أكاذيب تمنع علاج السُكري نهائيا | يصدقها مريض السكري النوع الثاني

مرض السُكري

خلال تعاملنا مع مرضى السُكري وممارستنا في العيادة نواجه العديد من القناعات الخاطئة المرتبطة في علاج السكري والتي يتم تصحيحها باستمرار. مصدر هذه المفاهيم الخاطئة هي نصائح تدمر صحة مريض السكري على الدوام فيجعل عملية الشفاء مستحيلة. ويضمن تطبيق هذه النصائح الخاطئة زيادة سوء حالة المريض على الدوام الا من رحم ربي. ولم يلتزم بهذه النصائح الخاطئة وقام بتطبيق معاكس لها حرفيا.

عند تطبيق حمية الكيتو يتحسن صحة المريض وتنتظم قراءات سكر الدم لديه. مما يدفع طبيبه إلى وقف أدويته بسبب شفائه من السكري ومقاومة الإنسولين. هذا التعافي و الشفاء كان بسبب تطبيق نصائح معاكسة للنصائح والخرافات التي سيتم نقاشها من خلال أسطر هذا المقال. والتي ترافق مريض السكري أينما ذهب لتضمن بقاء المريض مريض لأطول فترة زمنية ممكنة.

مشكلة المعلومات الطبية التي تلقن لمريض السُكري انها ترقى لدرجة أكاذيب من العيار الثقيل. والتناقض الموجود فيها غريب يفقد المريض القدرة على التفكير بطريقة صحيحة. فلو ترك المرضى على التفكير المنطقي لعلاج السكري لشفي معظمهم من خلال إيقاف السكريات. لكن مع كمية كبيرة من المعلومات المضللة مثل صاحب مرضك ومرض السكري مزمن. ووجوب السيطرة على السكري بوقف الدهون والملح يصبح المريض تائه بين التناقضات الغابرة ويفقد المريض الرغبة بالشفاء. وتأتي فقدان رغبة المريض بالشفاء نتيجة لاستمرار محاولته الفاشلة مع الايام فهو مرض مزمن ينتهي بالمريض بحقن الإنسولين. 

يؤدي استمرار ارتفاع السكر والإنسولين في الدم إلى زيادة فرصة الإصابة بأمراض الكلى التي تنتهي بغسيل الكلى. بالاضافة إلى تعرض العينين لمشاكل انفصال الشبكية والتي تعرض المريض لمخاطر فقدان بصره. كما يؤدي السيطرة الضعيفة على السكر في الدم إلى ضعف الدورة الدموية والتي يعاني بعض المرضى من بتر اطرافه. وكل هذه المشاكل يمكن تجنبها بفهم الخطأ التقليدي في النصائح المقدمة لمريض السكري. 

بطء عمليات الحرق تسبب مرض السُكري

تُعتبر العلاقة بين بطء عمليات الحرق ومرض السكري من المعتقدات الخاطئة التي تحتاج إلى تصحيح . يتسبب مرض السكري في فقدان الجسم قدرته على تنظيم مستويات السكر في الدم بفعالية بسبب مشكلات في استخدام الأنسولين. وليس بسبب بطء عملية الحرق . بما ان مرض السكري هو مرض أيضي فيعتقد ان من الاسباب التي تؤدي للاصابة بالسكري هو عمليات الحرق بالجسم بمعنى انه الجسم غير قادر على حرق السكريات بالتالي الاصابة بمقاومة الانسولين . في الواقع، غالبًا ما يُنظر إلى مقاومة الأنسولين كسبب رئيسي للسكري، وهي حالة تجعل الخلايا أقل استجابة للأنسولين، مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم.

