هناك ارتباط قوي بين ارتفاع مستويات الكوليسترول وخطر الإصابة بأنواع مختلفة من الخرف، بما في ذلك الخرف الوعائي ومرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف.
الكوليسترول هو مادة ينتجها الكبد بشكل طبيعي ويمكن العثور عليها أيضًا في بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء أو الزبدة. النوعان الأكثر انتشارًا من الكوليسترول في الجسم هما الكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL). يساعد الكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، المعروف أيضًا باسم الكوليسترول “الجيد”، على إزالة الدهون والأشكال غير الصحية من الكوليسترول من الجسم. الكوليسترول “الضار” أو LDL مهم أيضًا لعمل الجسم، ولكن عندما يتراكم، يمكن أن يتراكم على الشرايين ويشكل لويحات ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية.
الخرف هو فقدان الذاكرة وفقدان قدرات التفكير الأخرى. هناك عدة أنواع مختلفة من الخرف، وأكثرها شيوعًا هو مرض الزهايمر والخرف الوعائي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعاطي الكحول المزمن، وإصابات الرأس، وأمراض الكبد هي أسباب شائعة أخرى للخرف. يعاني العديد من الأشخاص أيضًا من الخرف المشترك – حيث يصابون بأكثر من نوع واحد من الخرف، مع تدهور أسرع أو أكثر حدة في مهارات التفكير والعناية الذاتية.
يستكشف هذا المقال ما إذا كان البحث قد وجد ارتباطًا بين ارتفاع مستويات الكوليسترول وبداية الخرف.
ماذا تقول الأبحاث عن مستويات الكوليسترول والخرف
يحدث الخرف الوعائي نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن المعروف أن ارتفاع مستويات الكوليسترول هو عامل رئيسي في الخرف الوعائي. كما وجدت الدراسات وجود صلة قوية بين ارتفاع الكوليسترول ومرض الزهايمر، فضلاً عن أنواع أخرى من الخرف. لدى الباحثين عدة تفسيرات لهذه الروابط. يسبب ارتفاع الكوليسترول تلفًا تأكسديًا، مما قد يؤدي إلى تفاقم التنكس في الدماغ المرتبط بمرض الزهايمر، وتعاطي الكحول، وأمراض الكبد، وإصابات الرأس. كما أن ارتفاع الكوليسترول يسبب الخرف الوعائي، مما يزيد من أعراض أنواع أخرى من الخرف.
تحدد بعض هذه الدراسات نوعًا واحدًا أو أكثر من أنواع الخرف، وتجمع بعض الدراسات جميعها في نتائجها، وغالبًا ما تطلق عليه الخرف “الناجم عن جميع الأسباب”.
الدراسات
تابعت دراسة طويلة الأمد أجريت عام 2021 مجموعة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا أو أكبر وركزت على الكوليسترول الضار وتأثيراته. وجد الباحثون ارتباطًا متواضعًا بين ارتفاع الكوليسترول الضار الذي تم قياسه في منتصف العمر وخطر الإصابة بالخرف بعد 10 سنوات. كما اعتقدوا أنه يجب إضافة الكوليسترول الضار كعامل خطر قابل للتعديل للخرف.
وقد عززت مراجعة الدراسات لعام 2020 النتائج السابقة من خلال تحليل 100 دراسة أولية ومراجعة للدراسات واستنتاج أن الكوليسترول الضار LDL يشكل عامل خطر كبير للإصابة بمرض الزهايمر. كما سلط الباحثون الضوء على أهمية إجراء المزيد من الدراسات حول هذا الموضوع لمعرفة ما إذا كان النشاط البدني والأدوية يمكن أن تؤثر على تأثير الكوليسترول على مرض الزهايمر.
وعلى العكس من ذلك، خلصت دراسة أجريت عام 2023 إلى أن تناول كميات كبيرة من الكوليسترول الغذائي كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف لأي سبب، بما في ذلك مرض الزهايمر. ومع ذلك، يعترف الباحثون بالحاجة إلى المزيد من الدراسات للتحقق من هذه النتائج أو دحضها.
