الطماطم واحدة من أكثر الفاكهة شعبية وانتشارًا حول العالم وتعتبر من ضمن عائلة الباذنجانيات. حيث يتم إنتاج أكثر من 180 مليون طن منها سنويًا عبر العالم. لكن لم تكن الطماطم معروفة منذ الأزل وعندما اكتشفها الأوروبيون لم تلقى رواجًا لاستهلاكها بسرعة. على العكس كانت سمعتها العامة سيئة كونها سامة وسميت في ذلك الوقت بالتفاحة السامة. موطن الطماطم الحقيقي يأتي من أمريكا الجنوبية تحديدًا من منطقة البيرو والأكوادور. والتي لا تزال الطماطم البرية بحجمها الأصلي الذي يساوي حجم حبة البازيلاء يوجد هناك. بعد ذلك انتشرت هذه الفاكهة شمالًا في أمريكا الشمالية حيث تم زراعة نوع واحد منها في المكسيك من قبل شعب الازتيك.
انتشار الطماطم حول العالم
يعود الفضل إلى نقل هذه الفاكهة للبعثات الاستكشافية الإسبانية التي احتلت المكسيك ونقلتها إلى أوروبا عام 1519م. وهم أول من أحضروا بذورها إلى أوروبا وبعد انتقلت عبر الإسبان إلى الفلبين. وفي عام 1544م تم ذكر الطماطم لأول مرة في الكتب في إيطاليا والتي كتب عنها الكاتب بيترو وكان يسميها بالتفاحة الذهبية. لأن لونها يتحول من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر الذهبي عند النضج أي أنها كانت صفراء اللون في ذلك الوقت. وبعدها انتقلت من إسبانيا إلى البرتغال في القرن 16.
دخول الطماطم إلى العالم العربي
دخلت الطماطم إلى العالم العربي في بلاد الشام ومصر كما قيل في عام 1840م أي في وسط القرن التاسع عشر من قبل العثمانيين. بعدها انتقلت من أرمينيا إلى إيران حيث كانت تسمي بالباذنجان الأرمني. قبل دخول الطماطم إلى العالم العربي من قبل الدولة العثمانية كانت توجد في العراق وبلاد الشام على شكل نبات للزينة. حيث كان المزارعون يخافون من تناول ثمارها الصغيرة السامة. لكن التطور في زراعة الطماطم جاء من بنسيلفانيا الأمريكية حيث انتقلت من أوروبا إلى أمريكا الشمالية. انتقلت مع المهاجرين إلى العالم الجديد في بداية القرن الثامن عشر وبدأ انتاجها التجاري في عام 1847م. زرعت الطماطم في العراق لأول مرة بعد الاحتلال البريطاني في عام 1917م. لكن تخوف العراقيون في بغداد من شرائها لأنهم كانوا يعتقدونها نبتة سامة ولأنها غريبة سميت بالبرتقال الإنجليزي قبل أن تنتشر في المطبخ العراقي.
سبب الاختلاف عليها
تم الاختلاف عليها في أوروربا حيث سماها بعضهم بتفاحة الحب أو التفاحة الذهبية. كما سماها البعض الاخر بالتفاحة السامة أو التفاحة النتنة. السبب الأول للاختلاف عليها هو عدم معرفتهم بها جيدًا. أما الثاني فهو لأن النباتات الباذنجانية لها نباتات سامة مثل نبتة بيلادونا أو كما يعرفها البعض بنبات ست الحسن. ناهيك عن أن بعض فصائلها بالفعل كانت سامة بالإضافة إلى أن طبخها في أواني ذلك الزمن والتي كانت تصنع من الزنك والرصاص يجعلها تصبح سامة جدًا. لأن عصيرها الحامضي يؤدي إلى تخليص الرصاص من الطبق ليستقر في معدة متناوله. ولكن سرعان ما تم النصح باستخدامها بعد ذلك لفوائدها الطبية المختلفة. يعود السبب إلى انتشارها بعدها بشكل هائل إلى اختراع طرق التعليب للحفاظ عليها كونها منتج سريع الفساد ويعرف بسهولة تحوره جينيًا.
إمكانية تناول الطماطم في وقتنا الحالي
في البداية يجب أن تعلم أن الطماطم في وقتنا الحالي ليست كما كانت سابقًا سواءًا بالنكهة أو بالرائحة. ويعود السبب في ذلك إلى كثرة التعديلات الجينية والانتقاء في زراعتها لتكون أكثر إحمرارًا وأكبر حجمًا وأبطأ تلفًا. تعتمد إمكانية تناول الطماطم على صحة أمعائك فإذا كنت تعاني من ارتشاح الأمعاء أو أحد أمراض المناعة. عندها لن يكون تناولها آمنًا عليك خصوصًا إذا تم تناولها نيئة أو بقشرتها لأنها غنية بالليكتينات التي تعد وسيلة دفاعية شرسة ضد ملتهمها. أما إذا كنت تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من ثبات الوزن المزعج فيمكنك تناولها دون خوف. كما أنها تعتبر فاكهة كيتونية مميزة حيث تحتوي على نت كارب 2-3 غم لذلك تعتبر خيار جيد لك في الحمية الكيتونية.
المصادر
Tomato transcriptional repressor MYB70 directly regulates ethylene-dependent fruit ripening
Fruit growth-related genes in tomato
A relationship between tomato fruit softening, cuticle properties and water availability