من المفاهيم المغلوطة ايضا أن تقليل الوزن بمقدار 10 كيلوغرامات سيساهم مباشرة في تحسين مقاومة الأنسولين . كما أن ارتفاع وانخفاض هرمون الانسولين يرتبط بمستويات هرمون النمو بالتالي بطء عمليات الحرق وزيادة الوزن والاصابة بمقاومة الانسولين . قد تؤدي مقاومة الأنسولين إلى زيادة الوزن، لكن هذا لا يعني أن بطء الحرق هو السبب الأساسي للسكري. بدلاً من ذلك، يعكس السكري مشاكل في تصنيع الكبد للأنسولين وليس بطء الأيض أو عملية الحرق في الجسم.

لا يمكن شفاء السُكري بتعديل الحمية

يُعتبر تناول السكريات بكميات مفرطة من الأسباب الرئيسية لمرض السكري. لكن الاعتقاد بأن المريض لن يتشافى أبداً من المرض مهما تناول من السكريات والنشويات هو اعتقاد خاطئ. الحقيقة أن حوالي 70٪ من علاج السكري يعتمد على تحسين النظام الغذائي. إذا استمر المريض في تناول السكريات والنشويات بكميات كبيرة مع الاستمرار في تناول الأدوية فقط. فإن النتيجة ستكون أنه سيظل يعتمد على الأدوية طوال حياته. من المهم أن يدرك المرضى أن تحسين نوعية الغذاء وتقليل تناول النشويات يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في الحالة الصحية. حتى إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن ولا يستطيع ممارسة الرياضة، فإن تحسين النظام الغذائي وحده يمكن أن يؤدي إلى نزول الوزن. وبالتالي تقليل مقاومة الأنسولين. لذلك، من الضروري الجمع بين العلاج الدوائي وتعديل النظام الغذائي لتحقيق أفضل النتائج وإبطاء الحاجة إلى الأدوية، وربما الوصول إلى مرحلة يمكن فيها تقليل الأدوية أو حتى إيقافها.

السكريات ضرورية ويمكن الاعتدال بها

من الضروري أن يدرك الأشخاص المصابون بالسكري أن تناول النشويات مثل الخبز والأرز والفواكه قد يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على صحتهم إذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح. إن استخدام النشويات بكميات غير مضبوطة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل فقدان البصر، وتلف الأطراف، والمشاكل الجنسية، بالإضافة إلى زيادة خطر الفشل الكلوي. لذا، يجب أن يحصل المريض على المعلومات الصحية الدقيقة حول كيفية تأثير هذه الأطعمة على حالته المرضية. لا بد من التوازن بين الرغبة في تناول الأطعمة المفضلة وبين الحفاظ على الصحة. من المهم أن تتخذ قرارات مستنيرة بعد فهم كامل للأثر الغذائي، فالصحة هي الأهم. يجب أن يُتاح لك الاطلاع على الحقيقة الغذائية حتى تتمكن من الاختيار بين الاستمرار في المخاطرة بسلامتك أو اتخاذ خطوات نحو الشفاء والتحكم في حالتك بشكل أفضل.

عدم قدرة مريض السُكري على الصيام

الاعتقاد بأن الشخص المصاب بالسكري يجب أن يتناول وجبة الإفطار لتناول الدواء بانتظام. ويأخذ سناك بين كل وجبة وأخرى لتجنب هبوط السكر، هو اعتقاد خاطئ ومبالغ فيه لانه عكس الهدف الذي يؤخد الدواء لاجله وهو تقليل مستويات السكر بالدم . في الحقيقة، إدارة مرض السكري لا تتطلب بالضرورة تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة وسناكات طوال اليوم، خاصةً خلال شهر رمضان. الصيام يمكن أن يكون آمنًا ومفيدًا لبعض الأشخاص المصابين بالسكري إذا تم تحت إشراف طبي دقيق.