توصلت دراسات أخرى إلى نتائج مختلفة. وخلصت مراجعة للدراسات أجريت عام 2021 إلى عدم وجود علاقة واضحة بين الكوليسترول والخرف في مجموعة كبار السن. وأن هذا التأثير لم يتغير باستخدام الستاتينات (الأدوية التي تخفض الكوليسترول).
هل يمكن أن تسبب مستويات الكوليسترول المرتفعة الخرف؟
وجدت أحدث دراسة أجريت عام 2024 ارتباطًا بين الكوليسترول الحميد وزيادة خطر الإصابة بالخرف لجميع الأسباب لدى الأشخاص في منتصف العمر وكذلك الأفراد الآخرين، وليس الكوليسترول الضار. كما كانت الحال في الدراسات السابقة. ويبدو أن الارتباط أقوى لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا أو أكثر. وجدت معظم الدراسات ارتباطًا قويًا بين الكوليسترول الضار والكوليسِترول الحميد وزيادة خطر الإصابة بالخرف. مع وجود مراجعة واحدة فقط للدراسات تشير إلى عدم وجود علاقة واضحة. لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد كيف يمكن أن يلعب فحص الكوليسِترول أو علاجه دورًا في إدارة أو منع الخرف.
ما الذي يسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول؟
ترتبط عوامل متعددة بزيادة خطر ارتفاع الكوليسِترول. يمكنك تغيير بعضها من خلال تعديلات نمط الحياة، ولكن بعضها قد يكون وراثيًا أيضًا. العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر إصابتك بارتفاع الكوليسِترول
- اتباع نظام غذائي غير صحي
- قلة النشاط البدني
- التدخين
- التقدم في السن (يمكن أن يزيد الكوليِسترول مع تقدم العمر)
- الجنس البيولوجي هو الذكر، حيث يكون الذكور أكثر عرضة لارتفاع الكوليِسترول
- الخلفية العرقية
- الحالات الوراثية مثل ارتفاع الكوليِسترول العائلي
- مرض الكلى
- مرض الكبد
- زيادة الوزن
- مرض السكري من النوع 2
- قصور الغدة الدرقية
- نقص هرمون النمو
يمكن أن يكون ارتفاع الكولِيسترول وراثيًا، لذا فإن وجود أحد أفراد الأسرة المقربين، مثل أحد الوالدين أو أحد الأشقاء، مصابًا به يمكن أن يزيد من احتمالية إصابتك به أيضًا. لا يسبب ارتفاع الكوليسِترول عادةً أي أعراض، لذا من المهم جدًا إجراء الاختبار. يجب أن يكون اختبار الدم كافيًا لتشخيص ارتفاع مستويات الكوليِسترول، وتتوفر بعض الأدوية، مثل الستاتينات، للعلاج إذا لم تكن استراتيجيات نمط الحياة كافية.
الخلاصة
أكثر أنواع الكوليِسترول انتشارًا في الجسم هي HDL وLDL. وكلاهما ضروري لعمل الجسم ولكن LDL يمكن أن يتراكم في الجسم ويسد الشرايين، مما يؤدي إلى حالات مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. يمكن أن تكون هذه الحالات مهددة للحياة. يمكن أن تسبب العديد من الحالات التنكسية الخرف وتؤدي إلى فقدان الذاكرة التدريجي وفقدان قدرات التفكير. مرض الزهايمر هو النوع الأكثر شيوعًا.
حددت الأبحاث وجود صلة بين ارتفاع مستويات الكوليِسترول LDL وتطور أسباب مختلفة للخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر. كما سلطت دراسات أخرى الضوء على وجود صلة محتملة بين ارتفاع مستويات الكوليسِترول HDL وزيادة خطر الإصابة بالخرف. ارتفاع الكوليِسترول هو عامل خطر معروف للخرف الوعائي، وهو مرتبط أيضًا بأنواع أخرى من الخرف. يجب تحديد الآلية المحددة التي يمكن أن يتسبب بها الكوليسِترول في الخرف حتى يمكن تحسين طرق الفحص والعلاج.
للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة ، و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
المصادر
https://www.nia.nih.gov/news/abnormal-cholesterol-metabolism-linked-dementia-risk
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC2995387