يعد الامساك من المشاكل الصحية الكارثية التي يعاني منها الكثير من الناس حيث تصل نسبة من يعانون بالإمساك إلى ( 12 – 15 %) من الأشخاص. تعاني النساء عادةً من هذه المشكلة أكثر من الرجال وخصوصاً في الفترات المتعلقة بتغير واضطراب الهرمونات النسائية كما تعاني 40 % من السيدات الحوامل من الإمساك. وتزداد هذه المشكلة مع التقدم في العمر.
مشكلة الامساك هي مشكلة عامة تعرضنا لها جميعاً، فهي تسبب الإزعاج لجميع المصابين بها، إلا أن معظمنا يجهل أسبابها، وكيفية علاجها والوقاية منها. إذ أن هذه المشكلة قد تبدأ منذ الصغر وتؤدي إلى حدوث مشاكل مختلفة في الجهاز الهضمي. وبالتحديد الأمعاء والقولون، والتي تتطور وتزداد مع التقدم بالعمر.
ما هو الامساك ؟
الامساك هو أحد المشاكل الهضمية الشائعة التي يعاني منها الإنسان في مختلف الأعمار، والتي يجب التعرّف على أسبابها . لابد من تغيير النمط الغذائي والصحي للتخلص من هذه المشكلة، والتمكن من دخول الحمام بشكل طبيعي للتخلص من الفضلات والسموم في الجسم. ويعتبر الشخص مصاباً بالإمساك إذا كان يعاني من:
- إذا كان الإخراج أقل من ثلاث مرات أسبوعياُ.
- إذا كانت الفضلات قاسية أو جافة.
- إذا كان الإخراج مؤلماً.
- وجود نفخة وغازات باستمرار.
عند تغيير النمط الغذائي في حياتك، سواء بدخولك إلى الحمية الكيتونية أو غيرها من الحميات الغذائية، فهذا التغيير في النمط الغذائي قد يؤدي إلى حدوث الإمساك . أما إذا كنت تعاني من الإمساك قبل الدخول في الحمية وتغيير النمط الغذائي. فاعلم بأن المشكلة قد تتفاقم وتجعل من رحلتك بالحمية الكيتونية رحلة صعبة تتصف بعدم الراحة والعذاب ، ناهيك عن دور الإمساك في تثبيت الوزن الأمر الذي يفاقم شعورك بالانزعاج.
ما هي اسباب الامساك ؟
حتى تتمكن من علاج مشكلة الامساك، يجب التعرف أولًا على الأسباب التي أدت لحدوث هذه المشكلة. والتي يمكن تلخيصها فيما يأتي:
العادات الغذائية الخاطئة في اختيار أنواع الطعام
إذا كنت معتاداً على استهلاك الخبز، وتعاني من مشكلة هضم الجلوتين في الأمعاء، علماً بأن هذه المشكلة يعاني منها معظم الناس.أو إذا كنت تعمل على إجبار أمعائك على التعامل اليومي مع الحليب وبالتالي التعرض لسكر اللاكتوز. ضارباً بعرض الحائط أن 50 % من الأشخاص في العالم العربي يعانون من مشاكل اللاكتوز، فعندئذ يؤدي تناول اللاكتوز والجلوتن معاً إلى إتلاف جدران الأمعاء، وقد يكون هذا السبب الرئيسي لمعاناتك اليومية اللامنتهية لمشكلة الإمساك.
تغيير العادات الغذائية ونوعية الطعام وأنماطه
عند تغيير نوعية الغذاء، تتغير نوعية الألياف التي تعمل على تغذية البكتيريا النافعة المسؤولة عن عملية الهضم، الأمر الذي يؤدي إلى قتل هذه البكتيريا. وحدوث نقص في تعداد الوحدات البكتيرية المسؤولة عن الهضم في القولون والأمعاء، الأمر الذي ينتج عنه بطء عملية الهضم وبالتالي حدوث الإمساك. ولهذا السبب، يتعرض الأشخاص الذين يتبعون الحمية الكيتونية إلى الإمساك في بداية الحمية، بسبب تغيير نوعية الألياف. إلا أنها قد تستمر لفترة طويلة قد تمتد لكامل مدة الإلتزام بالحمية إذا لم يتم معالجتها.
فقدان التوازن في بكتيريا القولون
زيادة البكتيريا الضارة وانخفاض البكتيريا النافعة، والناتج عن استهلاك بعض الأدوية والعقاقير والمضادات الحيوية، أو موانع الحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم، كل هذا يؤدي إلى موت البكتيريا النافعة. مما يتيح الفرصة لتكاثر ونمو للبكتيريا الضارة، وهذا يؤدي إلى مشاكل الهضم والإمساك.