الأدوية مثل الجلوكوفاج ومساعد السكري لا يمكنها خفض مستويات السكر إلى الصفر، ولكنها تساعد في تنظيمها. الصيام قد يكون ممكنًا إذا تم اتباع نظام غذائي مناسب وتعديل جرعات الأدوية وفقًا لتوجيهات الطبيب. الاعتقاد بأن تناول كميات كبيرة من النشويات والسكريات مع أدوية عديدة يمنع الصيام هو غير دقيق. حيث يمكن للأشخاص الذين يعانون من السكري أن يصوموا بنجاح إذا كانوا يتبعون خطة علاجية وتغذوية مناسبة. بدلًا من التمسك بالمعتقدات الخاطئة، من المهم التحدث مع الطبيب لوضع خطة ملائمة توازن بين العلاج والتغذية والصيام بشكل آمن.

ربط السُكري بزيادة الوزن- هل كل من يعاني من زيادة الوزن هو مريض سُكري ؟

ليس من الضروري أن يكون هناك علاقة مباشرة بين زيادة الوزن ومرض السكري. فليس كل الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يصابون بالسكري، كما أن الإصابة بالسكري ليست حصرية للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن. بعض الأشخاص قد تكون جيناتهم تحميهم من زيادة الوزن. لكنهم قد يصابون بمقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى الإصابة بالسكري رغم أن وزنهم طبيعي أو منخفض. من ناحية أخرى، هناك أشخاص يبدأون بزيادة الوزن ويعانون من مرض السكري من النوع الثاني، حيث قد يتسبب زيادة الوزن في مشاكل في البنكرياس تؤدي إلى تدهور قدرته على إفراز الأنسولين.

الوزن يمكن أن يكون مؤشرًا على احتمالية الإصابة بالسكري، لكنه ليس العامل الوحيد. يمكن أن يصاب الأشخاص الذين يتمتعون بوزن طبيعي بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني ويحتاجون إلى العلاج بالأنسولين. لذلك، من الضروري عدم الربط الحتمي بين الوزن ومرض السكري، لأن السكري يمكن أن يظهر في أي وزن، ويجب التركيز على عوامل أخرى مثل التاريخ العائلي، الجينات، ونمط الحياة في تقييم خطر الإصابة بالمرض.

التراكمي الطبيعي عند مريض السُكري اقل من 6.5

الاعتقاد بأن التحكم في مستويات السكر في الدم هو أمر مقبول إذا كان التراكمي أقل من 7% هو اعتقاد غير دقيق. فعلى الرغم من أن وصول التراكمي إلى 7% قد يكون مؤشراً على نوع من السيطرة على السكري، إلا أن هذا لا يعني أن الحالة مثالية أو خالية من المخاطر. عند تشخيص السكري، يكون التراكمي عادة فوق 6.3%، مما يشير إلى مستويات غير مثالية من التحكم في السكر.

عند استخدام الأدوية وعلاج السُكري، فإن الهدف هو خفض التراكمي إلى مستويات أقرب إلى النطاق الطبيعي، الذي يتراوح بين 5.1% و5.2%، وليس مجرد خفضه إلى 7%. يجب أن تكون المقارنة مع الأشخاص الذين لا يتناولون علاج السكري وليس مع أولئك الذين يتناولون كميات كبيرة من السكريات والنشويات بينما يتناولون العلاج. الأشخاص الذين يظلون غير ملتزمين بحمية صحية ويمزجون بين تناول السكريات والأدوية قد يظنون أنهم متحكمون بالسكري عندما يكون التراكمي عندهم 7%، لكن هذه القراءة تظل غير صحية.

الهدف الأساسي من العلاج هو الوصول بمستويات السكر إلى النطاق الطبيعي قدر الإمكان، باستخدام العلاج والحفاظ على حمية غذائية مناسبة. فإذا كان التراكمي أعلى من 5.3% حتى مع العلاج، فقد يكون هناك حاجة لمراجعة خطة العلاج والتغذية لتحقيق أفضل إدارة للسكري وتجنب المضاعفات السلبية المرتبطة بالمرض.

للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية

يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.

المصادر

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6566854

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32640608/#:~:text=Our%20study%20findings%20confirmed%20that,compared%20to%20low%2Dfat%20diets.

scroll to top