز هرمون السعادة. و هو هرمون السيراتونين الذي يتم افرازه من الجهاز العصبي المركزي. عادة ما يتم تصنيع 90% من السيراتونين في الأمعاء بواسطة خلايا Enterochromaffin cell بينما يتم إفراز 10% فقط منه بواسطة الجهاز العصبي المركزي من خلال تحويل الحمض الأميني التربتوفان إلى السيراتونين.
يؤدي تناول السكريات عادة إلى زيادة زيادة تدفق السكر إلى خلايا الجسم المختلفة بدلا من الحمض الاميني تريبتوفان. و بالتالي يرتفع تركيزه في الدم مما يعزز من تدفقه إلى الدماغ ودعم انتاج التريبتوفان. بالاضافة إلى أن تناول الفواكه و الخبز مع الخضار و غيرها يزيد من تنوع البكتيريا النافعة التي تساعد و تدعم انتاج هرمون السعادة من جدران الامعاء.
إيقافك لتناول السكريات و النشويات يؤدي إلى هبوط شدة ارتفاع السيراتونين عند تناول الطعام. كما أن موت البكتيريا و تغير نوعها يؤدي إلى تقليل انتاج السيراتونين في الامعاء. و هذا ما يسبب اعراض الكيتو الانسحابية عند ايقاف تناول السكر وهي:
- الرغبة الشديدة في تناول الحلويات
- الصداع
- الانزعاج و القلق
- الشعور بالاحباط و فقدان الرغبة بالقيام بأي نشاط
خامسا: الأعراض المرتبطة بنقص الفيتامينات في الجسم
يؤدي دخولك إلى الحالة الكيتونية إلى زيادة سرعة حرق الدهون الهوائي، وبالأخص في فترة التكيف الكيتوني، حيث يؤدي هذا التكيف إلى رفع عملية الأيض بما يعرف بالتوليد الحراري التكيفي (Adaptive Thermogenesis)، ونظراً لحاجة الخلايا إلى فيتامينات B للحرق، مما يستنزف الفيتامينات وخصوصاً Bو1B6 فتشعر بالأعراض التالي
- الرغبة بالتقيء بعد الأكل بسبب كثرة تناول الدهون ونقص فيتامين B6.
- الأرق وعدم القدرة على الدخول في النوم، ورؤية الكوابيس والأحلام المزعجة بسبب نقص فيتامين B1.
- قلة الطاقة والنشاط وبطئ الحرق بسبب نقص الفيتامين B1.
المصادر
Low blood sugar (hypoglycaemia)