المبالغة في كمية الألياف التي يتم استهلاكها للمبتدئين في الحمية الكيتونية
إذا كنت غير معتاد على تناول السلطات باستمرار، وغير معتاد على تناول الخضار، وبدأت باستهلاك كميات كبيرة من الخضار عند الدخول في الحمية الكيتوينة الصحية المعدلة والتي تتطلب تناول من ( 7 – 10) أكواب يومياً من الخضار، فقد يؤدي ذلك إلى تأخر عملية هضم الكميات المبالغة بها من الألياف وبالتالي حدوث الإمساك، لأنه عند تغيير نوع الألياف وكميتها بما يفوق قدرة البكتيريا النافعة على تفكيكها وهضمها،
عدم تناول الألياف
تعتبر الألياف هي الطعام الأساسي للبكتيريا في الأمعاء الغليظة والقولون. ويؤدي دخولك في الحميات قليلة الألياف أو الامتناع عن تناول الألياف نهائياً مثل ما يحدث في حمية الكارنيفور إلى حدوث الإمساك المزمن بكل تأكيد . والذي قد يمتد إلى عدة أسابيع، مما قد ينتج عنه أيضاً إغلاقات في الأمعاء، مما يجبرك على الذهاب إلى قسم الطوارئ لمحاولة التعامل مع المشكلة.
الجفاف سبب رئيسي في الامساك
تؤدي قلة تناول السوائل إلى نقص الماء في القولون والفضلات، مما يؤدي إلى منع وصعوبة حركة الفضلات في القولون، ناهيك عن المعاناة من وجود آلام عند عملية الإخراج.
تناول مكملات تعيق حركة الأمعاء
بعض المكملات الغذائية والعلاجات تعمل على إعاقة حركة المعدة، مما يؤدي إلى حدوث الامساك، ومن أهم هذه العقاقير ما يأتي:
- مكملات الحديد.
- بعض المسكنات.
- استخدام مضادات الحموضة وبالتحديد التي تحتوي على الكالسيوم.
- تناول المضادات الحيوية.
اضطرابات الهرمونات النسائية
إن زيادة هرمون البروجسترون الذي يزداد إفرازه بشكل دوري بشكل طبيعي قبل الدورة الشهرية، أو أثناء الحمل، يعمل على إراحة العضلات الملساء. ومن أهمها عضلة الرحم وعضلات القولون والأمعاء، الأمر الذي يؤدي بشكل أساسي للإمساك، حيث تعاني 40 % من السيدات الحوامل من مشكلة الإمساك.
حبس الإخراج احد اسباب الامساك
حبس الإخراج المتكرر يؤدي إلى الامساك، حيث تصبح الفضلات أكثر قساوة وبالتالي تصبح عملية الإخراج أكثر صعوبة. ناهيك أن حبس الإخراج يؤدي إلى اعتياد الجهاز الهضمي والقولون تحديداً على تأخير الإخراج.
المبالغة في استهلاك الملينات
إن استخدام الملينات بطريقة مبالغ فيها خصوصاً المليّنات المحفزة تساعد على الانقباض والاعتماد عليها دائماً للإخراج. مما يؤدي إلى إتاف جدار الأمعاء، وبالتالي فقدان الأمعاء والقولون على قدرتها الطبيعية على الإخراج بصورة طبيعية دونما تحفيز خارجي.
الأمراض والمشاكل الصحية
قد يحدث الامساك نتيجة لبعض الأمراض الصحية التي قد يواجهها الإنسان، نذكر منها ما يأتي:
- هبوط الغدة الدرقية.
- إغلاقات الأمعاء.
- أمراض القولون وتقرحه.
- سرطان القولون والمستقيم.
علاج مشاكل الامساك
حتى تتمكن من معالجة مشكلة الامساك، يجب أن تعلم من البداية بأنه يجب عليك دخول الحمام مرة واحدة على الأقل يومياً. كما تعتمد عدد مرات الدخول وكمية الإخراج على كمية الطعام التي تتناولها. عند البدء في معالجة مشكلة الإمساك يجب ان يتم العلاج بناءً على أسباب المشكلة، وهي كالآتي:
تحسين صحة الأمعاء لتحسين الامساك
وهو تغيير نمط الحياة المرتبط بإصلاح الاهتراءات ومشاكل جدران الأمعاء، ويكون هذا الإصلاح عن طريق إيقاف تناول المواد التي تعمل على إيذاء الأمعاء، مثل:
- إيقاف منتجات القمح والحليب.
- تناول المواد الأساسية لبناء القولون، وجدران الأمعاء، وذلك عن طريق تناول بروتين الجلايسين الموجود في الكالوجين عن طريق المكملات الغذائية أو الموجود في مرق العظم.
- استهلاك كميات عالية من فيتامين .C
- استخدام محلول الصمغ العربي.
اختلال توازن البكتيريا ومجتمعات البكتيريا داخل القولون
وهذا يهدف إلى زيادة كميات البكتيريا النافعة، وتقليل كمية البكتيريا الضارة، وحتى تبدأ في هذا العلاج يجب اتباع ما يأتي:
- إيقاف جميع مصادر السكريات والنشويات، مثل الخبز، الأرز، الحليب، والفواكة.
- استهلاك مصادر عالية من البكتيريا النافعة، وذلك من خلال كبسولات البكتيريا النافعة. أو من خلال الأطعمة المخمرة مثل الزبادي الحامض، والمخللات .
- تناول المضادات الحيوية الطبيعية، القاتلة للبكتيريا الضارة، مثل الزعتر، زيت الزعتر، والميرمية.
حجم الألياف الداخلة للجسم ونوعيتها من اسباب الامساك
إذا كنت تستهلك كمية عالية من الألياف من خلال تناول الخضار، يجب تقليل كمية الخضار التي تستهلكها يومياً إلى ربع الكمية، كما يجب اتباع الخطوات الآتية:
- تناول الخضراوات المسلوقة، حتى يتم تسهيل هضم وامتصاص الألياف في هذه الخضراوات من قبل البكتيريا.
- استهلاك الألياف الذائبة بالماء التي تعمل على تسهيل عملية الخروج، من خلال استهلاكها من مصادرها مثل: بذور والبندق. الكتان، الأسباغول والسيليوم،
- استهلاك الخضراوات الغنية بالألياف الذائبة في الماء، مثل الأفوكادو، الكرفس، الفجل، الجزر، والبروكلي.
- إيقاف جميع أنواع المكسرات ومشتقاتها.
تحفيز حركة الأمعاء للتغلب على الامساك
يجب التغلب على الامساك من خلال تغيير العادات الغذائية والصحية، وإدخال العادات المحفزة لدخول الحمام وتحريك القولون، لذا يجب اتباع ما يأتي:
- في البداية يجب الدخول إلى الحمام صباحاً، حتى وإن لم يكن لديك الرغبة في الإخراج، فهذا يعمل على تحفيز حركة القولون.
- استخدام مكمل المغنيسيوم، وبالتحديد مغنيسيوم سترات، والذي يعمل على تحفيز حركة القولون وتعتبر جرعة ( 250- 500 )ملغم صباحاً كافية وآمنة للاستخدام.
- شرب الماء صباحاً عند الاستيقاظ من النوم قبل تناول أي شيء أخر.
- تناول الشاي والقهوة صباحاً، وتحديداً القهوة.
- استخدام المحاليل الملحية عالية التركيز، مثل مرق العظم، وماء المخلل الذي يمتاز بارتفاع تركيز الأملاح بها وبالتالي سحب السوائل من محيط البطن إلى داخل القولون، مما يؤدي إلى تليينه وتحفيزه على الإنقباض.
- الجلوس بوضعية القرفصاء، مما يساعد على تسهيل عملية خروج الفضات، وذلك بسبب ارتخاء العضلة العانية المستقيمة التي تعمل عند ارتخائها على استقامة المستقيم مع آخر القولون وبالتالي تسهيل عملية الإخراج.
- ممارسة الرياضة باستمرار، ومن أهم أنواع الرياضة لهذه الحالة هي رياضةالجري، المشي، القفز بالحبل.
- الحقنة الشرجية المائية
دعم عملية الهضم الصحية
يتم دعم عملية الهضم الصحية من خلال القيام بالآتي:
- إيقاف جميع علاجات مضادات الحموضة، والارتداد المريئي، والتي تؤدي إلى الإمساك وسوء الهضم.
- تناول عصير الليمون وخل التفاح قبل الوجبات باستمرار.
- استهلاك مصادر عالية من البوتاسيوم، والتي تعمل على تحفيز إفراز وصناعة أحماض المعدة.
- إذا كنت تعاني من مشاكل الكبد، أو قمت بإجراء عملية إزالة المرارة، فيجب استهلاك أملاح المرارة، أو صفراء المرارة.
الملخص
نستنتج من كل ذلك بأن مشكلة الإمساك هي مشكلة كبيرة، سببها الرئيسي في أغلب الحالات، الأنماط الحياتية ونوعية التغذية غير الصحيّة، فمن الضروري أن تعمل على حل هذه المشكلة بشكل سريع وجذري، حتى لا تتعرض لمشاكل صحية مستقبلية مرتبطة باستمرار الامساك المزمن لديك، مثل البواسير، وإغلاقات الأمعاء والقولون، والتقرحات، بالإضافة إلى فرصة الإصابة بسرطان القولون
للتواصل المباشر مع خدمات عيادة سمارة للتغذية
يمكنك التواصل مباشرة مع كادر العيادة المتخصص من حول العالم. كما و الاستفادة من برامجنا الغذائية المتخصصة في علاج الامراض المزمنة المختلفة . و ذلك من خلال حجز المواعيد بواسطة موقع العيادة او خدمة الواتساب.
- موقع العيادة الالكتروني: www.samaraketolife.com
- رقم واتساب العيادة: 00962795581329
المصادر
Constipation: Symptoms, Causes, Relief, and More (healthline.com)
10 Supplements for Constipation (healthline.com)
Probiotics for Constipation: Everything You Need to Know (healthline.com)